الكابتن بكر نصر نجم الجيل الذهبي للاتحاد السكندرى: أنا الوحيد فى تاريخ منتخب مصر الذي لعب دوليا بعد مباراة واحدة فقط مع ناديه عبد الحليم حافظ أقام لنا حفلا بعد فوزنا بكأس مصر رغم أنه كان أهلاويا اعتزلت وعمرى 29 عاما فقط.. وأعمل حاليا مترجما فى المحاكم الأسترالية عقب حرب 1967 توقفت مسابقة الدوري العام، وكانت تقام ما تعرف بالدورات الصيفية، وخلال بطولة 1968 شارك مع الفريق الأول لنادي الاتحاد السكندري لأول مرة بكر نصر وتوقع له كثيرون التألق، كانت مباراته الأولى في استاد الإسكندرية ضد نادي الزمالك، وبما أنه ظهير أيمن كان مكلفا بمراقبة النجم فاروق السيد جناح أيسر الزمالك، ونجح في مهمته وفاز الاتحاد السكندري 1-صفر. وفاز "سيد البلد" بلقب هذه البطولة متفوقا علي الأهلي والزمالك والترسانة والاوليمبي، وسريعا لعب بكر نصر أول مباراة دولية مع منتخب مصر في نوفمبر 1968 في اليونان، كان المنتخب وقتها يضم هاني مصطفى وعبد الرحيم خليل وأبو ويكن حسين زمالك كابتن الفريق وعبد الكريم الجوهري وعلي الكيلاني ومصطفى رياض وطه بصري والحارس حسن عرابي والكابتن شحتة الاسكندراني، وكل هؤلاء تحت قيادة المدرب العظيم عبده صالح الوحش، وذاع صيت بكر نصر ولقبوه بـ"الصخرة" خاصة بعدما صرح حسن الشاذلي هداف الكرة المصرية التاريخي بأن بكر أفضل مدافع في مصر منذ 50 عاما، كذلك شيخ النقاد الرياضيين نجيب المستكاوي كان عندما أصدر كتيبا رياضيا قبل بدء موسم الدوري 1973-1974 وقال فيه :إن بكر نصر أفضل لاعب في مصر... ونشر له صورة عالمية وهو طائر في الهواء مستخلصا الكرة من فوق رأس مهاجم الزمالك عبد الكريم الجوهري، رغم أن طوله 175 سم ولاعب الزمالك طوله 182 سم، وقاد بكر نصر الاتحاد للفوز بلقبين في كأس مصر عامي 1973 و1976 .. وهما آخر ألقابه حتى الآن، لكن فجأة في عام 1979 اختفي تماما الكابتن بكر ولم يعد يعرف عنه حتى زملاؤه القدامي أي شيء، والصدفة قادتنا لمعرفة معلومة واحدة وهي أنه هاجر لأستراليا، وبعد رحلة بحث طويلة توصلنا إليه وكانت مفاجأة له.. ولنا. ذكريات اسمه أبو بكر السيد حسن نصر الشهير بـ"بكر نصر" من مواليد الإسكندرية في 5 سبتمبر 1948، كان ضمن فريق كرة القدم في كلية فيكتوريا، يقول: كانت أسرتي مقتدرة ماديا ولذلك كنت أملك سيارة منذ صغري، والدي كان تاجر قطع غيار سيارات مستوردة، وفي مرة دخلت بها جراج ملعب كلية فيكتوريا ووجدت أمامي صالح سليم والذي أصر علي ألا أقود السيارة وأن أنزل منها اعتقادا منه أنني أخذتها من وراء أسرتي، ومن يومها تعرفت عليه ومرت الأيام وكنت لاعبا وهو مديرا للكرة بالأهلي، وكانت بدايتي ضمن ناشئي نادى سبورتنج تحت قيادة كابتن زين العابدين -رحمه الله- ومكتشف العديد من نجوم الاتحاد مثل إبراهيم حافظ وسمير مخيمر، وكنت بطلا للإسكندرية في ألعاب القوي.. ولذلك كنت متفوقا على كل لاعبي الكرة بسبب سرعتي، وتم ضمى للاتحاد فى عام 1968 قبل بدء الدورة الصيفية... فوقتها لم يكن نادى سبورتنج به فريق أول لكرة القدم، وكنت وقتها مازلت طالبا فى مدرسة سان مارك بجوار النادى، ولعبت مع أساطير وخاصة كابتن شحتة العظيم، ودخلت مكان جابر خليل الظهير الايمن السابق وطلب منى الكابتن كمال الصباغ أن ألعب في هذا المركز رغم أنني كنت ألعب كمهاجم، كنا نلعب وقتها 4-2-4 وبالتالي المدافعون كانوا يتقدمون، وبعدها بشهرين فى الدورة الصيفية فوجئت بان اسمى موجود فى قائمة اللاعبين المشاركين، وأول مباراة لي كأساسي كانت المهمة صعبة لأن جناح الزمالك الشهير فاروق السيد كان متألقا، والكابتن زين العابدين المدير الفني قبل المباراة قال لى نصيحة مازلت أتذكرها: أهم كرة هى الأولى بينك وبينه... لو مر منك ستنتهي مهمتك! وبالفعل أول كرة سيطرت عليها وسط صيحات الجمهور وتشجيعى، وكانت السعادة على وجه أهالى فيكتوريا منطقتى الأصلية لمشاركتى مع الاتحاد، والمباريات كانت مذاعة تليفزيونيا، وبعد أسبوعين فقط فوجئت بأنهم اختاروني لمنتخب مصر مع المدرب صالح الوحش ومدير الكرة حسن حلمى زمورا وهناك قابلت نجوما كبارا مثل يكن والشاذلي ومصطفي رياض والجوهري الصغير وسافرنا للعب مباراة ودية في اليونان، كنت قبل أسبوعين فقط أشاهدهم فقط في التليفزيون والآن أصبحت زميلا لهم، وقتها كان المنتخب يضم شحتة والكيلانى ومخيمر وبوبو وعرابى من الاسكندرية وسهلوا مهمتى، وذهبنا أيضا لرحلات فى روسيا وألمانيا لخوض مباريات إعداد من أجل أمم إفريقيا 1970 بالسودان، جيلنا تميز بالسرعة والمهارة والتواضع والحب. التعليم أولا حسب كلام الكابتن بكر نصر، كان التعليم قديما ضمن أولويات لاعبي الكرة، عكس ما يحدث الآن، لذلك رغم وجوده أساسيا مع نادي الاتحاد ومنتخب مصر.. قرر ترك الكرة والسفر إلي لبنان لرغبة والده في التحاقه بجامعة بيروت العربية، يقول: بعدها تم عمل استثناء من الرئيس للاعبى المنتخب لكي يلتحقوا بالجامعات المصرية، وبالفعل عدت والتحقت بمعهد التربية الرياضية في أبى قير وشاركت مع الاتحاد فى دورى 1972 الملغى وتغيرت أجيال المنتخب، وشاركت فى بطولة كأس مصر 1973 ونجحنا في الفوز باللقب، كنا "محظوظين" علي الأهلي لدرجة أن الكابتن عبدالعزيز عبد الشافى قال لي: إنهم في الفريق لا يحسبوا نقاط مباراة الاتحاد، بعدها أنهيت دراستي والتحقت بالخدمة العسكرية في البحرية، ثم سافرت إلي لندن لعمل عملية غضروف الركبة، وشاركت في فوز الفريق بلقب الكأس عام 1976. حفل عبد الحليم حافظ ويتذكر الكابتن بكر نصر الحفل الذي أقامه عبد الحليم حافظ في منزله للاعبي الاتحاد السكندري بعد الفوز بلقب كأس مصر 1973، ويقول : فزنا بالمباراة النهائية التى أدارها حكم إيطالى 2/1 علي الأهلي، تقدم للأهلى أولا نجمه محمود الخطيب وتعادل للاتحاد شحتة الإسكندرانى قبل أن يضيف الجارم هدف الفوز للاتحاد فى وقت ضم فيه الأهلى عمالقة الكرة المصرية وعلى رأسهم محمود الخطيب وحسن حمدى ومصطفى عبده ومصطفى يونس وفتحى مبروك وإبراهيم عبدالصمد وأنور سلامة وأحمد ماهر وصفوت عبدالحليم، فى الوقت الذى ضم فيه الاتحاد السكندرى عرابى وبوبو وعلى الكيلانى ومحيى عثمان والسيد كروان وشحتة الإسكندرانى وفكرى مرسى ووحيد حسن وعادل البابلى والجارم ورزق نصار وسمير مخيمر، ورغم أن عبدالحليم حافظ كان أهلاويا لكنه أقام حفلا لفريق الاتحاد في منزله وكان يغني أغنية (الناجح يرفع إيده) ونحن نردد معه، وأرسل العندليب أتوبيسا خاصا إلى الإسكندرية وقام بالحجز لبعثة الاتحاد بأحد الفنادق الفاخرة بالقاهرة بعد انتهاء العزومة التى دامت لأكثر من 3 ساعات، وحرص عقب انتهاء الزيارة على منح كل لاعب من الاتحاد السكندرى اسطوانتين لأحدث أغانيه كهدية، وقد تكرر فوزنا بالكأس علي حساب الأهلي في بطولة 1976 بنتيجة 1/صفر وسجل هدفنا الكابتن طلعت يوسف.. وكان يدرب الأهلي هيديكوتي. الاعتزال الكابتن بكر نصر حينما ظهر وتألق مع الاتحاد.. لعب مكان نجم الفريق وقتها الكابتن جابر خليل، وشهد وقتها الوجه الآخر لكرة القدم، وكيف تكون نجما تهتف باسمك الجماهير في المدرجات.. وفجأة عندما تتراجع تنحصر عنك الأضواء، يقول: بعدما رجعت من الإصابة لم أكن بنفس المستوى لعدم التزامنا، كنا نلعب بالموهبة ولم يكن العلم والطب متقدما مثل الآن، لذلك أتخذت قرارا بالاعتزال قبل أن يطالبني الجمهور في المدرجات بذلك، عندما جلست احتياطيا لأول مرة بعد 9 سنوات من اللعب أساسيا قررت الانسحاب بعزة نفس وبدون أن يطلب منى أى أحد الاعتزال، وبعدها سافرت إلي ألمانيا وعملت فى تجارة السيارات. الهجرة بعد فترة قابل الكابتن بكر نصر صديقا له هاجر لاستراليا، فأقنعه بالسفر لهناك، يقول: تعلمت اللغة سريعا ثم لعبت مع أحد الأندية لمدة موسمين، وبعدها دربت فريق إحدى الجامعات للسيدات وحصلنا على الكأس مرتين، والجامعة مازالت تذكرنى فى سجلاتها إلى اليوم وهذا ما افتخر به، ووقتها واحدة من اللاعبات تكفلت بعلاج إصابتي القديمة لأن الطب هناك كان متقدما، وطوال الـ45 عاما الماضية زرت الإسكندرية مرتين في عام 1988 و2009 بعد وفاة الوالدين، ولكني على اتصال دائم بإخوتى ونجوم الاتحاد القدامى، وعملي الحالي هو الترجمة، حيث تقوم المحاكم بالاتصال بي للترجمة في القضايا التي يكون أحد أطرافها من العرب، نعم عمري 78 عاما ولكن لابد أن أعمل لكي أعيش. الكرة حاليا بمجرد أن سألته عن متابعته للكرة المصرية حاليا، انطلق الرجل متحدثا بكل حماس قائلا: حاليا لا يوجد عندنا موهوبون بجد.. فقط "حرامية كرة" يسرقون الكاميرات علي الفاضي... وحكاياتهم وشهرتهم من خارج الملعب أصلا، الأهلي أقوى فريق في مصر عندما تجده يقوم بـ650 تمريرة في مباراة واحدة وفاز بهدف أو اثنين.. إذا هناك مشكلة، نحن عندنا وقت ضائع كثير جدا.