الجارديان: أوروبا تسعى لتعزيز وحدتها الهشة بعدما أدركت أنها لا تستطيع الاعتماد على واشنطن

18-2-2025 | 16:37
الجارديان أوروبا تسعى لتعزيز وحدتها الهشة بعدما أدركت أنها لا تستطيع الاعتماد على واشنطنالجارديان
أ ش أ

ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية أنه بعد عشرات القمم التي فشل فيها الاتحاد الأوروبي في الاتفاق حول خطة متماسكة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، كان لابد أن تكون هذه القمة التي عقدت في باريس مختلفة بشكل مفاجيء وحيوي.

موضوعات مقترحة

وأضافت الصحيفة -في تحليل نشرته اليوم الثلاثاء، إن زعماء فرنسا وألمانيا وبولندا وإيطاليا وإسبانيا والدنمارك ــ المتحدثين باسم دول الشمال الأوروبي ودول البلطيق ــ شاركوا في القمة، بالإضافة إلى رئيس وزراء بريطانيا ورؤساء حلف شمال الأطلسي (الناتو) والمفوضية الأوروبية والمجلس، حيث اجتمعوا في باريس في أسبوع تاريخي.

وذكرت الصحيفة أن نائب الرئيس الأمريكي جيه دي فانس أخبر أوروبا، يوم أمس الإثنين، بأن "قواعدها المفرطة" بشأن التكنولوجيات الضارة المحتملة كانت خطئًا فادحا. وبعد يومين، اتصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنظيره الروسي فلاديمير بوتين لبدء محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا بشأن إنهاء الحرب، بينما في اليوم نفسه، أخبر وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث نظراءه الأوروبيين في اجتماع في بروكسل أن الولايات المتحدة لم تعد "تركز في المقام الأول" على أمن أوروبا وأن القارة لابد أن تتولى زمام المبادرة في الدفاع عن أوكرانيا.

وأضافت الصحيفة أن "الضربة القاضية" التي أطلقها فانس خلال الاجتماعات، جاءت يوم /الجمعة/ الماضي، حين شن هجومًا أيديولوجيًا عنيفًا يتهم الديمقراطيات الأوروبية بقمع حرية التعبير والخضوع للتعددية الثقافية والخوف من الناخبين. وأن ينسوا أمر روسيا إذ أشار إلى أن التهديد الحقيقي لأوروبا يأتي "من الداخل".

ثم رفض نائب الرئيس الأمريكي التحدث إلى المستشار الألماني أولاف شولتز، والتقى بدلا من ذلك بأليس فايدل، وهي زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، وهو الحزب الذي تضعه وكالة الأمن الألمانية تحت المراقبة باعتباره تهديدا محتملا للديمقراطية.

وأشارت الجارديان إلى أنه في غضون خمسة أيام، أدرك القادة بقوة ثلاث حقائق وهي: أولا، يبدو أن الولايات المتحدة وأوروبا لم تعُدا تتقاسمان القيم التي كانت تشكل أساس التحالف عبر الأطلسي منذ عام 1945. ثانيا، أنه لم يعد بوسع أوروبا أن تعتمد على الولايات المتحدة للدفاع عنها.

وثالثا أنه فيما يتصل بالسؤال المباشر الذي كانت أوروبا تنتظر إجابة عليه بفارغ الصبر فيبدو أن الخطة الأمريكية، بقدر ما هي قائمة بالفعل لا تتضمن مكانا على الطاولة لأوروبا (بما في ذلك أوكرانيا في هذا الصدد).

ونوهت الصحيفة إلى أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد دعا إلى عقد قمة باريس يوم /الإثنين/؛ لأن "هناك ضرورة الآن للأوروبيين لبذل المزيد من الجهود، على نحو أفضل ومتماسك من أجل أمننا الجماعي"، على حد تعبير أحد مستشاري الإليزيه.

وأضافت أن المشاركين في القمة يعتبرون الأكثر تصميما والأفضل تجهيزا، فهو تحالف ليس فقط من الراغبين بل أيضا من القادرين ـ بما في ذلك بريطانيا، التي لم تعد عضوا في الاتحاد الأوروبي، لكنها مساهم رئيسي في أوكرانيا وقوة عسكرية أوروبية فعالة.

ونسبت الصحيفة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين قولها -لدى وصولها إلى باريس- إن أمن أوروبا "يشهد نقطة تحول. نعم الأمر يتعلق بأوكرانيا ــ لكن أيضا بنا. نحن في احتياج إلى عقلية سريعة التصرف، وزيادة في الدفاع. نحن في حاجة إلى كليهما الآن".

ورجحت الجارديان أن تكون قمة أمس /الإثنين/ هي الأولى من بين العديد من القمم على الطريق نحو سياسة أمنية أوروبية متماسكة لأوكرانيا وأوروبا على نطاق أوسع: فربما تكون البيئة الأمنية في أوروبا قد تغيرت بشكل أساسي لكن أوروبا لم تتغير.

وأشارت الصحيفة إلى أن أوروبا لديها "أعداء داخليون" بما في ذلك: "حكومات شعبوية ويمينية متطرفة ومؤيدة لموسكو ومؤيدة لترامب، التي ستعيق سياسة أمنية مشتركة طالما تمكنت من ذلك" - بحسب تعبير الصحيفة). 

ومضت الصحيفة تقول إن هناك زعماء آخرين سوف يخشون من تأثير الزيادة الكبيرة في الإنفاق الدفاعي على السياسة الداخلية المتوترة بالفعل. ووفقا لحلف شمال الأطلسي "الناتو"، تنفق البرتغال وإيطاليا وإسبانيا وبلجيكا وكرواتيا ولوكسمبورج وسلوفينيا أقل من الهدف البالغ 2% من الناتج المحلي الإجمالي على الدفاع.

وأوضحت أن هناك معارك قوية تلوح في الأفق بشأن المزيد من الاقتراض المشترك - الذي تعارضه ألمانيا، من بين دول أخرى، بشدة - لتمويل احتياجات الأمن الجماعي لأوروبا وحول استخدام الأصول الروسية المجمدة.

واختتمت الصحيفة البريطانية مقالها قائلة إن الأمر الأكثر إلحاحا، هي الخلافات حول ضمانات الأمن الأوكرانية بعد الحرب. وكان ماكرون قد أثار بالفعل إمكانية نشر قوة حفظ سلام أوروبية في أوكرانيا العام الماضي. فيما قال كير ستارمر، رئيس الوزراء البريطاني، اليوم /الأحد/، إن المملكة المتحدة مستعدة لنشر قوات على الأرض. وتبعته السويد يوم /الإثنين/. من جانبها، قالت هولندا إنها "ليست ضد" الفكرة، لكن ألمانيا قالت إنها "سابقة لأوانها" وقالت بولندا - التي تنفق 4% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع أكثر من أي عضو آخر في حلف الناتو- إن المملكة المتحدة مستعدة لإرسال قوات برية إلى أوكرانيا.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة