ذكر توماس فريدمان، الصحفي الأمريكي، وصاحب العمود الأسبوعي بصحيفة "نيويورك تايمز"، في مداخلته بمؤتمر غزة ومستقبل الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، عبر تطبيق زوم، أن تصور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لغزة، والمتمثل بإزاحة مليونَي فلسطيني من قطاع غزة، وامتلاك وتحويل الشريط الساحلي إلى ما يشبه منتجع "كلوب ميد"، هو تصور مجنون وغير قابل للتطبيق، ولن ينتج عنه سوى الفوضى في المنطقة.
موضوعات مقترحة
وأكد الكاتب أن هذه القضية لا تقتصر على الشرق الأوسط، بل تعكس مشكلة أوسع في النظام السياسي الأمريكي، موضحا أن أي محاولة لفرض هذا المقترح على دول مثل الأردن ومصر، ستزعزع التوازن الديمغرافي في المنطقة، وستسبب في صدع دبلوماسي بين الدولتين والولايات المتحدة الأمريكية.
وأوضح أن إقامة دولة فلسطينية أصبح ضرورة لأمن اسرائيل، وذلك لأن البديل سيكون " فوضى عارمة ستؤدي إلى عدم وجود دولة اسرائيلية او فلسطينية"، معتبرا أن حل الدولتين هو السبيل للاستقرار، حيث يبقى الأمر صعب ولكن البديل سيكون أصعب حيث إن انهيار حل الدولتين يعني انهيار الشعبين.
وشدد على على ضرورة بناء مؤسسات حقيقية في الداخل الفلسطيني، معتبرا أن هذه هي الخطوة المهمة نحو بناء دولة، ولكن حتى يحدث ذلك ينبغي أن يكون الضغط متواصل على إسرائيل للتوقف عن بناء المستوطنات.
وفيما يتعلق بمصر أكد أنها دولة قوية وصلبة في منطقة انهارت فيها دول عديدة مثل سوريا وليبيا ولبنان، مضيفا أن فكرة نقل ٢ مليون فلسطيني سواء للاردن أو مصر لن تحدث، موضحا أن الأمر غير معقول فكيف سيتم نقل هذا العدد من القطاع؟ وكيف يمكن تنفيذ المقترح حتى النهاية؟
وأوضح فريدمان، في مداخلته، أن ثمة دورا هاما للدول العربية، لحل أزمة غزة، مؤكدا أنه لا يمكنهم رفع أيديهم ترك غزة ليقرر نتنياهو مصيرها، مشيرا إلى الموقف الذي يمكن الوصول إليه خلال القمة العربية الطارئة بالقاهرة.
وأكد أن هناك صداما قادما بين ترامب ونتنياهو لا محالة، موضحا أن الشرق الأوسط بات مرتبطا في الولايات المتحدة بالاستثمار في الخليج، بالإضافة إلى المصالح الأمريكية المرتبطة بمواجهة الصين وهو ما يتطلب خلق تحالف كبير تحتاجه "واشنطن" وهو ما يهدد العلاقات الامريكية الاسرائيلية.
ودعا فريدمان العرب إلى عدم القلق بشأن مقترح ترامب، ولكن تبقى الأمور في انتظار ما سوف تسفر عنه القمة العربية، لافتا الى أن ترامب تراجع عن مقترحه موخرا، وسيكتفي به به كورقة استرشاديه. وهي مهمة لأمن إسرائيل في ضوء التطورات التي حدثت خلال العامين الأخيرين، لأن البديل كارثي للطرفين وهو "اللا دولة".
وفي ختام حديثه شدد على ضرورة أن تكون هناك مرحلة تحضيرية قبل أن يتم تطبيق حل الدولتين بشكل فعال، وذلك عبر التوصل إلى دستور واصلاح مؤسسي داخل الجسم الفلسطيني، وايقاف الاستيطان في الضفة الغربية ك، للتمهيد لبدء تطبيق هذا الحل، مؤكدا إذا استمرت الإدارة الأمريكية الحالية على هذا النهج خلال الأربع سنوت المقبلة، قد تنتهي الولايات المتحدة نفسها.