تزهو محافظة مرسى مطروح بمدنها الجميلة ذات الإطلالات الرائعة على الساحل الشمالي، فبينما تمتد المياه الزرقاء الصافية عبر الأفق، تلامسها الوديان الخصيبة بمزروعاتها من التين والزيتون، ويحيط هذا كله المناخ الساحر للبحر المتوسط، وبين هذا كله تكتب الطبيعة تاريخها لتلك المنطقة البكر. تعد قرية المثاني البحرية من أميز هذه الوجهات الطبيعية في محافظة مرسى مطروح، فالقرية تابعة لمركز النجيلة والتي تقع غرب مدينة مرسى مطروح، وقد خصها الله تعالى بإطلالتها الساحرة على البحر المتوسط، وتنبت تربتها محاصيل التين والزيتون والقمح والشعير، حيث تقوم تلك الزراعات على الأمطار المتساقطة على الساحل الشمالي، ويدخر المزراعون مياه الأمطار عبر الأجباب أو الآبار لاستخدامها في سقي المزروعات، بعض هذه الآبار تعود لأزمنة قديمة كالعصر الروماني. لقد تحدث المؤرخ والجغرافي محمد رمزي في "القاموس الجغرافي للبلاد المصرية منذ عهد قدماء المصريين إلى سنة 1945م" عن مركز النجيلة الذي يضم قرية المثاني البحرية، فقال:"تٌعرف بزاوية النجيلة، وهي نجع واقغٌ على البحر المتوسط، غربي مرسى مطروح، وعلى بعد 78 كيلو مترًا منها، ولها طريق خاص، يخرج من الطريق الموصلة بين مرسى مطروح والسلوم، وهي مُبينة على الخريطة باسم (زاوية أو نجيلة)، ولها على البحر (مرسى أو نجيلة)". وسُميت النجيله بهذا الاسم؛ بسبب وجود عشب النجيله في النجيلة البحرية، وكانت تحل مكان المدينة أو القرية القديمة، وبعد إنشاء الطريق الدولي في الثلاثينيات، تم إنشاء بوابة النجيلة عليه في المكان الحالي، وتم إنشاء مطاحن للحبوب، إحداها لعائلة الرطب، فضلاً عن إنشاء محلات بجوار البوابة، إلى جانب نقطة شرطة، وانتقلت النجيلة إلى مكانها الحالي، وكانت من قبل تسمى الزاوية مكان ميناء جرجوب الآن. أما قرية المثانى، فقد جاء اسمها لوجود رقبة المثاني، والرقبة تعني الوادي الصغير غير العميق. إذن يصدق على هذه القرية وصف قدامى الجغرافيين المسلمين بأنها "قرية برية بحرية"ـ تجمع بين الخضرة والماء فجعلها الله وجهًا حسنًا لإقليمها، ولا يقف نشاط أهل المنطقة على الزراعة أو الحرف الصناعية المرتبطة بها، بل يتعداها إلى الرعي، حيث تنتشر المراعي الطبيعية في مسارحها، فيقوم الأهالي برعي الماشية والأغنام على مروجها الخصيبة. وبحسب إحصاءات سنة 2018م، فقد بلغ إجمالي السكان في المثاني قرابة 8,310 نسمة، منهم 4,338 رجل و 3,972 امرأة. وتضم منطقة المثاني العديد من الكهوف البحرية على ساحلها، التي يصل عددها إلى 12 كهفًا بحريًا، بعض هذه الكهوف موسمية الظهور، فلا يتم معاينته إلا صيفًا عندما تنحسر الأمواج شيئًا فشيئًا عن الساحل، في حين تغمر بالمياه شتاء، وهو ما يمثل فرصة مثالية لهواة اكتشاف تلك الكهوف البحرية الفريدة من نوعها. الأثري عبد الله إبراهيم موسى مدير منطقة مرسى مطروح للآثار الإسلامية والقبطية # # # # # # # # # # # # # #