تتعرض قارة أوروبا لهجمة شرسة من شركات صناعة السيارات الصينية، بعد أن كانت مهيمنة على تلك الصناعة بفضل قدرتها الكبيرة والتنافسية في بناء محركات الاحتراق،وفق تقرير صحيفة فايننشال تايمز .
موضوعات مقترحة
وتقول الصحيفة، تواجه أوروبا خطر التحول إلى "مصنع تجميع" لمصنعي البطاريات الصينيين ما لم تضع القارة قواعد تضمن نقل التكنولوجيا والمهارات في مقابل مساعدات حكومية .
ووفقا لتقرير فايننشال تايمز، حذّرت منظمة النقل والبيئة، وهي منظمة غير حكومية للاستدامة مقرها بروكسل، من أن الشراكات الحالية بين شركات تصنيع البطاريات الصينية وشركات السيارات الأوروبية تركز بشكل مفرط على تأمين إمدادات البطاريات قصيرة الأجل دون أي إطار تنظيمي لتبادل المعرفة، ما يؤدي إلى مخاطر جيوسياسية وأمنية في المستقبل.
ولمواجهة ذلك، تسعى أوروبا جاهدة لإعادة صياغة استراتيجيتها للحد من اعتمادها على الصين من خلال بناء سلاسل توريد محلية للتكنولوجيات الخضراء.
ولسد الفجوة، تتعاون المزيد من شركات صناعة السيارات الأوروبية مع شركات صناعة البطاريات الصينية لضمان إمدادات البطاريات للسيارات الكهربائية لتلبية قواعد الانبعاثات الأكثر صرامة.
وتعتبر شركة "نورثفولت" السويدية المنافس الأوروبي الأول للشركات الصينية العملاقة التي تصنع معظم خلايا الطاقة للسيارات الكهربائية في العالم، ولكنها تعاني من أجل البقاء بعد سلسلة من الأخطاء التشغيلية الكبيرة التي دمرت خطط نموها.
ووفق الصحيفة، يتم إنتاج أكثر من 90 في المائة من المركبات الكهربائية وبطاريات التخزين من قبل شركات كورية جنوبية وصينية، في حين يتم توفير 40 في المائة أخرى من مصانع البطاريات العملاقة المؤكدة من قبل نفس اللاعبين الآسيويين.
وتريد بروكسل الآن من الشركات الصينية نقل الملكية الفكرية إلى الشركات الأوروبية مقابل إعانات الاتحاد الأوروبي وتراجع لوائحها. لكن المتطلبات التي يتم النظر فيها هي على نطاق أصغر بكثير مقارنة بتلك المطبقة في الصين وكذلك في الولايات المتحدة.
يأتي التحذير في نفس الوقت الذي تحاول فيه الشركات الأوروبية اللحاق بالشركات الآسيوية، لكنها تواجه تباطؤًا في الطلب على السيارات الكهربائية في المنطقة وضغطًا على التمويل.