من المعروف أن العيد الوطني عند أي دولة.. غالبًا ما يكون ذكرى استقلال الدولة.. أو تاريخ جلاء المحتل عن تلك الدولة.. أو تاريخ تأسيس الدولة.. فالأمور مختلفة عند دولة اليابان..
فاليابانيون يحتفلون بالعيد الوطني للبلاد مع ذكرى ميلاد الإمبراطور الجالس على العرش حاليًا.. فذكرى ميلاد الإمبراطور الحالي ناروهيتو هو 23 فبراير.. وعليه فالعيد الوطني في اليابان هو 23 فبراير 2025.. أي أن العيد الوطني يتغير مع ذكرى ميلاد إمبراطور يعتلي العرش..
فاليابانيون يحترمون تقاليدهم وعاداتهم.. فالإمبراطور بالنسبة لهم.. هو الرمز القدسي الذي لا يمس.. نظرًا للمعتقدات الدينية اليابانية.. فعند زيارة أي وفد رسمي لليابان.. يقوم الإمبراطور باستقباله في قصره في طوكيو.. فقد تصادف أثناء عملي في السفارة المصرية بطوكيو في الفترة من 2005 حتى 2009.. فقد استقبلنا والد الإمبراطور الحالي.. الإمبراطور اكيهيتو في قصره مع السفير المصري هشام بدر في قصره في حفل ياباني تقليدي يُعرف باسم "ائنيوكايEnyukai".. الذي يُقام مرتين في السنة.. في فصلي الربيع والخريف.. .والمرة الثانية التي استقبلني فيها في القصر الإمبراطوري يوم 11 أكتوبر 2011.. عند زيارتي لليابان بدعوة من المؤسسة اليابانية.. لحضور حفل التكريم بمناسبة حصول قسم اللغة اليابانية.. على جائزة أفضل قسم على مستوى العالم.. وذلك ممثلًا عن القسم.
نعود إلى حيثيات اليوم الوطني في اليابان.. من المفترض أن تحتفل اليابان بعيد استقلالها يوم 28 ابريل من كل عام.. بمناسبة حصولها على استقلالها من الاحتلال الأمريكي في يوم 28 أبريل عام 1952.. بموجب معاهدة سان فرانسيسكو للسلام.. فبعد هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية.. واحتلال أمريكا لها.. أبقى الاحتلال الأمريكي على الإمبراطور.. كرمز للدولة فقط.. لانه الرمز القدسي.. بالنسبة لليابانيين.. الذي لا يمس اطلاقًا.. وأثناء الاحتلال فرضت أمريكا.. الديمقراطية الوهمية.. ففرضت القيادة العامة للجيش الأمريكي الرقابة على حرية التعبير في الصحافة بعد الحرب العالمية.. وكما فعلت بعد ذلك حديثًا مع دول أخرى مثل فيتام والعراق وأفغانستان وغيرها من الدول.. وبمناسبة كلمة الديمقراطية الوهمية.. هذا يذكرنا بالافتتاحية الطويلة لصحفية يوميوري اليابانية في 30 مارس 1997.. تحت عنوان "الديمقراطية بعد الحرب تحت سيطرة حرية التعبير".. بمناسبة الذكرى الخمسين لإقرار الدستور الياباني الحالي.. لدرجة أن هذا اليوم 28 أبريل لم يدخل ضمن أجندة المناسبات والأعياد اليابانية حتى يومنا هذا.. بسبب الممارسات الأمريكية السخيفة ضد اليابان.. في النهاية يوم 28 أبريل هو يوم لا ينبغي للشعب الياباني أن ينساه أبدًا.. هو يوم "الاستقلال من الاحتلال الأمريكي".
[email protected]