20-2-2025 | 10:08

بين أفكار مشتتة تشكل مخطط تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، وأصوات مشككة في مقدرة الدول العربية على  الاصطفاف في مواجهة هذا الطوفان الإسرائيلي-الأمريكي الهادر لقتل الحلم المشروع للشعب الفلسطيني، جاءت كلمات وزير الطاقة السعودي سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان عن العلاقات المصرية-السعودية، والارتباط المتين بين الشعبين والقيادة السياسية في الدولتين الشقيقتين نابعة من القلب دون تصنع أو رياء لتصل إلى قلوب المصريين جميعًا، مصر لن تكون وحدها في مواجهة هذا المخطط المجنون، مصر لن تواجه بمفردها ما يريده نتنياهو، ويتبناه ويروج له الرئيس ترامب، فالمملكة العربية السعودية، وكذلك بقية الدول العربية يدركون تمامًا خطورة الموقف، وضرورة توحيد الصف العربي لمواجهته.

أظن أن تحركات الرئيس الأمريكي تأتي انعكاسًا لاعتقاد راسخ داخله أنه أعظم وأقوى رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية؛ فهو لا يهتم بالقوانين واحترام سيادة الدول ولا مواثيق المنظمات الدولية؛ بدليل تصريحاته المتعلقة بكندا، واعتبارها ولاية أمريكية، أو ما يتعلق بضم جرينلاند إلى أمريكا.

يدرك الرئيس ترامب أن ما يروج له ويؤكد أنه سيحدث بتهجير الفلسطينيين من وطنهم هو درة تاج المشروع الصهيوني، وأن إعلانه الدائم أنه لن يتراجع عنه، يمثل النقطة الحرجة وقمة منحنى التفاوض بالنسبة له؛ ليصل بعد ذلك إلى تحقيق مكسب واضح للكيان الإسرائيلي؛ بتحييد أي مخاطر يمكن أن تحيط به، وإحداث جروح عميقة بالجسد العربي يصعب التئامها؛ لتظل إسرائيل بمأمن تمارس قمعها، وسياستها التوسعية دون رادع. 

الوقوف في وجه الرئيس الأمريكي يجب أن يكون من منطق القوة وليس الضعف، ومصر تعلم ذلك جيدًا، ولديها أوراق مهمة، واصطفاف شعبي لا يمكن الاستهانة به أو التقليل من شأنه.

الموقف المصري الصلد سوف يزداد صلابة ومتانة، إذا ما انطلق من موقف عربي داعم، خاصة مع حسن إدارة الأوراق الاقتصادية والمصالح الإستراتيجية بين دول العالم العربي، ومعظم الدول العالمية الكبرى. 

الاصطفاف الشعبي، وكذلك العربي يمكن أن يزداد تأثيره إذا ما تم تنغيم تحركاته ليصل إلى دوائر صنع القرار في أمريكا، وأوروبا، وكذلك شعوب هذه الدول، وهنا فإنه يمكن للشباب المصري والعربي الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعي في توصيل صوتهم الرافض لتهجير الفلسطينيين من وطنهم إلى المسئولين والمواطنين في مختلف دول العالم؛ ليتأكد الرئيس ترامب أن مناورته لن يكتب لها النجاح، وأن أوهام الصهيونية من النيل إلى الفرات لن تتحقق، مادام الجسد العربي تسري به دماء الشهداء، وبه قلب نابض تقف مصر حصنًا منيعًا يحول بينه وبين المتربصين والطامعين، فهي الحارسة والمحروسة بمشيئة الله.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
د. أحمد مختار يكتب: رؤية مختلفة لمشروعات التنمية

بين الحين والآخر يتساءل البعض عن مشروعات الطرق والكباري، وكذلك مشروعات البنية الأساسية التي يجري تنفيذها بمصر باستثمارات ضخمة، مبعث السؤال غالبًا لا يرتبط

الصحافة ومواقع التواصل الاجتماعي

من يأخذ زمام المبادرة في نشر الأخبار سياسية كانت أم اجتماعية؟ هل المواقع الصحفية المرخص لها بذلك أم صفحات السوشيال ميديا التابعة لأفراد لا نعلم حقيقتهم

العودة للجذور

منذ أربع سنوات أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسى مبادرةً العودة للجذور فى القمة الثلاثية بنيقوسيا فى نوفمبر 2017، وجاءت النسخة الأولى فى أبريل 2018 بمشاركة

قوة رشيدة

ساعات قليلة ويعقد مجلس الأمن اجتماعه المرتقب لبحث مشكلة السد الإثيوبي، الآمال المعلقة لدى البعض على اجتماع المجلس واعتباره المحطة الأخيرة فى مشوار السد

«30 يونيو» درع وسيف

تمثل الأحداث المهمة التى ترتبط ببقاء الأوطان قوية آمنة؛ علامات فارقة يتوقف التاريخ أمامها عندما يسطر مسيرة الإنسان والمكان، يطوى صفحات أوطان تمزقت، فهام

حتى يعود البريق

عندما امتلكت الدولٌ الكبرى القوة الاقتصادية والعسكرية سعت للهيمنة على العالم بنشر قيمها وثقافتها على أنها القيم الإنسانية المثلى، البداية كانت بنشر اللغة