شهد مؤتمر ميونخ للأمن لعام 2025 حضور مجموعة من القادة، والوزراء وصنّاع القرار من مختلف أنحاء العالم، حيث تمت مناقشة أبرز التحديات الأمنية والجيوسياسية في العالم، وتركزت النقاشات بشكل أساسي حول الأزمات العالمية الراهنة، وعلى رأسها الحرب الروسية الأوكرانية، لا سيما بعد تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئاسة ووعده بإنهاء تلك الحرب وإحلال السلام، وذلك وفقًا لما نشره موقع قناة "القاهرة الإخبارية".
موضوعات مقترحة
كشفت النقاشات والخطابات التي شهدتها قاعات وأروقة المؤتمر، التي ألقاها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، ونائب الرئيس الأمريكي الجديد جيه دي فانس، بشكل صارخ عن مدى التباين بين جانبي الأطلسي بشأن تقييماتهما للتهديدات المقبلة.
نهج جديد جريء
أعلنت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، عن خطة لتفعيل بند للهروب في قوانين الإنفاق الدفاعي داخل دول الاتحاد الأوروبي، ما يسمح للدول الأعضاء بزيادة ميزانياتها الدفاعية دون الوقوع في مخالفة لقواعد الاتحاد الأوروبي. هذا التوجه يأتي في وقت حرج، حيث يواجه الاتحاد الأوروبي تحديات أمنية كبيرة تتطلب استجابة أكبر وأكثر مرونة من الدول الأعضاء.
وقالت فون دير لاين إن الإجراء سيكون جزءًا من "نهج جديد جريء"، لأنه "عندما يتعلق الأمر بالأمن الأوروبي، يتعين على أوروبا أن تقوم بالمزيد".
تراجع عن القيم الأوروبية
في خطابه، لفت نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، إلى أن التهديد الأكبر الذي يواجه أوروبا ليس من روسيا أو الصين أو من الخارج، بل من داخل القارة العجوز. فهو يعبّر عن قلقه من تراجع القيم الديمقراطية الأوروبية، ما يهدد استقرارها الداخلي والشراكة العميقة مع الولايات المتحدة. هذا التحذير يأتي في وقت حساس حيث تتصاعد الانقسامات حول كيفية مواجهة التهديدات الجيوسياسية.
عضوية الناتو ليست بعيدة
أكد الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، أن أوكرانيا لا تزال على مسارها نحو الانضمام إلى الحلف، وأن النقاشات حول عضويتها ليست جزءًا من مفاوضات السلام مع روسيا. يأتي هذا في وقت تحاول فيه الدول الأوروبية التوصل إلى توافق بشأن كيفية معالجة الصراع المستمر في أوكرانيا في ضوء المخاوف من ردود الفعل الروسية.
وقال روته: "علينا أن نتخذ الأمر خطوة بخطوة، وأن نتأكد من أن الاتفاق يضمن عدم محاولة بوتين مرة أخرى".
قوات مسلحة أوروبية
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي خلال المؤتمر إلى بناء "القوات المسلحة لأوروبا"، مؤكدًا أن أوروبا يجب أن تتحمل المسؤولية الكاملة عن أمنها. هذه الدعوة جاءت في وقت حساس مع دعوات أمريكية متزايدة لأوروبا لتعزيز دفاعاتها وتقليل الاعتماد على الدعم العسكري الأمريكي.
وقال زيلينسكي في خطابه السبت: "يجب أن نبني القوات المسلحة لأوروبا حتى يعتمد مستقبل أوروبا فقط على الأوروبيين، وأن تُتخذ القرارات بشأن أوروبا في أوروبا".
القيادة الألمانية للقارة العجوز
في سياق متصل، تحدث فريدريش ميرز، مرشح الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني لمنصب المستشار، عن الحاجة إلى قيادة ألمانية أقوى داخل الاتحاد الأوروبي. هذا التصريح جاء في وقت تواجه فيه ألمانيا تحديات سياسية داخلية تؤثر على موقفها في أوروبا، خصوصًا بعد انهيار الائتلاف الحاكم برئاسة أولاف شولتس.
كابوس بوتين
فيما يتعلق بالعلاقات الاقتصادية الدولية، حذّر السيناتور الأمريكي ليندسي جراهام من أن الاتفاقية المحتملة بشأن المعادن النادرة بين الولايات المتحدة وأوكرانيا قد تمثل تهديدًا كبيرًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. هذه الصفقة يمكن أن تعزّز قدرات أوكرانيا الدفاعية في مواجهة روسيا، ما يجعلها محط اهتمام استراتيجي كبير بالنسبة للغرب.
لا مكان لأوروبا في مفاوضات أوكرانيا
في مقابلة مع كيث كيلوج، المبعوث الخاص للرئيس ترامب، أكد أنه من غير المرجح أن تكون أوروبا جزءًا من مفاوضات السلام بين أوكرانيا وروسيا. هذا التصريح يعكس التوترات بين القوى العالمية حول كيفية معالجة النزاع في أوكرانيا، مع غياب بعض الأطراف عن الطاولة رغم تأثيرات الحرب على الأمن الأوروبي.