أثارت منصة FBC جدلًا واسعًا في مصر، تلك المنصة الاستثمارية التي ظهرت مؤخرًا وأوهمت الراغبين في استثمار أموالهم بقدرتها على تحقيق أرباح خيالية بشكل سريع، قبل أن يتحول الموضوع إلى عمليات احتيال طالت أكثر من مليون شخص بمبالغ بلغت الـ 6 مليارات دولار.
موضوعات مقترحة
اعتمدت منصة FBC على مخطط احتيالي مدروس بدقة، حيث قدمت أرباحًا وهمية في البداية لبناء الثقة، ثم بدأت في فرض قيود تدريجية على عمليات السحب، حتى وجدت الفرصة المناسبة لإغلاق المنصة والاستيلاء على الأموال.
ورغم تحذيرات أجهزة الأمن من الوقوع في فخ المواقع الاحتيالية وضبط القائمين على بعضها إلى أن هناك عددا من تلك المواقع ما زال منتشرًا مثل منصة UBS ومنصة GME ومنصة RGA ومنصة HAVAS، يذكر أن هذه المنصات تساعد عملاءها في جني مبالغ مالية سريعة وذلك بمقابل تنفيذ بعض المهام، منها مشاهدة فيديوهات إعلانية، وتنزيل تطبيقات وتقييمها، وتختلف هذه المهام من شخص لآخر، ومن يقوم بإيداع مبالغ مالية كبيرة عن طريق المحافظ الإلكترونية، يأتي له ربح يومي وشهري كبير.
تواصلت «بوابة الأهرام» مع عدد من ضحايا منصة FBC لمعرفة تفاصيل تجاربهم مع المنصة الاحتيالية، كيف بدأت وحجم الخسائر.
قال «محمد .س» أحد ضحايا منصة FBC الاحتيالية لـ بوابة الأهرام: "إن تجربتي بدأت تحديدًا منذ شهرين وما دفعني لتلك المخاطرة ظروف المعيشة حيث بدأت بشحن 3600 جنيه كأول تجربة، ومع التربح قررت شحن 11200 جنيه وكانت سُلفة، ومن ثم قررت مشاركة أولادي وزوجي وأخواتي وزملائي بالعمل حتى يكتمل فريق للحصول على مكافآت خاصة، ومع كثرة التربح قررت المغامرة بـ 37 ألف جنيه بجانب أموال حماتي وأولادها حتى بلغ إجمالي خسائر العائلة فقط ما يزيد على 60 ألف جنيه".
وأضاف الضحية أنه لا يعلم هوية أحد منذ بداية العمل على المنصة الاحتيالية ولا القائمين عليها، باستثناء المسؤول الذي يدعى "ح" من سمنود بمحافظة الغربية، وآخر يدعى "هـ" يتم اللجوء له حال تأخر عمليات السحب أو الإيداع، مشيرًا أن جميع خطوط المحمول التي يتم عليها عمليات الاستلام أو الاستقبال من شبكة معينة.
فيما قال الضحية أخرى - رفض ذكر اسمه، إن تجربته بدأت بعد ترشيح وإلحاح من أحد أصدقائه حتى قرر فتح حساب تحديدًا يوم 19 يناير الماضي بمبلغ 11200 جنيه (شريحة ثالثة حسب نظام المنصة)، وبعد مرور 4 أيام قرر فتح حساب آخر ببيانات شقيقته بمبلغ 11200 جنيه أيضًا، بجانب شحن مبالغ قليلة بعد التربح والسحب ثم الإيداع، حتى بلغ إجمالي خسائره 18 ألف جنيه.
وكان نجح قطاع الأمن العام تحت إشراف اللواء محمود أبو عمرة مساعد وزير الداخلية، في ضبط تشكيل عصابي للنصب على المواطنين عبر منصة إلكترونية بمسمى "FBC".
بلغ من 101 مواطن خلال الفترة من 22 فبراير الجاري وحتى حينه، بتضررهم من القائمين على منصة إلكترونية بمسمى "FBC" عبر شبكة الإنترنت، لقيامهم بالاحتيال عليهم والاستيلاء على أموالهم، والتي بلغ إجماليها قرابة "2 مليون جنيه"، بزعم استثمارها لهم في مجال البرمجيات والتسويق الإلكتروني وإيهامهم بمنحهم أرباح مالية مزعومة.
أسفرت عمليات الفحص والتحري عن قيام تشكيل عصابي "يتزعمه ثلاثة عناصر يحملون جنسيات أجنبية "متواجدين بالبلاد" مرتبطين بشبكة إجرامية بالخارج، متخصص في مجال النصب والاحتيال الإلكتروني والاستيلاء على أموال المواطنين بزعم استثمارها لهم عبر منصة إلكترونية بمسمى "FBC".
وتبين من التحريات قيامهم بالاتفاق مع 11 شخصا لتأسيس شركة بالقاهرة لممارسة نشاطهم الإجرامي والترويج للمنصة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتطبيق "الواتس آب" مقابل عمولات مالية.
وتبين قيامهم بتوفير خطوط هواتف محمولة لتفعيل محافظ إلكترونية عليها ببيانات وهمية لاستخدامها في تلقى وتحويل الأموال المستولى عليها وعقب ذلك تم غلق المنصة ومقر الشركة.
عقب تقنين الإجراءات تم ضبط 13 منهم، وبحوزتهم (عدد من الهواتف المحمولة – 1135 شريحة هاتف محمول – جهاز "لاب توب" - مبالغ مالية عملات مختلفة قيمتها "مليون و270 ألف جنيه").
وبمواجهتهم اعترفوا بارتكابهم الواقعة على النحو المشار إليه، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة والعرض على النيابة العامة للتحقيق.
وتحذر وزارة الداخلية المواطنين من التعامل مع مثل تلك التطبيقات المجهولة المصدر التي يتم بثها عبر شبكة الإنترنت بزعم تحقيقها أرباحاً مالية سريعة لعدم تعرضهم للنصب والاحتيال وفقدان أموالهم.