محمود الليثى: تركت الهندسة والراتب الكبير من أجل أحلام التمثيل

27-2-2025 | 14:21
محمود الليثى تركت الهندسة والراتب الكبير من أجل أحلام التمثيلالممثل محمود الليثى
كريم كمال
الشباب نقلاً عن

بدأت مشوارى من غرفة بالدور الأرضى فى ميدان الجيزة.. وكنت أنام على سرير مع اثنين آخرين

موضوعات مقترحة
كان المنقذ الوحيد لكيلا يضربنى أشقياء المدرسة أن أقلد لهم المدرسين
ولدت نجما على مسرح الجامعة.. وأعتز بأدوارى التراچيدية
انتظرونى قريبا فى فيلم تركى


لا تمنح الحياة جوائزها مجانا، بل قد تكون في الكثير من الأحيان التضحيات قاسية حتى تبلغ مشارف حلمك، ومن حين لآخر قد تأتيك بارقة أمل سريعا ما يتلاشى أثرها مع فواتير المعيشة.. وهنا عليك أن تختار، إما الاستمرار مهما كانت التضحيات أو التوقف عن الأحلام، وهذه التجربة عاشها الفنان محمود الليثي، فكيف كان اختياره؟ 


أنت كوميديان من الدرجة الأولى.. متى كانت أول بذرة لممارسة الكوميديا في حياتك؟
أمارس الكوميديا منذ كنت تلميذا في المدرسة، وكانت هي السبيل الوحيد حتى أتمكن من مصاحبة أشقياء الفصل تجنبا من ضربهم لي، حيث كنت تلميذا متميزا في الدراسة ولكن بنيتي الجسدية كانت تحول بيني وبين تجنب أذى الزملاء، فكان الحل الوحيد بالنسبة لي هو أن أقلد لهم الأساتذة وتقديم بعض الفواصل الكوميدية بين الحصص.


وهل نجحت خطة الكوميديا في أن تجنبك المضايقات؟
نجحت الخطة تماما، وتمكنت أن أتميز في دراستي دون مضايقات، حتى دخلت كلية الهندسة، وبمجرد دخولي الكلية انضممت إلى مسرح الجامعة، وكانت شقيقتي الكبرى هي النموذج بالنسبة لي، حيث إنها انضمت إلى مسرح الجامعة بعدما التحقت بكلية الصيدلة، وبمجرد دخولي مسرح الجامعة ومع أول دور ورغم أنه دور ثانوي إلا أنه كان مؤشرا لميلاد نجم كوميدي في مسرح الجامعة.

وما تبعات هذا النجاح عليك على المستويين الفني والدراسي؟
أصبحت مشهورا بين طلبة جميع الكليات، واكتشفت نفسي ككوميديان حقيقي في تلك المرحلة، ومن هنا أصبح التمثيل محور حياتي، وقدمت العديد من العروض المسرحية الكوميدية، ورغم ذلك كنت من القلائل الذين تمكنوا من إتمام دراستهم خلال 5 سنوات دراسة، وهو الأمر الذي لم يكن معتادا في كليتي وتحديدا قسم الميكانيكا.


كيف كان تطويرك لموهبتك ونشاطك المسرحى خلال تلك المرحلة؟
خلال الدراسة كونت فرقتي المسرحية، وقدمنا عروضا على العديد من المسارح، وكنت أحلم بالعمل مع النجم الكبير محمد صبحي، فهو أسطورة المسرح بالنسبة لي، وأيامها لم يكن هناك مواقع للتواصل الاجتماعي، فكانت هناك فقط منتديات المعجبين، وبعد تحايلات استطعت الحصول على رقم الأستاذ محمد صبحي، وأخذت منه موعدا في مدينة سنبل، وتم قبولي أنا وزملائي في العرض الذي كان يختبر الممثلين من أجله، ولكني تخرجت وانتظرت ولم يتم العمل. 


علمت أنك عملت كمهندس لفترة من حياتك بعد التخرج.. كيف تمكنت من الموازنة بين العمل كمهندس واستكمال رحلة السعي في مجال التمثيل؟
بعدما انتهيت من دراسة الهندسة عملت كمهندس بالفعل في إحدى الشركات، ولكني لم أنس حلم التمثيل، وتقدمت إلى معهد الفنون المسرحية، ومركز الإبداع، وبعد محاولات نجحت في الانضمام إلى مركز الإبداع الفني، فقمت بحيلة لكي أتمكن من الحصول على إجازة بدون مرتب من الشركة بعد أن أقنعت صاحبها بأن جاءني عقد عمل بدولة خليجية لمدة سنة، وجددت الإجازة لسنة إضافية، حتى رآني مديري على شاشة التليفزيون التي كانت تغطي العرض المسرحي، فألغى الأجازة وطلبني في الشركة.


وكيف تعاملت مع هذا الموقف المحرج؟
ذهبت في الموعد وتقدمت باستقالتي، ولم يكن الأمر سهلا، فأنا بعدما كنت مهندسا ولدي راتب كبير، أصبحت ممثلا مغتربا في القاهرة حيث إنني في الأساس من الإسماعيلية، ولا أعلم أي مصير سوف ألقى، وخلال تلك الرحلة كنت مقيما في غرفة بالدور الأرضي في شارع جانبي من ميدان الجيزة على سرير ينام عليه فردين معي.


كيف تخطيت تلك الظروف الصعبة؟
بدأ الحال يتحسن تدريجيا بالعمل في مجال الإعلانات، فأقمت في غرفة أكبر فوق سطح عمارة بإحدى الشوارع التي تقع بين شارعي الهرم وفيصل، ثم انتقلت إلى شقة في جسر السويس ولكني سريعا ما انتقلت منها بعد تحسن الوضع بفضل الله.

الممثل محمود الليثى


إذا عرضت أمامك رحلتك كاملة.. ما النقطة التي تعتبرها نقلة حقيقية لاحتراف التمثيل بشكل حقيقي؟
كانت النقلة الحقيقة بالنسبة لي بعدما اختارني المخرج عمرو سلامة والمنتج طارق الجنايني بعدما شاهداني في مركز الإبداع الفني للانضمام إلى فريق برنامج "إس إن إل بالعربي" فرغم أنه برنامج في الأساس لكن طبيعة الإسكتشات التي كنا نقدمها في الحلقات كانت فرصة كبيرة لتقديمنا إلى الساحة كممثلين خصوصا أنها كان ينال نسب مشاهدة مرتفعة جدا على مدار مواسمه المختلفة.

الممثل محمود الليثى


البرنامج أكد على تصنيفك كممثل كوميدي ولكني أعلم أن مفهوم التمثيل بالنسبة لك أشمل من ذلك.. فكيف ترى نفسك كممثل؟
بعد البرنامج بدأت تتوالى الأدوار وكان البديهي أن تكون أغلبها كوميدية، مثل دوري في أفلام ومسلسلات مثل "قلب أمه" و"علي بابا" و"أبو العروسة" وغيرهم، ولكني أسعد كثيرا حينما تقدم لي أدوار تراچيدية، وأحاول بشتى الطرق أن أجتهد لتقديم الأدوار على أكمل وجه، فمؤخرا شاركت في فيلم تركي سعودي مصري سيعرض قريبا وأدعو الناس لانتظاره، أجسد فيه شخصية مصري مقيم من سنوات طويلة في تركيا، ورغم أنه كان سيتم معالجة المشاهد التي تتضمن اللغة التركية بالذكاء الاصطناعي إلا أنني كنت مصرا على تقديمها بنفسي، وبالفعل ذاكرتها وحفظتها وقدمتها باللغة التركية.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: