في رمضان فرص رائعة يجب الاستفادة منها لتسعد كل زوجة وأم نفسها وأسرتها، ولتزيد النجاح في حياتها وتقلل المشاكل وتغلق أبواب النكد.
نبدأ بالنية، ففي الحديث الشريف: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى".
نود توسيع النوايا وأهمها طاعة الله عز وجل وإعطاء كل ذي حق حقه؛ فتعطي نفسها حقها بإسعاد نفسها وتكون المؤمن القوي والزوجة الصالحة والابنة البارة بأسرتها والأم الصالحة، والفوز بثواب التشجيع على صلة الرحم في رمضان ودائمًا، وإسعاد مسلم وثواب إطعام الصائمين وإسعاد الفقراء بالتصدق، وثواب "منع" النفس عن الغيبة والنميمة والتدرب عليها في رمضان لتكون عادة بعده.. و"تسعد" نفسها بأجر الاهتمام بأسرتها ومنع الإسراف وتجنب التقتير أيضًا، ومنع الاهتمام بالصغائر و"حسن" التغافل عنها وادخار الطاقات لتحسين جودة الحياة؛ وتجنب بعثرتها بالتوقف عند الصغائر وتضخيمها وما يتبعها من خسائر في الدين والدنيا؛ حيث تكثر الأخطاء بسببها، وثواب مساعدة الزوج والأبناء والأهل والصديقات على الفوز بمكاسب رمضان بالتذكرة "بلطف" بأهمية كل ثانية في رمضان ونجعلها لنا بالاجتهاد بالطاعات وليست علينا أبدًا بالغفلة وبالتكاسل.
نوصي بالاستفادة من رمضان ببدء صفحات جديدة مع النفس بإعطائها حقها؛ بالتقليل من الوقت الذي تقضيه حواء على وسائل التواصل والفضائيات؛ وما يتبعه من ضياع للوقت وامتصاص لأفكار سلبية "تحرمها" من السعادة والنجاح كزوجة وكأم، والاهتمام بنفسها وبرشاقتها وجمالها وهواياتها والابتسام "لنفسها" ثم لأسرتها والتعامل معهم بود وبرفق.
وطرد العصبية فهي "نار" تحرق العلاقات والصحة النفسية والجسدية – لا قدر الله- واستبدالها باللطف والهدوء والتدرب عليه ولو بتمثيله ولتتدبر الحديث الشريف: "وإنما الحلم بالتحلم".
وتجنب المبالغات فلسنا في الجنة ولابد من وجود بعض المشاكل مع الزوج وأحيانًا مع أهله والأبناء و"التدرب" على منع تصعيدها وتذكر أن الزوجة ستصبح أقوى نفسيًا وأكثر نجاحًا وسعادة وخبرة والعكس صحيح إذا اختارت الصراعات وتضخيم المشاكل والاحتفاظ بالغضب بعد انتهائها.
لتبدأ الزوجة بمجاملة أهل الزوج -بلا مبالغة- والترحيب بهم بصدق و"تجاهل" أي تصرفات لا تعجبها ليس من قبيل التنازل؛ فهذا شعور مؤلم سيجعلها "تنفجر" عند أي تصرف بسيط لا يعجبها لاختزانها الإحساس بالتنازل ويعني القبول بما يسيء إليها، والأذكى المرونة الذكية التي تجعلها "تختار" إهمال ما لا يهم وتركز على "أولوياتها" وهي التمتع بحياة سعيدة، وتتدبر.
الحديث الشريف: "ألا أخبركم بأحبكم إلي وأقربكم مني مجلسًا يوم القيامة؟ فأعادها ثلاثًا أو مرتين، قالوا: نعم يا رسول الله، فقال: "أحسنكم خلقًا".
نود أن تستفيد كل زوجة من رمضان بالتقرب إلى زوجها بلطف و"بلا حصار" وتحسين علاقتها به و"إذابة" المتراكمات بينهما؛ ولا يوجد زواج في الكون بلا شوائب يحتفظ بها الزوجان، فلتطرد ما بقلبها وعقلها ضد زوجها وأهله و"تساعده" بنعومة وذكاء على فعل المثل معها ولو بعد حين.
تستطيع كل أم تشجيع أولادها وبناتها ليتحسنوا دينيًا ودنيويًا في رمضان ليكون "بداية" أفضل لهم به وبعده ودائمًا بمكافآتهم عن أي تحسن في العبادات بلا مبالغات؛ فالمبالغة دومًا تفسد وتجاهل التحسن يزرع الإحباط، وتشجعيهم على الاتصال الهاتفي بأهل الزوج وأهل الزوجة لتهنئتهم بقدوم رمضان وزيارتهم -ما استطاعوا- وترك الهواتف المحمولة عندئذ والإنصات "بحب" واحترام لكبار السن، والتعامل بود مع الصغار وسيفيدهم ذلك في النجاح اجتماعيًا بعد الثواب الديني، وسيمنحهم إشباعًا نفسيًا جميلًا بالرضا عن النفس و"يوسع" حياتهم بدلًا من تضييقها بالاهتمام بالنفس والأصدقاء فقط.
نتمنى تخصيص الزوجات والأمهات وقتًا يوميًا في رمضان لاجتماع الأسرة ليكون وقتًا لطيفًا "خاليًا" من الانتقادات أو النصائح وللترفيه عن النفس ولتخفيف إجهاد الصيام وصنع "ذكريات" جميلة وإهداء من يصوم لأول مرة هدية "يحتفظ" بها لتذكرته بهذا اليوم، وشراء سجادة خاصة لمن سيبدأ الانتظام بالصلاة من الصغار وملابس خاصة للصلاة للبنات؛ فكل ذلك سيسعدهم مع التشجيع المحسوب فكثرته ستشعر الأبناء وكأنهم سيصومون ويصلون إرضاءً للأهل أو للفوز بالإعجاب ويجب تعليمهم "الإخلاص" في العبادات منذ صغرهم.
تستطيع الزوجة والأم جعل رمضان فرصة لبدء عادات صحية أفضل لها ولأسرتها وسيتمتع الجميع بالصحة وبالرشاقة بالتقليل من صنع الحلويات والأكلات الدسمة وصنع بدائل بمذاق شهي وأكثر صحية وصنع أطباق شهية من الفواكه بطريقة جذابة ومحببة للصغار وللكبار وانتشرت الكثير من الوصفات لها.
في رمضان فرص هائلة للتحكم في النفس؛ فكما تستطيع الزوجة السيطرة على "رغبتها" في تناول الطعام والشراب و"تصمد" حتى الإفطار؛ فتستطيع "كبح" الشكوى من زوجها لأهلها ولصديقاتها؛ فغالبًا تأتي التعليقات ممتلئة بالتحريض ضد الزوج فضلًا عن أهمية الاحتفاظ بسرية علاقتها بزوجها وحماية نفسها وزوجها من التدخلات والقيل والقال؛ فلتتدرب في رمضان على "الفضفضة" لنفسها عندما تغضب من زوجها لأي سبب و"تحرص" على تذكر مزاياه عندئذ وتستعيذ بالرحمن من شرور شياطين الإنس والجن وتفكر في كيفية حل المشكلة وليس الانتقام أو "عقابه"؛ ففي الأولى ستبحث عن الحل وستنجح بعون الله وسيكون عقلها هادئًا وستتمكن من اجتياز المشكلة وتخمد "نار" غضبها، وفي الثانية ستشتعل نيران الغضب -لا قدر الله- وتخرج الأمور عن سيطرتها.
ونود أن تتوقف الأمهات منذ رمضان وللأبد عن الشكوى من تصرفات أولادها التي لا تعجبها حتى لا تقمن بتحريض "أنفسهن" ضدهم ولحماية أنفسهن من التعليقات السلبية و"المؤذية"، وأن تسارع بتهدئة أنفسهن وتذكر أنها هي أيضًا كانت لا تجيد التصرف أحيانًا "كابنة"؛ ولا نرفض التساهل مع أخطاء الأبناء فستزيد ويصعب التعامل معها فقط نطلب الاعتدال وتشجيعهم بالمكافآت بأنواعها العاطفية كالاحتضان والكلمات اللطيفة والمادية كهدايا غير مبالغ في أثمانها فلا يصبح المال هدفًا عندهم، وبالعقاب بأنواعه عند الخطأ.
رمضان نور جميل "فلتجتهد" كل حواء أن ينير قلبها وعقلها ووجهها وأسرتها وتسعى لزيادة رصيدهم منه في رمضان وطوال العمر كما ندعو لها ولهم.