الإعلامى المصرى الأقوى فى المنطقة والأكثر تأثيرا والقضية الفلسطينية هى قضية أمتنا
موضوعات مقترحة
كان ضيفى يبتسم ابتسامة ساخرة كل مرة أتحدث فيها مع ضيوفى وأقول المجزرة فى حق أطفال غزة
من واجب الإعلامى إيجاد اللغة المناسبة التى يستطيع من خلالها إيصال الرسالة الإعلامية للفئة التى تتابعه سردية الكلمة فى اللحظة الواقعة بين الإبادة الإنسانية، ومحاولات تشويه الحقيقة، فى ظلّ الحرب الإسرائيلية على غزة وعموم فلسطين، يأتى السؤال عن دور الفعل الحقيقى لمواجهة الموقف المتشدد لتغيير الحقائق، وإزاحة الجريمة عن مرتكبيها واستلاب الأرض، على شاشة القاهرة الإخبارية واجهت الإعلامية المصرية فيروز مكى، أحد ضيوف برنامجها الإعلامى، بكلمات تأجلت مؤقتا من اللغة العربية الفصحى، للحديث بالوجدان المصرى العربى، الرافض لكل من يحاول الاستهزاء بالحدث وتغيير الوقائع الساعية لسلب الحقوق من أصحابها ومحوها.
< اللقاءات الإعلامية فى اللحظة الراهنة تتطلب الخروج عن المألوف من اللغة الإعلامية إلى لغة تلامس مشاعر الناس وحديث الشارع لمن يعيش المأساة الصعبة، ما أهمية ذلك برأيك؟
بالتأكيد من واجب الإعلامى إيجاد اللغة المناسبة التى يستطيع من خلالها إيصال الرسالة الإعلامية للفئة التى تتابعه، لكن أيضا هناك ميثاق مهنى فى السياق والتناول، يجب أن يلتزم به الإعلامى فى كل الظروف، ودون شك الأوضاع الصعبة فى الحروب على غرار ما يحدث فى غزة، تؤدى فى أوقات كثيرة للجوء الإعلامى لاستخدام سياق، قد تغلب عليه العاطفة، وذلك بطبيعة الحال بسبب الضغط الذى يتعرض له الإعلامى، الذى يقوم بتغطية حرب لمدة أشهر، ففى نهاية المطاف نحن بشر، ومهما حاولنا خلع ثوب آرائنا ومشاعرنا على باب الاستديو والتجرد منها. فإنها أحيانا تظهر مشاعرنا بصورة، أو بأخرى خصوصا، إذا كنا نناقش قضية تربينا ونشأنا عليها، إنها جزء من كينونتنا والدفاع عنها واجب إنسانى وتاريخى راسخ داخلنا.
فالحرب بهذا العنف المبالغ فيه استمرار لسياسات تسعى للتهجير والإبادة المستمرة.
< كيف يمكن للإعلام مواجهة ذلك؟
الإعلام اليوم لا يقتصر على المحطات التليفزيونية، لدينا مساحات شاسعة من التعبير وإيصال الصورة، ومبدأ التعتيم بات شبه مستحيل، فى ظل وجود وسائل التواصل الاجتماعى، وهى نقطة قوة ودفعة قوية لشكل الحديث للإعلام، ما يمنحنا قدرة كبيرة لكشف الحقائق، والتصدى للسياسات المعادية لكل حقوق الشعب الفلسطينى، وتسليط الضوء على جرائم الاحتلال، الذى يسهم بشكل كبير فى صنع رأى عام، وتأثير جماهيرى عالمى، من شأنه أن يلجم ويتصدى لجرائم دولة الاحتلال، وهو ما لم يكن موجودا عام 48، حتى هذه اللحظة، لا يمكننا أن نتخيل فى ظل التعتيم الإعلامى وغياب وسائل الإعلام آنذاك، ما يتعرض له الشعب الفلسطينى اليوم، نحن مدينون للعالم الافتراضى الذى مكننا من فضح مجازر وسياسات إسرائيل أمام العالم.
< رسالتك الإنسانية والإعلامية شديدة الوضوح من خلال اللقاءات والحوارات المعبرة عن الصوت المصرى - العربى المتحد مع القضايا العربية. كيف ترى أهمية ذلك؟
لطالما كان الإعلام المصرى مساندا للقضايا العربية كاشفا ًللحقائق، شفافا، والخطاب الإعلامى المصرى، قد يكون الأقوى فى المنطقة والأكثر تأثيرا، القضية الفلسطينية هى قضية أمتنا، ولطالما كانت لها الأولوية فى خطابنا الإعلامى، رسالتنا الإنسانية فى هذا الصدد لا تسقط عنا الحياد ولا المهنية، فنحن لا نقوم سوى بكشف حقيقة مرة وواقع أليم فى غزة، كل يوم، لو لم نفعل ذلك سنكون وقتها تخلينا عن واجبنا وميثاق الشرف، الذى تعهدنا به حين امتهنّا الصحافة والإعلام.
< القضية الفلسطينية من الثوابت الأساسية فى الدبلوماسية المصرية والشارع المصرى، هذا يعطى درسا فى المناعة الوطنية للأجيال فى ظل التحديات الواقعة.. أين دور الكلمة والإعلام من ذلك لبناء إستراتيجية الهوية الوطنية؟
الخطاب الإعلامى المصرى، فيما يخص القضية الفلسطينية، ما هو إلا مرآة تعكس الموقف الشعبى المصرى، والموقف الرسمى إزاء القضية الفلسطينية، برغم قسوة ما نعرضه إعلامياً كل يوم من داخل غزة، وما تعرض له أهالينا هناك، فإن هذه الصور كانت سببا فى فضح جرائم دولة الاحتلال، التى طالما لعبت دور الضحية، أجيالنا القادمة باتت على وعى تام، بأهمية الدفاع عن قضيتنا الأم، وعن شعبنا فى غزة وعموم فلسطين، والأهم أن هذه الحرب كانت سببا فى أن تبحث الأجيال القادمة عن تاريخ القضية الفلسطينية وتفاصيلها، ليس فقط فى أوطاننا العربية بل حتى فى الغرب، أصبحنا نرى أطفالا يدعمون غزة ويتحدثون عن فلسطين على مواقع التواصل الاجتماعى، نعم العالم بات قرية صغيرة والقرية كلها باتت تعلم، أن إسرائيل هى الجانى وليس المجنى عليه.
< واجهت أحد ضيوف برنامجك على القاهرة الإخبارية بخصوص موقفه من حديثك عن أطفال غزة هل لك الحديث عن ذلك؟
كان ضيفى يبتسم ابتسامة ساخرة، كل مرة أتحدث فيها مع ضيوفى، وأقول المجزرة فى حق أطفال غزة لمحته على الشاشة يبتسم ثلاث مرات وفى المرة الرابعة، طلبت منه التوقف عن ذلك، لم أتمكن من قبول فكرة تهكمه كلما ذكرت أطفال غزة، وبدأ الجدل بيننا، لا يسعنى أن أقول إن ما فعلته كان مهنيا وكان لى ألا أخرج عن السياق المهنى، وألتزم الحياد، لكن الحياد أحيانا يكون غير عادل إذا كنت أتحدث عن أطفال يقتلون بوحشية، وضيف يدافع عن القاتل، وهنا لم أتمكن من تمالك نفسى، وتجردت من لغتى الإعلامية، وتحدثت بالعامية، كنت قد تحولت دون أن أدرك من مذيعة إلى أم وأخت وابنة مصرية، تبكى كل يوم وهى تشاهد المجازر، وما كان منى إلا إيقافه عند هذا الحد، متحدثة بلسان مصرى «فلا مصرى يقبل أن يتهكم ويبتسم أحدهم ونحن نرثى أطفالنا».
< رسالتك إلى فلسطين وأطفال غزة؟
طال الألم يا أحبتنا وطال النضال، لا يسعنى إلا أن أطلب منكم الصمود وأنتم أهله، العودة حق كشمس ستعودون وتعود أرض الزيتون البهية، وستعمر بكم، إن لم يكن اليوم فالغد قريب، لم نتخل ولن نتخلى يوما عن حق الفلسطينى فى أرضه، وستظل رسالتنا دائما تصدح، أنكم أصحاب الأرض.