أصبحت الهواتف الذكية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث نعتمد عليها في التواصل، العمل، الترفيه، وحتى التعلم. ومع ذلك، فإن الإفراط في استخدامها يثير تساؤلات جدية حول تأثيرها على الصحة العقلية.
موضوعات مقترحة
الهاتف والصحة العقلية.. مخاطر الاستخدام المفرط
تؤكد الدكتورة نيفين حسني، استشاري علم النفس الرقمي، أن هناك دراسات عديدة تربط بين الاستخدام المفرط للهواتف الذكية وبين اضطرابات عقلية مثل القلق، الاكتئاب، ضعف التركيز، واضطرابات النوم.
كيف يؤثر الهاتف على الصحة العقلية؟
الإدمان الرقمي
أصبح الهاتف الذكي مصدرًا للإدمان، حيث يقضي البعض ساعات طويلة في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية، مما يؤدي إلى تراجع التفاعل الاجتماعي الحقيقي وزيادة الشعور بالوحدة والعزلة. الإفراط في استخدام الهاتف يؤدي أيضًا إلى إفراز الدوبامين، مما يجعل الشخص مدمنًا عليه بطريقة تشبه تأثير المخدرات.
القلق والاكتئاب
تشير الدراسات إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي تعزز المقارنات الاجتماعية، حيث يرى المستخدمون لحظات الآخرين السعيدة فقط، مما قد يؤدي إلى انخفاض تقدير الذات والشعور بعدم الرضا، وهو ما يرتبط بمعدلات أعلى من القلق والاكتئاب.
ضعف التركيز وتشتت الانتباه
الإشعارات المتكررة والرسائل الفورية تؤدي إلى تجزئة الانتباه، مما يجعل من الصعب التركيز على الدراسة أو العمل. كما أن الاستخدام المستمر للهاتف يقلل من قدرة الدماغ على معالجة المعلومات بعمق، مما يؤثر على التفكير النقدي والإبداعي.
اضطرابات النوم
يؤثر الضوء الأزرق المنبعث من شاشات الهواتف على إنتاج الميلاتونين، وهو الهرمون المسؤول عن النوم، مما يؤدي إلى الأرق واضطرابات النوم، ويؤثر على الصحة العقلية ومستويات الإجهاد والتوتر.
التأثير على العلاقات الاجتماعية
على الرغم من أن الهواتف الذكية تهدف إلى تعزيز التواصل، إلا أنها قد تؤدي إلى ضعف العلاقات الحقيقية. الانشغال بالهاتف أثناء اللقاءات العائلية أو مع الأصدقاء يقلل من جودة التفاعل ويزيد من الشعور بالعزلة.
كيف يمكن التقليل من تأثير الهاتف على الصحة العقلية؟
تحديد وقت لاستخدام الهاتف: وضع حدود زمنية، خاصة أثناء العمل أو الدراسة.
إيقاف الإشعارات غير الضرورية: لتقليل التشتت وتحسين التركيز.
الابتعاد عن الهاتف قبل النوم: تجنب استخدام الهاتف قبل النوم بساعة على الأقل.
التفاعل الاجتماعي الحقيقي: تخصيص وقت للتواصل المباشر مع العائلة والأصدقاء.
ممارسة أنشطة أخرى: مثل الرياضة، القراءة، التأمل لتقليل الاعتماد على الهاتف.
وأخيرًا.. لا يمكن إنكار أن الهواتف الذكية أصبحت ضرورية في حياتنا، لكنها قد تتحول إلى مصدر للاضطرابات العقلية إذا لم يتم استخدامها بوعي. من المهم أن نضع حدودًا لاستخدامها للحفاظ على الصحة العقلية والتوازن في الحياة اليومية.
الدكتورة نيفين حسني