أغرب الحملات الصليبية.. كيف دخل الصليبيون القدس بـ 600 فارس؟

18-2-2025 | 10:37
أغرب الحملات الصليبية كيف دخل الصليبيون القدس بـ  فارس؟ صورة تعبيرية
أحمد عادل

عادة ما يتم تصنيف الحملة الصليبية السادسة على أنها أكثر الحملات الصليبية غرابة، فالجهود الكبيرة والجهاد الطويل الذي قام به السلطان الناصر صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبيين طيلة ثلاثة عقود وتكلل بتحرير بيت المقدس في معركة حطين سنة 583هـ/ 1187م، تبخر بعد أن داسه ابن شقيقه الملك الكامل تحت قدميه، حينما أقدم على منح المدينة المقدسة عن طيب خاطر لصديقه الإمبراطور الألماني فريدريك الثاني في حملة لم يبلغ عدد فرسانها سوى ستمائة فارس فقط، ورغم ذلك فإن هذه الحملة لم ترضى عنها الباباوية في روما وطردت صاحبها من الرحمة الإلهية.   

موضوعات مقترحة

بعد 7 أعوام من هزيمة الحملة الصليبية الخامسة التي قادها الصليبيون ضد مصر، وانتهت بهزيمتهم غرقي في دلتا النيل، قرر الإمبراطور الألماني فريدريك الثاني الوفاء بالنذر الصليبي الذي قطعه على نفسه بإرسال حملة صليبية إلى المشرق يكون هدفها الاستيلاء على بيت المقدس وإقامة المملكة الصليبية من جديد.

لكن هذه الحملة لم تكن كسائر الحملات، لقد أراد لإمبراطور الألماني أن يفي بنذره دون أن يجعل جيشه يخوض في بحر من الدماء قد ينتهي بهزيمته، لقد رأي كيف انتهى المطاف بأعظم ملوك أوروبا الذين قادوا الحملات الصليبية ضد الشرق، مثل ريتشارد قلب الأسد، وفيليب أغسطس، وفردريك بارباروسا. 

 وفي الوقت نفسه كان الإمبراطور صديقًا للملك الأيوبي في مصر محمد الكامل بن العادل (615ـ635هـ/ 1218ـ1238م)؛ لذا فقد طلب منه باسم الصداقة أن يمنحه مدينة بيت المقدس ليفي بنذره الإلهي على أن تبقي إدارة المسجد الأقصى للمسلمين!.

لم يوافق البابا جريجوريوس السابع على هذا الاتفاق ورأى فيه تهربًا من قضية الرب، بل وقام بطرد الإمبراطور الألماني من رحمة الكنيسة والرب، وصب عليه اللعنات، واعتبره قرصانًا بحريًا لا أكثر، لكن على الاتجاه الآخر تحركت جيوش الإمبراطور من ألمانيا إلى صقلية بأعداد وصلت لعشرات الآلاف واستولى على قبرص وعكا، وهناك أرسل الإمبراطور لصديقه الكامل الرسائل التي أسفرت عن توقيع هدنة لمدة 10 سنين في مثل هذا اليوم الثامن عشر من فبراير عام 626هـ/1228م، منحت بموجبها الإمبراطور الألماني بيت المقدس والناصرة وبينت لحم، وجميع القلاع والطرق المؤدية إلى المدينة المقدسة، وكان من الغريب أن يدخل الملك المدينة بصحبة ستمائة فارس فقط!.

وتوّج فريدريك الثاني ملكًا في كنيسة القيامة دون مباركة البابا أو أحد آباء الكنيسة، وطردته الباباوية من الرحمة، ورفضت هذا الاتفاق، ووقعت بينهما سلسلة من الحروب حتى عام 1230م، حينما أرغم البابا على الاعتراف به وبتلك الهدنة حينما حلت الهزيمة بجيوش البابا.

وظلت مدينة بيت المقدس في قبضة الصليبيين حتى قام السلطان الصالح نجم الدين أيوب بن الكامل بتحريرها للمرة الثانية عام 642هـ/ 1244 إثر موقعة غزة الفاصلة بينه وبين الصليبيين.


الملك الكامل والإمبراطور الألماني فريدريك الثانيالملك الكامل والإمبراطور الألماني فريدريك الثاني
كلمات البحث
اقرأ أيضًا: