مشواري مع الكوميديا بدأ بإعلان مسحوق غسيل
موضوعات مقترحة
النجومية أخذت منى الحرية وذكرياتي في حي السيدة زينب
بدون اللمبي لم يكن يوجد محمد سعد
فى كل عمل كوميدي كان لي مشهد يشير إلى إمكانياتي التراجيدى
في عالم الفن، يتميز البعض بقدرتهم على إدخال البهجة إلى قلوب الناس وجعلهم يضحكون من أعماقهم. ومن بين هؤلاء يبرز اسم محمد سعد، الذي عُرف بأسلوبه الفريد وقدرته الاستثنائية على تجسيد الشخصيات الكوميدية. فبعد مسيرة حافلة بالنجاحات والأعمال المميزة، يعود محمد سعد من جديد بفيلم جديد يحمل عنوان "الدشاش"، حيث يتناول موضوعات اجتماعية بطريقة فكاهية، وفي هذا الحوار، نغوص في عالم كوميديا محمد سعد، لنستكشف بعضا من كواليس مشواره.
قدمت شخصية اللمبي لمدة 12 عاما، تلاها غياب عن السينما لمدة 5 سنوات، ثم جاء فيلم "الدشاش".. ما الذي جذبك إلى قصته؟
في حقيقة الأمر، كنت في انتظار فرصة تعيدني إلى عالم السينما، مثل "الدشاش". فهذا الفيلم تحديدا لم أصادف ورقا مكتوبا بإتقان مثله، بجانب وجود كوكبة من أهم النجوم تحت قيادة المخرج سامح عبد العزيز، الذي استطاع أن يضع كل شخص في مكانه الصحيح ويلقي الضوء عليه بلمساته السحرية. كل هذه العوامل جعلتني أعود للسينما.
صرحت بأن فيلم "الدشاش" كان يحمل طابعا كوميديا في مرحلة الكتابة، ولكنك قمت بتعديله ليظهر للجمهور بهذا الشكل. فلماذا قبلت به من البداية رغم أنك كنت تريد تغيير جلدك؟
ما حمسني للعودة به إلى السينما هو النقلات بين الأحداث التي صممت باحترافية، وقدمت بشكل مختلف كما يحب الجمهور أن يراني.
بعد سنوات طويلة من الارتباط بشخصية اللمبي، ألم تقل لنفسك إن كل هذا العمر في نوع واحد من الفن "غلطة وندمان عليها"؟
لا أستطيع أن أنكر نجاح شخصيات اللمبي المختلفة على مدار مشواري، ولكن في الحقيقة لا يجوز أن أقول هذا، فبدون اللمبي لم يكن يوجد محمد سعد، ولم أكن لأستطيع تكوين هذه القاعدة الجماهيرية الكبيرة. كما أنني لم أتخلَّ مطلقا عن تقديم مشاهد تراجيدية في مشواري، فكان لي مشهد في كل عمل كوميدي يشير إلى إمكانياتي في تقديم النوع التراجيدي.
بالمناسبة، "اللمبي" صديقك الوفي و"ابنك البكر" كما شبهته، كيف جاءت لك فكرة شخصيته؟
في الحقيقة، كنت أقول "النكت" بنبرة صوت قمت باختراعها عندما أحكيها لأصدقائي، وتحديدا هي نبرة صوت اللمبي. عندما اخترعت هذه النبرة، لم أكن أطلق عليها اسم اللمبي، ولكن تزامنا مع هذه الفترة العمرية في حياتي، جاء لي دور اللمبي مع المخرج شريف عرفة. وفي هذا الوقت، كنت أقدم مسرحية بعنوان "رد قلبي" مع الأستاذ عصام امام، ووقتها اقترح علي أن أستخدم نبرة صوتي التي استخدمتها في النكت مع شخصية اللمبي، وبالفعل أعجب الأستاذ شريف عرفة بها، ومن هنا بدأت حكاية اللمبي.
والآن لننتقل إلى فصل ما قبل الشهرة برفقتك مع أحمد السقا وأحمد حلمي، كيف كانت علاقتكم؟
العلاقة بيننا كانت مختلفة لأبعد الحدود، وأقرب تعبير لها، أننا كنا كنسيج واحد. فأنا أذكر أنني كثيرا ما كنت أعود للمنزل وأجد السقا داخل منزلي بالسيدة زينب، ولا أخفي سرا على قراء مجلة "الشباب"، فكثيرا ما دخلت بيت السقا من خلال الشباك.
وأين هذه الصحبة الآن؟ هل ما زلتم على تواصل؟
بالفعل، ما زلنا نتقابل، وحينها النظرات بيننا كفيلة بأن تعيد لنا الذكريات التي لن يمحوها الزمان.
الفرص الصغيرة هي مفتاح الفرج، هل يمكن أن تنطبق هذه العبارة على ميلادك كنجم؟
بالفعل، فمن خلال إعلان لمسحوق غسيل أطباق ساعدني مجدي كامل لأعمل به، تم تصوير وجهي بزاوية مختلفة جعلت كل من يراه لا يتوقف عن الضحك. حددت طريقي لأصبح ممثلا كوميديا، ومن هنا غيرت كل تفكيري وركزته لأتميز في هذه المنطقة.
هل عشت صعوبة البدايات لتكون من ضمن أهل الفن؟
بالطبع، فلا أنسى أنني كنت أذهب "مشيا" من المعهد حتى منزلي، ولكن كل ما كان يتبادر إلى ذهني هو حلمي الذي أسعى له، بجانب التحديات التي قابلتها عند تصوير مشاهد في بداية حياتي كانت تختصر في كلمة واحدة بالمونتاج، ولكن كل هذا لم ألقه إلا بشغف للحصول على فرصة تقدمني لأهل الفن.
من شاب بسيط بحي السيدة زينب إلى نجم يتصدر السينما.. في رأيك، ماذا أخذت منك النجومية؟
أخذت مني الحرية إلى حد كبير، فدائما ما أشتاق إلى ذكرياتي بمنطقة السيدة زينب وأصدقائي هناك. فأيامي هناك لا تعوض، ولكن يكفي أن جمهوري عندما يقابلني يحدثني بأنه محب لي ويشعر أنني واحد منهم.
وأخيرا، ما المحطة القادمة التي تنتظرها أو بمعنى أدق، ما الشخصية التي تطمح في تقديمها؟
كل شخصية من الشخصيات التي قمت بتقديمها علامة مميزة بالنسبة لي. وفي الحقيقة، لا أتمنى أن أكرر ما قدمت، ولكنني أتمنى أن أقدم شخصيات بثوب جديد في كل عمل، من خلالها أستطيع أن أعبر عن الجمهور وأظل باقيا.