أحلامه التكنولوجية بدأت من المنيا.. محمد المصري يصدر تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى أوروبا

20-2-2025 | 15:10
أحلامه التكنولوجية بدأت من المنيا محمد المصري يصدر تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى أوروباالمهندس محمد المصرى
محمد فتحي حرب
الشباب نقلاً عن

أنشأ شركة في إنجلترا، تتبني حلول ذكاء اصطناعي، وتعيد تصديرها إلى الشرق الأوسط  
موضوعات مقترحة
شارك في تأسيس شركة بمجال أشباه الموصلات تنتج تقنيات تُباع لشركات عالمية  
تقديم قيمة حقيقية وتكوين فريق لديه نفس الحلم أساس النجاح في إدارة شركة ناشئة


من المتوقع أن ينمو السوق العالمي للذكاء الاصطناعي إلى 826 مليار دولار بحلول عام 2030، وتتسابق الدول في المنافسة بهذا السوق وتصدير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وقد أدرك رائد الأعمال محمد المصري مبكرا أهمية هذا المجال، ليصبح هدفه إطلاق تقنية ذكاء اصطناعي من مصر وتصديرها للعالم، وهو ما نجح فيه، لينجح في تصدير تقنيات ذكاء اصطناعي إلى أوروبا بفريق عمل مصري، من خلال تجربة ومشوار يتحدث عنهما في الحوار التالي..

مناخ تكنولوجي بالصعيد
البداية من الصعيد، حيث درس محمد المصري هندسة الإلكترونيات، وتخرج من جامعة المنيا عام 2004، ويقول: منذ بداية العمل، كنت أحاول أن أخلق مجالا للتكنولوجيا في الصعيد، وكانت بدايتي في عام 2004، التي أسست خلالها شركة في الأقصر، تخصصت في تقديم حلول تقنية للمراكب السياحية والفنادق العائمة في الأقصر وأسوان، وقد قدمنا من خلالها خدمة انترنت آلية دون تدخل من موظفي الفندق، وكان هناك إبداع كبير، والحمد لله نجحنا في تركيب التقنية في أماكن كثيرة في الأقصر وأسوان. ومع ذلك، لم يكن هناك نجاح على مستوى الإدارة في هذه المرحلة، فقد كانت خبرتي الإدارية محدودة، ولم أستطع استثمار النجاح لقلة خبرتي، ولكن كان الهدف هو إيجاد مناخ تكنولوجي بالصعيد، وخصوصا أن هناك أماكن كثيرة محرومة من التطوير، كما أن فرص العمل محدودة في مجالات معينة، وكنت أتمنى أن أؤسس شركة تقدم خدمات تكنولوجية متطورة، وتكون بذرة في تطوير الصعيد.

من الصعيد إلى الخليج
عقب محاولته في الصعيد قرر المصري أن يتعلم كيفية إدارة الشركات على مستوى أكبر، ويقول: سافرت إلى الخليج، وعملت في شركة تكنولوجية متخصصة في حماية أمن المعلومات، وكنا نقدم حلولا لوزارات الداخلية والدفاع والقطاع المصرفي، وكلها الحمد لله كانت تقنية تم تطويرها داخل الوطن العربي، وكنت المهندس الوحيد في بداية الشركة، ثم عدت إلى مصر بعد ثورة 25 يناير، وكنت أرى التغيير الذي حدث في البلد، وحلمت بأن أعيد ما بدأته قبل السفر إلى السعودية.


أما عن خطواته التالية عقب عودته فيقول: انضممت إلى مجموعة من الشباب المبدعين، وأسسنا شركة بمجال أشباه الموصلات، وكنا ننتج تقنيات لاسلكية تُباع لشركات عالمية مثل إنتل وسوني وغيرها، ونجحنا بالفعل في تطوير منتجات لم يكن أحد يستطيع تطويرها إلا في أوروبا والولايات المتحدة، لأنها تحتاج إلى مهارات معينة، والحمد لله نجحنا في تصميم تلك المنتجات على مستوى عالمي، وتم الاستحواذ على كل التقنيات من قبل شركة أمريكية كبرى.

المهندس محمد المصرى

مغامرة في أوروبا
كان يشعر المصري بأن المشوار لم ينته بعد، وسافر إلى أوروبا، ويقول: كنت أتمنى أن أكون جزءا من كيان عالمي كبير، ولكن بذرته تكون داخل الوطن العربي، وانضممت لشركة من الشركات الضخمة في كمبريدج، وكان معي فريق عبر القارات، وكنا نصمم منتجات تدخل في كل شيء لها علاقة بالتكنولوجيا، وتقدم تقنيات في كل شيء في حياتنا، وأصبحت خبرتي جيدة في ذلك الوقت، وأصبحت على دراية بكيفية تطور بيئة العمل على مستوى كبير كثقافة ونظام عمل، وعملت وشاركت في 4 شركات خلال 18 سنة، وتعرفت على إدارة الشركات بمواصفات عالمية، وأنها تحتاج إلى خبرات ومعلومات كبيرة، فإما أن تبدأ الشركة وتتعلم وهذا يأخذ وقتا، أو أن تجمع الخبرات من أماكن مختلفة، وهذا ما قمت به.

تأسيس شركة ناجحة

وضع المصري خبراته في شركته بإنجلترا، ومجالها بناء حلول لبعض الشركات وقطاع الأعمال، من أجل تطوير التواصل مع العملاء من خلال كل القنوات، سواء الهاتف أو التواصل الاجتماعي أو القنوات التقليدية، وذلك باستخدام الذكاء الاصطناعي، ومساعدتهم على فهم احتياجات العملاء وميكنة الخدمات.

ويقول: من التحديات التي تواجهها الشركات التوقعات المرتفعة للمستهلكين، والذين يريدون شركة ترد عليهم بسرعة وتمنحهم خدمة جيدة، ويكون هناك نوع من أنواع التعامل الجيد، وهذا يحتاج إلى تربيط كبير بين القنوات المختلفة، وجمع البيانات عن العملاء، من أجل مساعدة الموظفين على التعامل معهم، وميكنة الخدمة نفسها، وهذا يزيد من كفاءة العمل وراحة ومستوى رضاء العميل، ويساعد المشروع على تطوير نفسه وخدماته ومنتجاته لتواكب السوق، فنحن نربط كل القنوات المختلفة التي يستخدمها المشروع للتعامل مع العملاء، ليتواصلوا معهم، ويتم ميكنة طرق التواصل المختلفة، ونقدم تقارير وتحليلات، تطورت الشركة من شخصين إلى أكثر من 60 مهندسا من أفضل الكفاءات وهو ما ساعد على نجاح شركته .


وعن اختيار إنجلترا لإطلاق شركته قال: اخترنا إنجلترا نظرا لسهولة التأسيس هناك، كما أن المملكة المتحدة تساهم بشكل كبير في تطوير التقنيات، عن طريق الدعم المادي واللوجيستي للشركات البريطانية بكل الأوجه، فجزء كبير من التمويل الذي استطعنا أن نكمل به مشوارنا كان دعما من الحكومة البريطانية، ولذلك نحن كشركة مسجلة في بريطانيا، ومعي مؤسس تقني وعنده خبرة كبيرة بالسوفت وير، وشريك تجاري لديه خبرة في خدمة العملاء، وأتواجد في بريطانيا، ومحمد حسن الخبير التقني في مصر، وشريف خير الله الشريك التجاري في السويد، فلم يكن لدينا أي مشكلة في العمل معا وكل فرد في دولة.

كان لدى المصري استراتيجية في تكوين فريق العمل، يشرحها ويقول: لم أكن أريد ضم كفاءات جاهزة، ولكني كنت أهدف إلى إيجاد جيل من المهندسين والمطورين ورواد الأعمال يستطيعون بناء شركات وحلول أخرى للمجتمع، فكنا نستقدم مهندسين حديثي التخرج ونبذل معهم مجهودا للتطوير والتعليم والتدريب، حتى يقدموا ما نريده منهم، وعلى الرغم من تأسيس الشركة في بريطانيا، إلا أن الموظفين وفريق العمل في القاهرة، كما أننا نفخر بأن فريق عمل الشركة والبحث والتطوير داخل مصر، ونبني حلولنا في مصر ونصدرها إلى منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.

تطوير المنتج
يتحدث المصري عما يقدمه هو وفريقه ويقول: كان تفكيرنا في البداية تأسيس منصة للمنزل الذكي، وتقديم هاردوير وسوفت وير، الهدف منها كيفية إقناع المستهلك البسيط بفائدة استخدام الحلول الذكية، ومساعدته على استخدامها بشكل جيد، من خلال فهم احتياجاته بشكل آلي، وترشيح أفضل الحلول له، فكانت مبنية على فكرة تجربة المستخدم، ولكن لم نستطع تنفيذ هذا الحل، لأنه ضخم، وكان يحتاج إلى استثمار كبير، وبدأنا نقسم ما كنا نريده إلى أجزاء، وبدأنا نجرب كل جزء، وركزنا في النهاية على الجزء الخاص بالسوفت وير الذي نقدمه للشركات التي تحتاج إلى تحسين تجربة المستخدم.
وأطلقت الشركة مؤخرا تقنية جديدة، حيث تستخدم فرق خدمة العملاء برنامج لتصميم واختبار ونشر تدفقات العمل بسهولة، مما يزيل التعقيد ويعزز الكفاءة.
ويقول المصري: نقدم حلا جديدا يسهل على الشركات تجربة تطبيقات الذكاء الاصطناعي بشكل لحظي وعمل اختبار للتقنية في السوق والحصول على ردود الفعل ومعرفة النتائج سريعا، وتعمل الخدمة على تحسين كفاءة عمل فرق المبيعات وخدمة العملاء داخل الشركات، ونركز على قطاعي التجزئة والتجارة الإلكترونية، حيث تشهد تنافسية شديدة، مما يجبر الشركات على فهم احتياجات العملاء جيدا وحل أي مشكلة بسرعة، ولدينا عملاء من الشركات في مصر و الشرق الأوسط، ونسعى لتقديم خدماتنا للشركات المتوسطة لمساعدتها على بناء تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتجربتها، وهناك حلول أخرى في السوق ولكن ليست بنفس كفاءة حلولنا.

صعوبات
واجه المصري بعض الصعوبات، حيث يقول: أهم التحديات هي الوصول إلى المهندسين والكفاءات التي تساعدك في تطوير المنتج، ويكون عندهم نفس الرؤية، وعندهم استعداد للانضمام إلى شركة صغيرة إمكانياتها محدودة جدا، لكي نحقق الحلم معا، فكنا نحتاج إلى نوعية من الناس لديها القدرة على الحلم، وأن تصدق إمكانية تحقيق هذا الحلم. التحدي الآخر كان التمويل، فهو عقبة كبيرة بالنسبة للشركات الناشئة، وخصوصا العاملة في التكنولوجيا، فالاستثمارات تذهب عادة للشركات الخدمية في الشرق الأوسط، وهذا بالطبع بسبب أن مجال الخدمات به تطوير كبير مازال غير موجود، وهي فرصة للشركات لكي تدخل هذا المجال وعمل إضافة مختلفة، ونحن اتخذنا طريقا مختلفا، ونقدم تكنولوجيا، والمستثمرون لديهم شكوك أو تخوف من وضع أموالهم في مثل هذه الأشياء، فالمستثمر يريد أرباح، ويرى أن الاستثمار في هذا المجال خطر كبير، ونفس المستثمر من الممكن أن يضع أمواله في شركة تقنية بأوروبا وأمريكا، لأن المناخ العام هناك سيساعده على النجاح وتحقيق الأرباح.

نظرا للنجاح الذي حققته الشركة؛ استحوذت عليها شركة أوروبية، وعن هذه الخطوة يقول المصري: شركة "ديستني" هي مجموعة أوروبية موجودة في العديد من الدول، منها فرنسا وهولندا والمملكة المتحدة، وكان قرار الاستحواذ نابعا منهم، وكانوا يرون أن الإمكانيات والتكنولوجيا التي نقدمها عالية، ويمكن أن تساهم بها في نمو المجموعة بشكل كبير، والآن نحن جزء منهم.

نموذج مصري
يتمنى محمد المصري بأن يصل إلى نموذج مصري لتطوير خدمة تقنية على مستوى عالمي، ويقول: أملي أن الفريق الموجود حاليا يخرج منه رواد أعمال يؤسسون شركات جديدة، ونستطيع أن نصنع تقنية في مصر ونصدرها على مستوى عالمي، وأن تكون شركته هي البذرة.
يقدم المصري نصائحه لمؤسسي الشركات الناشئة من أجل النجاح، ويقول: أولا الوصول إلى فريق لديه نفس الحلم، فهي رحلة صعبة، وكلما كان هناك تناغم بين المجموعة كمؤسسين وموظفين الموضوع يكون أسهل، فلا بد أن يكون هناك فريق متناغم، ونتغلب على الاهتمامات الشخصية ونركز على النجاح معا، في ظل المشاكل التي نواجهها، فإذا كان هناك هدف قوي سيتغلب الجميع على تلك المشاكل، وثانيا تقديم قيمة حقيقية للمجتمع، لنبني عليها اقتصادا مصرياً قوياً.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: