بروفيسور الصيدلة بجامعة ميسيسيبي هاجر لأمريكا منذ 53 عاما... وحاصل على جائزة تعادل نوبل في قيمتها الأكاديمية
موضوعات مقترحة
يزرع 100 نوع من الماريجوانا على مساحة 12 فدانا بتمويل من المعهد الأمريكي لمكافحة المخدرات
يوجد أكثر من 500 مادة كيميائية في الماريجوانا يمكن استخدامها في عقاقير طبية مختلفة
نبات القنب هو الأصل الذي تنتج منه أشهر 3 أنواع للمخدرات، الحشيش والماريجوانا والبانجو، سواء من أوراقه أو أزهاره أو السيقان والمادة الصمغية التي تلتصق بأطرافه، وهذا الرجل هو صاحب أول مزرعة قانونية للقنب ظلت لسنوات طويلة هي الوحيدة في أمريكا التي تحمل رخصة رسمية، كلامنا عن الدكتور محمود السحلي الأستاذ في المركز الوطني لأبحاث المنتجات الطبيعية ومعهد أبحاث العلوم الصيدلانية، وأستاذ الصيدلة بجامعة ميسيسيبي، والأغرب... أنه يشغل منذ نحو نصف قرن منصب مدير مشروع الماريجوانا في الجامعة، والذي يتم تمويله من المعهد الوطني الأمريكي لمكافحة المخدرات.
البروفيسور العالمي د.محمود السحلي ولد بإحدى قرى مركز السنبلاوين محافظة الدقهلية؛ تخرج في كلية الصيدلة جامعة القاهرة عام 1966، أي بدأ مسيرته العلمية منذ نحو 60 عاما، وبعد حصوله علي الماجستير عام 1971 سافر إلى الولايات المتحدة في العام التالي للحصول على الدكتوراه من جامعة بيتسبرج فى منحة لمدة 4 سنوات، يقول: رسالة الدكتوراه كانت عن العقاقير الطبية بعنوان «دراسة المكونات الكيماوية لبعض النباتات الطبية»، وفى نفس العام حصلت علي فرصة للعمل كأستاذ فى جامعة ميسيسيبى، وكانت مشروعاتي البحثية عن استخلاص الأدوية والعقاقير الطبية من النباتات بكل أنواعها، ومنها أدوية تعالج الحساسية، وضمن هذه النباتات الماريجوانا التي استخلصت منها أول دواء طبى اسمه D H S كان لعلاج القىء الذى يصاحب العلاج الكيماوى لمرضى السرطان، وكان أيضا يعالج انعدام الشهية للطعام لدى مرضى الإيدز، ونبات القنب له شهرة منذ آلاف السنين في مسائل طبية كثيرة، ولذلك أنشأت الجامعة قسما خاصا لدراسة هذه النباتات.. وخصصت الحكومة الفيدرالية لنا مساحة من الأرض لزراعته لاستخلاص الزيوت المستخدمة فى الصناعات الدوائية، مع الوقت زادت المساحة المزروعة حتى وصلت إلى 12 فدانا، أشرف عليها مع فريقى الخاص.
د.محمود السحلى
د.السحلي أصبح رئيسا لبرنامج زراعة الماريجوانا في جامعة ميسيسيبي، التي تمتلك عقدا حصريا مع الحكومة لإنتاج هذا المخدر للأبحاث، فهو الوحيد في العالم الذي يمكنه زراعته قانونيا بعقود رسمية، بجانب إدارته مزرعة ينمو فيها ما يقرب من 100 نوع من نباتات الماريجوانا، وهو يشرف على "المشروع الوطنى الأمريكى للماريجوانا" منذ 25 عاما، وهو جعله معرضا للنقد، فقد تصور البعض أن كلمة منه للحكومة الفيدرالية ستكون سببا فى موافقتها على تداوله فى الكافيهات والأسواق، يقول: بالطبع هذا غير صحيح لأنني أعلم جيدا أضرار تعاطي هذا المخدر على المخ والأعصاب، علما بأن هناك 5 ولايات أمريكية تسمح بتعاطيه بكميات معينة، ولكن القانون الأمريكي الفيدرالى يجرمه، ولا شك أن القنب يسبب الإدمان، هو يجعلك تفقد إدراك الوقت والمسافة وما إلى ذلك، ولهذا السبب، إذا تم استخدامه خارج حدود معينة، فمن المهم للغاية تحديد الجرعة، لكن المشكلة أن بعض شركات الأدوية ليست على استعداد لاستثمار ما يلزم لتطوير مستخلصاته كدواء، وقيمة العقد الأخير الذي يمتد لخمس سنوات بين الجامعة والحكومة وصل إلى 69 مليون دولار، ونحن لا نزرع الماريجوانا كل عام، فمنذ فترة أنتجنا حوالي 600 أو 800 كيلوجرام وما زلنا نمتلك هذه المادة، فنحن نزرع لأهداف طبية فقط، وليس اهتمامنا بالماريجوانا الطبية، ولكن في تطوير المنتجات الصيدلانية المعتمدة من إدارة الغذاء والدواء والمشتقة من القنب، يوجد أكثر من 500 مادة كيميائية معروفة في الماريجوانا، 120 منها من القنب، ونحن مهتمون بما يمكن استخدامه من أجله.
ويمتلك الدكتور السحلي أكثر من 30 براءة اختراع تتعلق بمعالجة واختبار وكشف المخدرات، وألف أكثر من 250 مقالة علمية وأكثر من 200 عرض تقديمي في اجتماعات علمية للجمعيات المهنية فيما يتعلق باكتشاف المخدرات وتحليلها، وتتناول العديد من مقالاته قضايا الطب الشرعي المتعلقة بالمخدرات التي يتم إساءة استخدامها، ونال عشرات التكريمات والجوائز طوال رحلته العلمية الطويلة، وكما يقول، فقد أنشأ معملا خاصا به فى عام 1985، وكان فى البداية مخصصا فقط لتحليل المخدرات لجنود الجيش الأمريكي، لكن بمرور الوقت أصبح معتمدا للشرطة الأمريكية والحكومة الفيدرالية فى تحليل المخدرات والقضايا المتعلقة بالمخدرات التي تحتاج لرأي الطب الشرعي.
د.السحلي حصل علي جائزة أفضل عالم فى جامعة بيتسبرج خلال 25 عاما، وهى جائزة في الأوساط الجامعية الأمريكية تعادل نوبل فى قيمتها، وكانت له علاقة شخصية بالرئيس الأمريكى ريجان الذي كان يشجعه كثيرا لأنه يعرف قيمة أبحاثه العلمية، ونجح في مساعدة عدد كبير من الصيادلة المصريين في استكمال دراساتهم العليا والعمل بالجامعات الأمريكية أو في المعمل الخاص به.