اكتشاف جديد لحفريات بمنخفض الفيوم عاشت في مصر قبل 30 مليون عام| صور

17-2-2025 | 08:27
اكتشاف جديد لحفريات بمنخفض الفيوم عاشت في مصر قبل  مليون عام| صور اكتشاف جديد لحفريات جامعة المنصورة
الدقهلية - منى باشا

أعلن دكتور شريف خاطر، رئيس جامعة المنصورة، في بيان اليوم الاثنين، عن اكتشاف فريق مركز جامعة المنصورة للحفريات الفقارية، بقيادة دكتور هشام سلام، جنسًا جديدًا من الثدييات المفترسة التي عاشت في مصر قبل 30 مليون عام، وإعادة تسمية جنس آخر كان قد اكتُشف منذ 120 عامًا، بعد نشر البحث في مجلة «الحفريات الفقارية الدولية» للباحثة شروق الأشقر المؤلف الرئيسي للبحث.

موضوعات مقترحة

أوضح دكتور هشام سلام أن الاكتشاف الجديد يُبرز الدور الحاسم للتغيرات المناخية في تشكيل النظم البيئية، حيث تم العثور على الحفرية خلال رحلة استكشافية لفريق “سلام لاب” في منخفض الفيوم عام 2020، وعُثر خلالها على جمجمة ثلاثية الأبعاد محفوظة بحالة استثنائية.

وأسفرت الدراسات التشريحية والمورفولوجية عن تحديد الجنس الجديد باسم “باستيتودون” (Bastetodon)، نسبةً إلى الإلهة المصرية باستيت، فيما تمت إعادة تسمية جنس آخر إلى “سخمتوبس” (Sekhmetops) بدلًا من “تيرودون” (Pterodon)، تيمنًا بالإلهة سخمت.

قالت دكتورة شروق الأشقر، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن “باستيتودون” كان مفترسًا من الطراز الرفيع، ويزن نحو 27 كيلوجرامًا، بحجم مقارب للضبع أو النمر الحديث، ويتميز بأسنانه الحادة وعضلات رأسه القوية التي تجعله قادرًا على افتراس مجموعة متنوعة من الحيوانات التي عاشت في تلك الفترة، مثل القردة وأسلاف فرس النهر والفيلة والوبر.

وأضافت أن أهمية هذا الاكتشاف تكمن في تقديمه دليلاً جديدًا على تطور الثدييات المفترسة في إفريقيا، وهو ما يعيد رسم الصورة التي نعرفها عن النظم البيئية القديمة، مشيرة إلى أن الدراسات السابقة كانت تعتقد أن هذه الحيوانات تطورت في أماكن أخرى قبل أن تهاجر إلى إفريقيا، لكن البحث الجديد يدعم فكرة أن القارة السمراء كانت موطنًا أصليًا لهذه الكائنات قبل انتشارها عالميًا.

تحليل تصنيفي جديد لجنس “تيرودون” وإعادة تسميته إلى “سخمتوبس”

أشارت الأشقر إلى أن الدراسة سلطت الضوء على الوضع التصنيفي لجنس “تيرودون”، حيث كان يُعتقد سابقًا أن هذا الجنس انتشر في أوروبا وإفريقيا، إلا أن التحليلات الجديدة أكدت أن موطنه الأصلي هو أوروبا فقط، لذلك قرر الفريق البحثي إعادة تسمية جنس آخر اكتُشف في غابات الفيوم بنفس الحقبة الزمنية، ليُطلق عليه اسم “سخمتوبس” تيمنًا بالإلهة الفرعونية سخمت، حيث تعني “أوبس” في اليونانية “وجه”.

وأوضحت أن هذا التغيير ليس مجرد إعادة تسمية، بل هو إعادة تصنيف علمي تعكس دقة الأبحاث الحديثة في تصحيح الأخطاء التاريخية في علم الأحافير، مما يساعد العلماء على فهم أعمق للعلاقات التطورية بين الكائنات المختلفة التي عاشت قبل ملايين السنين.

كشفت التحليلات المورفولوجية والإحصائية باستخدام تقنية التحليل الفيلوجيني أن “باستيتودون” و”سخمتوبس” ينتميان إلى عائلة الهاينيلورينات ضمن مجموعة الهينودونتات، التي كانت المفترسات المهيمنة في إفريقيا بعد انقراض الديناصورات. كما أكدت الدراسة أن هذه العائلة نشأت في القارة الأفرو-عربية، قبل أن تنتقل إلى آسيا، أوروبا، الهند، وأمريكا الشمالية عبر موجات هجرة متعددة.

هشام سلام: منخفض الفيوم كنز علمي 

وأوضح هشام سلام أن هذه الدراسة تسلط الضوء على أهمية الحفريات المصرية في فهم تطور الثدييات المفترسة، مؤكدًا أن منخفض الفيوم يُعد بمثابة “كنز علمي” يمكن من خلاله تتبع تاريخ الحياة على الأرض خلال حقب جيولوجية مختلفة.

وأضاف أن هذا الاكتشاف لم يكن ليتم لولا التعاون بين أعضاء الفريق البحثي، الذين بذلوا جهودًا كبيرة في تحليل العينات وإجراء الدراسات التصنيفية، مشيرًا إلى أن البحث لم يتوقف عند اكتشاف الأنواع الجديدة فقط، بل امتد لتفسير كيف أثرت العوامل البيئية والمناخية في تلك الفترة على تطور هذه الكائنات.

اكتشاف جديد لحفريات جامعة المنصورة

اكتشاف جديد لحفريات جامعة المنصورة

 

أكد دكتور هشام سلام أن هذا الاكتشاف يُعد خطوة مهمة في فهم تأثير التغيرات المناخية على تطور الأنظمة البيئية، حيث لعبت هذه التغيرات دورًا رئيسيًا في تشكيل البيئات التي لا تزال قائمة حتى اليوم.

اكتشاف جديد لحفريات جامعة المنصورة

فريق سلام لاب قضي الحجر الصحي أيام كورونا في الصحراء

أوضح أن فريق “سلام لاب” اختار قضاء فترة الحجر الصحي في الصحراء أثناء انتشار جائحة كورونا، مما أتاح لهم فرصة استكشاف الماضي السحيق بعيدًا عن أي ملوثات خارجية، والاستفادة من منخفض الفيوم الذي يُعد أرشيفًا طبيعيًا لفترة زمنية تمتد من 45 إلى 30 مليون سنة، وهو العصر الذي ربط بين الكائنات القديمة وأسلاف الثدييات الحديثة.

وأشار سلام إلى أن “رحلة البحث عن الحقيقة العلمية دائمًا ما تكون مليئة بالتحديات، لكن في كل مرة نكتشف فيها جزءًا جديدًا من ماضينا، نشعر بأننا نعيد كتابة التاريخ البيولوجي لكوكب الأرض”، مضيفًا أن هذا الاكتشاف يعزز الفهم العلمي لديناميكيات انقراض وظهور الأنواع الجديدة، وكيف تتفاعل الكائنات مع بيئاتها المتغيرة عبر الزمن.

جامعة المنصورة تواصل دعم البحث العلمي في مجال الحفريات الفقارية

ومن جانبه أشاد دكتور طارق غلوش، نائب رئيس جامعة المنصورة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، بالاكتشاف الجديد، مؤكدًا أن الجامعة تحرص على دعم منتسبيها في مجال البحث العلمي، إيمانًا بأهمية تعزيز قوى مصر الناعمة. وأوضح أن الجامعة تعمل على تطوير منظومة البحث العلمي، وتعزيز جودة الأبحاث ونشرها في المجلات العلمية الدولية، بما يساهم في ترسيخ مكانتها كمؤسسة رائدة عالميًا في التعليم والبحث.

اكتشاف جديد لحفريات جامعة المنصورة

مركز حفريات المنصورة.. ريادة علمية في الشرق الأوسط

يذكر أن مركز الحفريات الفقارية بجامعة المنصورة أول مركز متخصص في دراسة الحفريات الفقارية بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حيث يضم مجموعة فريدة من الحفريات التي تعود لعصور جيولوجية مختلفة، تشمل الديناصورات والحيتان القديمة والسلاحف والقوارض.

ويهتم المركز بدراسة التراث الطبيعي للحفريات الفقارية، مما يعزز مكانة جامعة المنصورة في المحافل العلمية الدولية، ويؤكد دورها في دعم البحث العلمي في مصر والمنطقة.

اكتشاف جديد لحفريات جامعة المنصورة

اكتشاف جديد لحفريات جامعة المنصورة

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة