أعلنت أمازون عن إغلاق متجر تطبيقاتها الخاص بأجهزة أندرويد اعتبارًا من 20 أغسطس 2025، لتضع بذلك حدًا لمحاولتها التي استمرت 14 عامًا لمنافسة جوجل في سوق تطبيقات الهواتف المحمولة. ويشمل القرار أيضًا إنهاء برنامج "Amazon Coins"، العملة الرقمية التي كانت تُستخدم لشراء التطبيقات والألعاب داخل المتجر، حسبما أفاد موقع cordcuttersnews الأمريكي.
موضوعات مقترحة
تفاصيل الإغلاق وتأثيره على المستخدمين والمطورين
أوضحت أمازون للمطورين أنها ستتوقف عن قبول تطبيقات جديدة على متجرها لأجهزة أندرويد اعتبارًا من 20 أغسطس، فيما ستظل التطبيقات الحالية متاحة حتى ذلك التاريخ، ليتم بعدها إيقاف المتجر تمامًا على الأجهزة غير التابعة لأمازون. كما أكدت الشركة أن برنامج "Amazon Coins" سيتوقف أيضًا، مع تعهدها برد أي أرصدة غير مستخدمة للمستخدمين، دون توضيح آلية الاسترداد حتى الآن.
سبب القرار.. التركيز على الأجهزة الخاصة بأمازون
بررت أمازون قرارها بالتركيز على متجر التطبيقات الخاص بأجهزتها، حيث أوضح متحدث باسم الشركة أن معظم مستخدمي المتجر يتفاعلون معه عبر أجهزة أمازون مثل Fire TV وFire Tablets، مما يجعل الاستمرار في دعمه على أجهزة أندرويد الأخرى غير ذي جدوى. وأضاف أن عدد مستخدمي المتجر على أجهزة أندرويد غير التابعة لأمازون كان "ضئيلًا"، ما يفسر محدودية تأثيره خارج منظومة أمازون.
تاريخ متجر أمازون للتطبيقات.. تجربة لم تكتمل
أُطلق متجر أمازون للتطبيقات في 2011 ليكون بديلاً لمتجر جوجل بلاي، مستهدفًا المستخدمين والمطورين غير الراضين عن سياسات جوجل. ورغم بعض الميزات الجاذبة مثل العروض اليومية للتطبيقات المجانية، لم يتمكن المتجر من تحقيق انتشار واسع أو جذب دعم قوي من المطورين. بلغت طموحات أمازون ذروتها مع إطلاق هاتف Fire Phone في 2014، الذي اعتمد بشكل كلي على المتجر، لكن فشل الهاتف أدى إلى تراجع استراتيجيتها في سوق تطبيقات أندرويد.
تراجع تدريجي.. وإغلاق لخدمات أخرى
لم يكن هذا القرار الأول من نوعه، إذ سبق لأمازون الإعلان عن إنهاء دعم متجر تطبيقاتها على نظام Windows 11، الذي كان يسمح بتشغيل تطبيقات أندرويد على أجهزة ويندوز منذ 2021. من المقرر إيقاف هذا البرنامج في 5 مارس 2025، مما يقلص مدى انتشار متجر أمازون أكثر فأكثر.
أبعاد أمنية قد تكون وراء القرار
لم يكن ضعف الانتشار وحده السبب في الإغلاق، إذ واجه المتجر تحديات أمنية أثارت القلق. ففي 2024، كشف باحثون من McAfee Labs عن برمجيات خبيثة متخفية في صورة تطبيق صحي داخل متجر أمازون، مما ألقى بظلال من الشك على عمليات المراجعة الأمنية الخاصة بالمتجر. ورغم معالجة أمازون للمشكلة، إلا أن الحادثة سلطت الضوء على صعوبة الحفاظ على متجر تطبيقات آمن ومستقل في ظل تزايد التهديدات الإلكترونية.
قرار منطقي في معركة غير متكافئة
يرى محللو الصناعة أن خطوة أمازون تعكس تحولًا استراتيجيًا مدروسًا. تقول المحللة التقنية سارة هينسلي من مؤسسة جارتنر: "لم يتمكن متجر أمازون للتطبيقات من تحقيق انتشار واسع خارج أجهزة الشركة. منافسة جوجل بلاي ومتجر آبل تُعد مهمة شبه مستحيلة، بينما تكمن قوة أمازون الحقيقية في منظومتها المتكاملة مثل Fire TV وأجهزة Alexa، حيث تتحكم في تجربة المستخدم بالكامل".
ماذا يعني هذا القرار للمطورين والمستخدمين؟
بالنسبة للمطورين، فإن إغلاق المتجر يعني فقدان إحدى قنوات التوزيع، لكنه لن يكون ذا تأثير كبير نظرًا لمحدودية انتشاره. أما المستخدمون، فسيخسرون منصة كانت تقدم بعض العروض الحصرية، لكنها لم تكن قادرة على مجاراة تنوع التطبيقات المتاحة على جوجل بلاي. وسيكون استرداد أرصدة Amazon Coins بمثابة تعويض بسيط، لكنه يغلق صفحة أخرى من تجارب أمازون الرقمية.
أمازون تراهن على مستقبلها داخل نظامها المغلق
مع إعادة تركيزها على أجهزتها الخاصة، تسلط أمازون الضوء على واقع السوق: اختراق هيمنة جوجل وآبل في توزيع تطبيقات الهواتف أمر بالغ الصعوبة. لذا، يبدو أن الشركة تراهن على نجاحها في بيئتها الخاصة، حيث تتحكم في تجربة التطبيقات بشكل كامل، تاركة مستخدمي أندرويد خارج منظومتها للاعتماد على متجر جوجل بلاي.