رسالة أخرى إلى ترامب

20-2-2025 | 13:23

فخامة الرئيس ترامب.. أنت لا تساعد إسرائيل حقيقة، بقدر ما تريد أن تكسب شعبية مؤقتة على حساب إسرائيل، بل وعلى حساب العالم.

توقف فخامة الرئيس الأمريكي، ويكفيك أنك رجل الأعمال الوحيد، الذى صعد إلى قمة السياسة الأمريكية مرتين، ماحققته شخصيًا يفوق الخيال، لا تجعل الخيال يخطفك إلى هوة لا تعرفها، وتستخدم القوى المفرطة للنزول إلى الهاوية بالعالم وببلادك وبنا.

إشعال الحروب الدينية لن يقتل العرب أو المسلمين، فهم أكبر حجمًا من ذلك، نعم سوف يؤذينا جدًا ويدخل بنا في متاهات وسنوات صعبة ودقيقة ومخيفة، لكنه سوف يؤذيك أكثر فخامة الرئيس جدًا، بل سوف يؤدي باليهود إلى التهلكة في كل العالم، ويضر إسرائيل إلى أقصى مما يتخيل عقل الناس بإسرائيل.

سوف ندخل هوة لا تعرفها، يبدو أن تصورك السياسي لا يدركها، هذه المنطقة خطرة، هي مفجرة لكل العالم، نحن قلب العالم القديم، وأنت لا تعرف ذلك، ليست الأمريكتان أوأمريكا هي قلب العالم.

الشرق الأوسط وأديانه القديمة هو قلب العالم، إن كنت تدري أو لا تدرى، استدع علماءك الاجتماعيين والسياسيين، وهم كبار عندكم وكثيرون، وتكلم معهم بتواضع لتفهم معنى تفجير العالم، وإطلاق شعلات الحروب الدينية الإرهابية.

أنت لا تستطيع تهجير الفلسطينيين والبناء والتغيير على أرضهم أو تسلب حقوقهم، إنها أوهام خطيرة.

فخامة الرئيس، يجب أن ترشد متطرفي اليمين الذي يحكم في إسرائيل الآن، وهم ليسوا الليكود، هم ليسوا بن جوريون وبيجين أو شارون، فما بالكم برابين وشيمون بيريز، هؤلاء مجرمو حرب، يجب أن تقدمهم إسرائيل وأمريكا إلى المحاكمات الدولية، خرجوا لتوهم من جريمة إبادة لأطفال غزة أذيعت ونشرت على الهواء فى كل العالم، لا يمكن إنكارها.

الشعوب العربية والإسلامية والمسيحية لن تغفر للبشرية وحكام إسرائيل، الآن سيكون مصيرهم إلى مستنقع التاريخ، ومن يعاقبهم سيكون الشعب اليهودي حول العالم.

فخامة الرئيس، لا تركب قطار بن غفير وسيموت ريتش ونتنياهو، اسأل أكابر اليهود فى العالم، وفى أمريكا، لا يغرنك أنهم يساريون في الحزب الديمقراطي، هم يهود، ويعرفون معنى إسرائيل واستمرارها فى الشرق الأوسط.

كفى فخامة الرئيس دماء فى بلاد الأنبياء، فلسطين، وأهل كنعان «القدماء». 

العرب -مسلمون ومسيحيون- لهم حقوق متساوية مع اليهود، في هذه الأرض الصغيرة جدًا، تاريخيًا أمام العالم، وأمام الأمم المتحدة مع اليهود، إن لم يكن أكثر منهم فى فلسطين.

سيادة الرئيس، نتوقع منك التعقل ولا تتعامل مع شعوب الشرق الأوسط، على أنهم همج، هم شعوب قديمة لهم تراث في الحضارة الإنسانية، هم مهد الأديان، فيهم ظهر محمد "صلى الله عليه وسلم"، والمسيح عيسى وموسى عليهما السلام، وهم من خرجت التوراة والإنجيل والقرآن من رسالاتهم.

عندكم في أمريكا أكبر مركز بحثي للكتب القديمة الدينية، يستطيع أن يفسر لك كيف عندما تفجر أرض الأديان ماذا سيحدث، ستجعل كل مواطن في بلادنا إرهابيًا.

عفوًا أيها الرئيس، نريد أن نعيش في سلام، لا تحولنا إلى إرهابيين، نريد أن نكون معكم فى مركب واحد.

فخامة الرئيس، استقبل زعماء الشرق الأوسط بروح جديدة، ولا تهدد شعوبنا بالقصف والضرب، لن تستطيع أن تهزم الشعوب القديمة، فهم يملكون شجاعات لا تتخيلها سيادة الرئيس، لأنها روحية وأقوى من كل الأسلحة الفتاكة النووية والبيولوجية.

أطفالنا ماتوا ولن يعز علينا أن يموت الرجال والنساء، حينها سيقولون نحن نذهب إلى جهنم ولن نجعل اليهود يحكمون بلادنا.

تقبل تحياتي واحتراماتي إلى أمريكا العظيمة قبل أن تقع تحت رئاستكم، أرجوك لا يعقل أن تجعل أمريكا صغيرة، لأن العالم ونحن فى الشرق، مازلنا نحتاج أمريكا القوية والعظيمة التي نعرفها قبل رئاستك وبعدها.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: