بئس الإعلام الذي يطمس الحقيقة ويتخذ من الكذب وبث الشائعات وسيلة لغرس روح اليأس والإحباط في نفوس المواطنين.. وخسئ كل إعلامي باع ضميره وخان أمانة المهنة من أجل هدم وطنه والنيل من استقرار بلاده.. هكذا صار إعلام تنظيم الإخوان يمتهن قول الزور ويروج الشائعات، ويسوق الأكاذيب.. لم تكفه 10 سنوات من التضليل الإعلامي الممنهج، ولم تُشبعْه مئات الآلاف من الأخبار الكاذبة ولا الشائعات المضللة منذ أن دشن هذا التنظيم منصات الكذب ومحطات الدعاية السوداء عقب ثورة 30 يونيو المجيدة التي كان لها الفضل في دحر هذا التنظيم واستعادة الوطن.
من التفاهة في القول والبلاهة في الطرح دأب هذا الإعلام المزيف على تشويه كل ما تقوم به الدولة والتشكيك في كل منجزاتها، ولم يكتف بذلك، بل راح يختلق القصص وينسج الحكايات بلا دليل ودون سند، ويؤكد رواية هو مؤلفها وحكاية هو بطلها.. ليجد نفسه بعد عقد من التزييف والتضليل بلا جمهور ودون مشاهد.. وكل خططه ومخططاته انهارت وفشلت وتبخرت وتحطمت على صخرة الوعي الجماهيري وحصافة المشاهد المصري وفطنة المواطن الذي يمتلك القدرة على فرز الغث من السمين في الإعلام، ولم يعد يصدق أكاذيب هذه النوعية من القنوات الفاسدة التي لا تؤمن بمبادئ الإعلام الشريف.
قبل أيام نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تقريره السنوي عن أهم الشائعات على مدار عام 2024 والجهود التي بذلتها الدولة للتصدي لها، ومن خلال قراءة دقيقة لهذا التقرير وما حمله من أرقام وبيانات يتضح أن معظم الشائعات التي غالبًا ما تروجها منصات تنظيم الإخوان تتصل بحياة المواطنين، مما يعني أنها تستهدف التحريض وبث روح الإحباط واليأس بين الشعب المصري على شاكلة بيع المستشفيات والمطارات وقناة السويس واختفاء السلع وحذف بطاقات التموين وغير ذلك من أخبار على هذا المنوال بغية رسم صورة للمواطن أن الدولة المصرية في حالة إفلاس، مما يضطرها لبيع أصول إستراتيجية بعد أن باعت كل ما لديها، وبالطبع مثل هذه المعلومات لا أساس لها ونفتها الحكومة في حينها.
والنقطة الأخطر التي رصدها التقرير أن معدلات الشائعات أصبحت في تزايد كبير خلال السنوات الأربع الماضية، بل إن عام 2024 سجل أعلى معدل في بث الشائعات، ووفقًا للتقرير بلغ معدل انتشار الشائعات 16.2% عام 2024، مقارنةً بـ 15.7% عام 2023، و13.9% عام 2022، وهو ما يدلل على وجود مخطط ممنهج لنشر مثل هذه الشائعات المغرضة.
المؤكد أن المواطن المصري أصبح لديه من الوعي ما يجعله محصنًا ضد مثل هذه الأكاذيب، خصوصًا إذا ما نجحت الحكومة في توفير المعلومات الحقيقية حول ما يتم ترويجه من أكاذيب وشائعات، وقيام الإعلام الوطني بنشر هذه الحقائق ووضعها أمام المواطن حتى لا يقع فريسة لهذه الشائعات. فلا شك أنه مع ثورة تكنولوجيا المعلومات التي أتاحت فرص نشر المعلومات وسرعة تداولها باتت سلاحًا يستخدمه الأعداء في هدم الدول، وهو ما يطلق عليه حروب الجيل الرابع.
الحقيقة أن هذا الإعلام المضلل لن يتوقف عن مبتغاه، ولن يرتدع عن مخططاته، وسوف يستمر في بث سمومه ونشر أكاذيبه، لكن في المقابل علينا أن نحافظ على وجود إعلام وطني قوي يمتلك الحجة الدامغة والمعلومة الصحيحة؛ ليظل هذا الإعلام الضال في هزيمة دائمة.
[email protected]