شهدت المنظومة الصحية خلال الفترة الماضية، منذ تولي السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي المسئولية، طفرة ونقلة نوعية كبيرة، ومن ضمن هذا التطور رفع كفاءة المنشآت الطبية وتدريب الكوادر البشرية لضمان تقديم خدمة طبية مميزة للمواطن المصري، تزامنًا مع تطبيق مراحل منظومة التأمين الصحي الشامل.
ولعلنا نرى أن البعض ربما يشتكي من الخدمة الموجودة في بعض المستشفيات؛ نظرًا لضعف الإمكانات أحيانًا، وعدم كفاءة الخدمات المقدمة من وجهة نظر أخرى، ولكن لا بد أن نعترف أن هناك قطاعات تابعة لوزارة الصحة تقدم خدمات مميزة للمريض المصري، والمستشفيات التابعة لمثل هذه القطاعات قد تم تطويرها، حتى أصبحت تتجاوز معظم المستشفيات الخاصة والمتميزة، حيث توجد مستشفيات تابعة للتأمين الصحي وهيئة المستشفيات التعليمية، وأيضًا قطاع الطب العلاجي في بعض المحافظات، ناهيك عن المستشفيات التابعة لهيئة الرعاية الصحية على درجة عالية من الكفاءة، وختامًا بمستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة، التي بالفعل تعد نموذجًا يحتذى به، خاصةً في معظم المستشفيات التي بها مديرون متميزون.
الأمر الذي أدى إلى نقل تبعية بعض المستشفيات إلى أمانة المراكز الطبية المتخصصة، وآخرها مستشفى القاهرة الجديدة، التي تم تطويرها بشكل كبير، ويرأسها المجتهد الدكتور تامر حامد، وذلك لضمان جودة الخدمة المقدمة، وكثير منا ربما يسأل عن أمانة المراكز الطبية المتخصصة، التي ترأسها الدكتورة مها إبراهيم، ويعاونها عدد من النواب على رأسهم الدكتور أحمد رزق، والدكتور إسحاق جميل، هي إحدى قطاعات وزارة الصحة والسكان، التي تساهم بشكل فعال في تقديم خدمة طبية متخصصة للمرضى المصريين والعرب والأجانب، وذلك لما تمتلكه أمانة المراكز الطبية من محاور للتميز في تقديم الخدمة الطبية المتميزة في بعض مستشفيات الأمانة متعددة التخصصات، مثل معهد القلب بالمحلة بقيادة الدكتور محمد نجيب، ومعهد الأورام بطنطا برئاسة الدكتور محمد شوقي، حيث أصبحت هذه المستشفيات قبلة للمرضى من مختلف الجنسيات، وكذلك للسياحة العلاجية، ومنها صروح طبية متعددة، ولديها مشروعات ضخمة، آخرها المدينة الطبية بمعهد ناصر التي تبناها السيد الرئيس السيسي بعد نجاح معهد ناصر بقيادة الدكتور محمود سعيد مدير المعهد في تقديم الخدمات الطبية بمعاونة فريقه المتكامل، ومنهم دينامو المعهد الأستاذة رشا مديرة مكتبه.
وهنا أؤكد أن مستشفيات أمانة المراكز الطبية المتخصصة هي بحق نموذج يحتذى به، نظرًا للائحة الخاصة بها وخطة العمل المتكاملة التي تعمل بها للتحسين المستمر لجودة الرعاية الصحية المقدمة، وفق معايير الجودة الوطنية الصادرة من الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، والمعتمدة دوليًا من الإيسيسكو، وذلك بهدف تقديم خدمات طبية متميزة في جميع المستشفيات والمراكز التابعة للأمانة والتي تغطي معظم محافظات الجمهورية.
ويُحسب لأمانة المراكز الطبية المتخصصة أنه قد تم مؤخرًا اعتماد ثلاث مستشفيات جدد، ليصبح إجمالي عدد المستشفيات والمراكز الحاصلة على الاعتماد ستة عشر (16) مستشفى كلها تابعة لأمانة المراكز الطبية المتخصصة، على اعتماد الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية GAHAR، في ظل وجود مستشفيات متخصصة في التخصصات المختلفة، مثل مستشفى الهلال الأحمر بالقاهرة في العظام بقيادة الدكتور المجتهد أيمن خلاف، والذي سبقه وترك بصمة بها الدكتور محمود الشناوي، وكذلك مراكز القلب والأورام المنتشرة على مستوى الجمهورية.
ولا نستطيع أن ننكر دور كل الوزراء ورؤساء أمانة المراكز الطبية المتخصصة السابقين، الذين كان لهم دور بارز في تطوير هذا النموذج الفريد، ومؤخرًا كان قائدهم الدكتور أحمد محيي القاصد الذي ترك بصمة كبيرة، الأمر الذي أدى إلى أن تصبح مستشفيات الأمانة مصدرًا للقيادات في وزارة الصحة.
وأود أن أشير هنا إلى أمر مهم، هو أنه بقدر ما نجد من صور ظاهرة ومضيئة، فإن فيها بعضًا من القصور الذي ينبغي العمل على تصحيحه، مع ضرورة تقييم أداء بعض المديرين في المستشفيات التابعة للأمانة، خاصةً بعد هبوط مستوى الأداء والخدمات المقدمة بعض الشيء.
وأكثر ما شجعني على كتابة هذه السطور، خاصة أنني متابع جيد للمنظومة الصحية منذ فترة طويلة، أداء بعض المديرين المتميزين، وكذلك تجربة مررت بها مؤخرًا مع أحد المرضى في مستشفى الزيتون التخصصي، التي يديرها حاليًا قيادة ناجحة هو الأستاذ الدكتور أسامة الأمين، الذي تسلم الراية من المايسترو الدكتور أسامة عبدالله وكيل وزارة الصحة بالمنوفية (شفاه الله وعافاه) إثر تعرضه لوعكة صحية أثناء العمل، وكذلك مع وجود أطباء ومديرين بالمستشفى على درجة عالية من الوعي، وكذلك فريق عمل متكامل من الإداريين مثل المدير المالي الأستاذ/ شريف فؤاد والأستاذة/ سالي الخولي والدكتورة سارة والدكتور وائل نواب المدير والدكتور محمد جمال أستاذ المسالك بطب عين شمس وفريقه وعلى رأسهم الدكتور عبد الباسط الشحات، حيث وجدت تقديمًا لخدمات طبية متميزة عن نظائرها في الجهات المختلفة، من حيث الإنشاء والتجهيز وأسلوب تقديم الخدمة، وذلك من خلال: - تبادل الخبرات العلمية والبحثية داخل وخارج مصر واتباع أساليب الجودة على الرعاية الصحية مع تفعيل الاستفادة القصوى من الإمكانات المتاحة.
وتُعد مستشفى الزيتون التخصصي أول مستشفى متعدد التخصصات في القاهرة يحصل على الاعتماد الكلي، خلال الأيام القليلة الماضية وتُعد هذه الشهادة أعلى شهادة جودة داخل مصر، حيث تعد شهادة الاعتماد من الهيئة ضمانًا لجودة الخدمات الصحية المقدمة، إذ تخضع المنشآت لخطوات تقييم صارمة ودقيقة للتأكد من تطبيقها المعايير الوطنية المعتمدة دوليًا، بما يضمن سلامة المرضى، ويمهد لتلك المنشآت مكانة متميزة كوجهات لاستقبال السياحة العلاجية.
مما جعلني أتساءل فلماذا تقوم وزارة الصحة باللجوء للشراكة في بعض مستشفياتها مع القطاع الخاص خاصة وأن لديها من القدرة والكفاءات التي تدير وتقدم خدماتٍ مميزةٍ ؟!
"وعلى مستوى وحدات طب الأسرة، هناك اهتمام كبير، حيث كرم الدكتور خالد عبد الغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان، مديري وحدات الرعاية الأساسية الحاصلة على اعتماد "الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية".
وهناك تجربة فريدة في مديرية الشؤون الصحية بالقاهرة، برئاسة الدكتور النشط حمودة الجزار، في منطقة حدائق القبة برئاسة الدكتورة شيرين محمود حنفي، في التجهيز لاعتماد مركز طبي الخليج المصري لضمان جودة الخدمات الصحية.
وأود أن أختم مقالي بكلمة صدق وشهادة حق: إننا نحتاج في منظومة التأمين الصحي إلى تعميم تجربة مستشفيات الأمانة على مستوى الجمهورية، بوجود مستشفيات شاملة لكل التخصصات تقدم خدمات متميزة وجيدة للمرضى، مع عدم تعرض المرضى للعذاب خاصة في الأقاليم وتحمل مشقة السفر بحثًا عن العلاج وخدمة طبية مميزة. وكلنا أمل في ذلك مع نظام التأمين الصحي الشامل، مع ضرورة مراجعة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة والسكان أداء بعض المديرين في المستشفيات، وكذلك مراقبة طريقة التعامل مع المرضى خاصة من غير القادرين، علاوة على كيفية الاستفادة من الكوادر الطبية المتخصصة في الأمانة، وهم كثر، منهم الدكتور خالد فاروق عبيدو أستاذ العظام بمستشفى دار الهلال، وكذلك الذين تركوا مستشفيات الأمانة، وهم كثر، منهم الدكتور ياسر عبد القادر استشاري النساء والتوليد بمستشفى دار الشفاء، وكذلك الدكتور هشام كامل المدير السابق للمستشفى ووكيل وزارة الجيزة السابق.
وفي الختام أقول: حقيقة ستظل مصر (فيها حاجة حلوة...).