غزة والبوسنة.. مشاهد مخجلة!

24-2-2025 | 15:59

وكأن التاريخ يعيد نفسه.. فما يفعله كيان الاحتلال الصهيوني من إبادة وتهجير وتطهير عرقي في "غزة وبعض المناطق بالضفة" هو نفس ما فعلته قوات الصرب في "سريبرينيتسا" البوسنية، واستشهد فيها 300 ألف مسلم، واغتصب فيها 60 ألف امرأة وطفلة، وهُجِّرَ مليون ونصف شخص!!

استمر "الهولوكوست" الصربي نحو 4 سنوات، هدم جنود الصرب فيها أكثر من 800 مسجد، بعضها يعود بناؤه إلى القرن السادس عشر الميلادي، وأحرقوا مكتبة سراييفو التاريخية، ووضعوا آلاف المسلمين في معسكرات اعتقال، وعذبوهم، وجوعوهم، حتى أصبحوا هياكل عظمية..!

جريدة الجارديان البريطانية نشرت خريطة على صفحة كاملة، تُظهر مواقع 17 معسكرًا لاغتصاب النساء المسلمات والأطفال، ونشرت صورة لطفلة عمرها 4 سنوات، والدم يجري من بين ساقيها، تحت عنوان "الطفلة التي ذنبها أنها مسلمة"!!

مجلة نيوزويك الأمريكية فضحت في تقرير لها ما فعلته الكتيبة الهولندية التابعة للأمم المتحدة التي كانت تحمي مدينة "سريبرينيتسا" وتآمر قائدها مع الصرب، وضغطوا على المسلمين لتسليم أسلحتهم مقابل الأمان، فما كانوا أن جمعوا 12000 رجلًا وصبيًا، وذبحوهم ومثلوا بهم!!

وفي مشاهد غير إنسانية مخجلة، كانت الأم المسلمة تمسك بيد الجندي الصربي، ترجوه ألا يذبح فلذة كبدها، فيقطع يدها ثم يذبحه أمام عينيها، وكانوا يغتصبون المسلمة، ويحبسونها 9 أشهر حتى تضع حملها، حتى تلد صربيًا كافرًا!!

من المؤسف أننا نعيش في عالم يسوده الظلم وانعدام الأمان والتعصب، فلم تشعر البشرية قط بعدم الأمان كما تشعر اليوم، فالمجتمع الدولي يواجه أزمة ثقة حقيقية... فهو لم يتحرك تجاه مجازر الصرب ضد مسلمي البوسنة التي استمرت 3 سنوات، وهو ما يفعله حاليًا مع إبادة شعب غزة والضفة، بينما كان تحركه سريعًا وواسع النطاق تجاه أوكرانيا.

ففي أقل من أسبوع من الغزو الروسي لأوكرانيا، اجتمعت المؤسسات الدولية وأصدرت عقوبات صارمة على كل مناحي الاقتصاد الروسي، وصولًا إلى فرض عقوبات على الرياضة والألعاب، ومنع المنتخبات الروسية من المشاركات والمسابقات العالمية والقارية.

إن الدول والمجتمعات الدولية بحاجة إلى إعادة تقييم مواقفها وسياساتها، ووقف الازدواجية في المعايير عندما يكون الضحية من ديانة أو ثقافة مختلفة، فالوضع في غزة يبدو أكثر سوءًا، حيث يواصل المجتمع الدولي تجاهل الجرائم الإسرائيلية المتكررة، ويكتفي بالفرجة على ما تقدمه أمريكا ومن والاها وأيدها من دعم غير مشروط بالسلاح والأموال مرة، وبالتأييد العلني مرة، وبالخنوع والسلبية والفرجة مرات ومرات.

كما أن هذه المجتمعات بحاجة إلى ضمانات أن تكون الاستجابات للأزمات مبنية على مبادئ العدالة الإنسانية، وليس على المصالح الجيوسياسية والمنافع الآنية والتربيطات.

السفاح بنيامين "نتانياهو" لا يختلف عن نظيره الصربي "رادوفان كاراديتش"، فكلاهما سفاح يقود عصابة متطرفة، ويجب أن تكون قصتهما دروسًا وعبرة للتحذير من مخاطر منح السلطة لمرضى جنون العظمة والتجبر!!

البعض يربط مصير "نتانياهو" بنفس مصير "كاراديتش" الذي حُكم عليه بالسجن مدى الحياة بعد إدانته بتهمة الإبادة الجماعية، و5 تهم بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، و4 تهم بانتهاك قوانين أو أعراف الحرب، بعد مثوله أمام المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة عام 2016 في لاهاي بهولندا!!

أما أنا فأدعو الله أن يجعل مصيره عبرة وآية من آياته، مثل سلفه الإرهابي "شارون" الذي ظل الأطباء يقطعون أجزاء من جسده التي طالتها العطَبُ بفعل السكتة الدماغية طوال 8 أعوام، وكان يشعر بالألم ولا يستطيع التحدث، ليكون عبرة لمن خلفه من عتاة مجرمي إسرائيل، وآية إن كانوا يعتبرون من هذا الأمر الرباني، فقد مات "جزارهم وسفاحهم" وجراح ضحاياه ما زالت تنزف، وسيقضي نتانياهو يومًا، وسيُذكر التاريخ وفاته كأكبر "قاتل متطرف" في التاريخ الحديث!!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: