الاهتمام بالثقافة والكتاب حبل إنقاذ.. معرض القاهرة الدولي للكتاب النافذة الأهم للجمهور المصري والعربي |حوارات

15-2-2025 | 16:27
الاهتمام بالثقافة والكتاب حبل إنقاذ معرض القاهرة الدولي للكتاب النافذة الأهم للجمهور المصري والعربي |حواراتجمهور معرض الكتاب (أرشيفية)
أجرت الحوارات - حسناء الجريسي
الأهرام العربي نقلاً عن

فى ظل ما يدور فى العالم العربى من احتراب، وخوض حروب، خارج التوقعات، يكون الاهتمام بالثقافة والكتاب حبل إنقاذ، لركاب سفينة توشك على الغرق، يظل الكتاب هو لب هذه الثقافة، والأمل الوحيد للخروج من النفق المظلم، الذى نقف على أعتابه، إن لم نكن توغلنا فيه، ولا نستطيع الترويج للثقافة والكتاب دونما إقامة معارض الكتب، ويظل معرض القاهرة الدولى للكتاب، النافذة الأهم التى يطل منها الجمهور المصرى والعربى على كل جديد فى العالم، فهو المعرض الأول عربيا، والثانى عالميا، بشهادة الجميع.

موضوعات مقترحة

وقد شارك عدد من الدول العربية والأجنبية بشكل فاعل فى هذه الدورة، التى تحمل رقم 56 بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، التى حققت نجاحا كبيرا، وعلى هامشها التقينا عددا من رؤساء اتحادات النشر ومدراء المعارض المختلفة، حيث شهد المعرض حضورا فاعلا للمشاركة الفلسطينية من خلال جناح السفارة الفلسطينية، وكذلك مشاركة اتحاد الناشريين السودانيين، وعدد من دور النشر السودانية، ومشاركة اتحاد الناشرين الليبيين.

عبدالله الشيخ رئيس اتحاد الناشرين السودانيين: الكتاب السودانى بخير


عبدالله الشيخ رئيس اتحاد الناشرين السودانيين

على هامش فاعليات المعرض التقينا بجناح السودان عبدالله الشيخ رئيس اتحاد الناشرين السودانيين، حيث شاهدنا عددا كبيرا من عناوين الكتب الجديدة، فضلا عن واجبات الضيافة التى كانت تقدم لجمهور المعرض، وبرغم ظروف الحرب التى يعيشها السودان فإن الكتاب لا يزال بخير وهناك غزارة فى إنتاج الكتب، مما يؤكد أن الثقافة هى القوة الناعمة التى تلعب دورا قويا فى لم شمل الشعوب.

كشف الشيخ من خلال الحوار الصعوبات والتحديات التى تواجه المشاركات السودانية فى المعارض الدولية، وصعوبة التأشيرات والإجراءات الأمنية، لكن فى الوقت ذاته يجد الكتاب السودانى رواجا وذلك لنشر المثقفين السودانيين فى عدد من دور النشر الدولية، وهناك العديد من عناوين الكتب الجديدة التى يشاركون بها هذا العام، برغم تحديات الحرب فإن المثقف السوداني، مازال صامدا بفكره وإبداعه وفنه.

< ماذا عن حجم مشاركتكم فى هذه الدورة؟

الحقيقة مشاركة السودان فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، قديمة منذ بدايات انطلاقه المعرض، وظل السودان يشارك فى المعرض بعدد كبير من الأجنحة، والمشاركات كانت فاعلة لعدد من دور النشر السودانية، وكذلك فى الأنشطة الثقافية المصاحبة للمعرض، الكثير من المثقفين السودانيين كتابا وشعراء وأدباء، يصرون على التواجد فى هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة، المشاركة هذا العام ضعيفة نتيجة لتطورات الأوضاع السياسية فى السودان.

فالمعرض دائما نعتبره واحدا من المواسم الثقافية، التى تجعلنا ننفتح على كثير من التجارب الإقليمية والعالمية فى مجال صناعة النشر، حيث نلتقى بأصحاب الخبرات من المفكرين والأدباء وأصحاب دور النشر العريقة فى الوطن العربى.

< ماذا عن تأثير الأحداث ومجريات الأمور على وضع الكتاب فى السودان؟

كثير من دور النشر السودانية فقدت حصيلتها من الكتب، وكذلك المراكز البحثية والجامعات السودانية، الهجمة فى الحرب استهدفت المراكز ودور النشر، وحصل تدمير لكثير من المؤسسات حتى دار الوثائق طالها الدمار والتخريب.

< هل هناك عناوين جديدة فى جناحكم بالمعرض؟

برغم ظروف الحرب والتكالب على السودان، لكن المفكر السودانى ظل يتفاعل مع قضايا السودان والقضايا العالمية، فى مختلف ظروف المعرفة، وظل ينتج بغزارة، الآن نجد حتى غير الجانب السوداني، دور نشر مختلفة كثيرة من دور النشر المصرية والأوروبية والإماراتية تنشر لكتاب من السودان، وهناك كتابات تناولت الأوضاع الحالية، وتفاعل المثقف السودانى مع قضاياه، المثقف السودانى لا ينفصل من اهتمامه، وظلت الكتابات غزيرة جدا فى مختلف دور المعرفة.

< هل هناك تعاون مع دور نشر مصرية؟

 أسجل شكرى من منبركم الإعلامى لرئيس اتحاد الناشرين العرب محمد رشاد، فهو واحد من المهتمين بمعالجة موضوع مشاركة السودانيين فى كل المعارض الدولية الموجودة، ظل اتحاد الناشرين العرب، يخاطب كل الدول لوجود الناشرين السودانيين فى المعارض، ودائما يكون حضورنا فاعلا، ولا ننكر فضل الأستاذ محمد رشاد، فله فضل كبير علينا.

< ماذا عن الحراك الثقافى فى السودان برغم ظروف الحرب؟

السودان يطبع ويؤلف ويقرأ الكتاب السوداني، أصبحت لدينا مشاركات فى دور نشر خارجية واتحاد الناشرين السودانيين، حصل على عضوية اتحاد الناشرين العالمي، فى فاعلية كبيرة جدا ونحن موجودون فى كل الساحات.

< ما الذى يقدمه الاتحاد للناشر السوداني؟

ما قبل الحرب سعينا لتحسين الطباعة، وهى واحدة من الأشياء التى كانت تؤرق الناشر السوداني، زيادة أسعار الكتب ومدخلات الطباعة انعكس على سعر الكتاب، تقليل الجمارك وكذلك من رسوم الإنتاج، والضرائب الباهظة على المشاركات فى المعارض، دخلت وسائل أخرى منها الوسائط والنشر الإلكترونى والكتابة عبر الوسائط، والكتاب المسموع، وأصبحت هناك وسائط أخرى غير الكتاب، أحد الناشرين اهتم بجانب التدريب والتأهيل، كذلك الترجمة والتعاون مع المرصد العربى فى الترجمة الموجود  فى المملكة العربية السعودية، وأصبح هناك تعاون للاتحاد بين المرصد والكثير من الجوانب المهتمة بالترجمة، وذلك فى سبيل انتشار الكتاب.

< ماذا عن مستقبل الحراك الثقافى؟

السودان ثرى فى تنوعه الثقافى، بيئات السودان فيها تنوع ثقافى، وهذا واحد من مصادر القوة عند السودانيين، وهذا التنوع الثقافى واحد من ممسكات الوحدة فى السودان، وواحد من الجوانب التى تفى بالجانب الثقافى فى السودان، ونأمل بتعاون كبير بين مصر والسودان فى الجانب الثقافي، من خلال تعاملاتى واجتماعاتى مع الشركة القومية للتوزيع، ومع اتحاد الناشرين المصريين تطرقت إلى التعاون الثقافى بين البلدين، ونرغب فى عمل مركز ثقافى مصرى فى السودان، ومراكز ثقافية فى كل المدن السودانية، ونناشد بتعاون أكبر فى الجانب الثقافى، لأن الكتاب والمثقف المصرى لهما وجود فى مجتمعنا.

فى معرض الخرطوم العام قبل الماضى الذى لم يقدر له أن يقام كان المفترض تقديم 5 شخصيات من جامعة القاهرة، ونصبو لزيادة مساحات التعاون ما بين الجانب السودانى والمصري.

حمزة الرباطى مدير معرض طرابلس للكتاب: المثقف الليبى يفتقر إلى الاستقرار السياسى


حمزة الرباطى مدير معرض طرابلس للكتاب

يشارك مكتب النائب العام الليبى، بجناح كبير فى معرض القاهرة الدولى للكتاب، وهذا الجناح استوقفنا كثيرا، فلماذا يشارك هذا المكتب ولم تشارك وزارة الثقافة هذه المرة، وخلال زيارتنا للجناح علمنا، أن مكتب النائب العام الجهة المنوط به تنظيم معرض طرابلس الدولى فى شمال ليبيا.

انطلقت الدورة الأولى فى أكتوبر الماضى، ويلعب هذا المكتب دورا فى الحراك الثقافى من خلال إنشاء المكتبات، والتبادل المعرفى للكتب فى الجامعات.

هذا الحوار أجريناه مع حمزة الرباطى، مدير معرض طرابلس الدولى للكتاب فإلى التفاصيل‪ .

قال: مشاركتنا فى معرض القاهرة هذا العام، الغرض منها ترويجى للنيابة العامة، كان لنا برنامج ثقافى حافل فى المعرض من خلال عدة ندوات برعاية مكتب النائب العام، حيث  شارك أكبر عدد من الناشرين فى المعرض.

أشار إلى الدورة الماضية لمعرض طرابلس الأول للكتاب، التى انطلقت فى الشمال، حيث  شارك فيه العديد من الدول العربية، وكانت مشاركة ناجحة من خلال دعم الكتاب ودعم المشتريات.

أوضح من خلال تجولنا فى معرض القاهرة، وجدنا رضا المشاركين، والمعرض حقق نجاحا كبيرا، ونتمنى وجود مشاركة من دور النشر الكبرى، لإثراء الثقافة وبرامج الدراسات فى الجامعات، خصوصا أن لدينا أكثر من 80 جامعة منها 37 تتبع الدولة، والبقية جامعات خاصة، مما زاد من الحاجة إلى الكتاب، وهو وسيلة أساسية لتحصيل المعرفة‪.

عن صمود الكتاب الليبى وسط التحديات التى يواجهها، وما يحدث فى ليبيا من حروب أدى إلى افتقاد الكتاب، وهذا كان له تأثير سلبى كبير على المستوى العلمى، لذلك جاءت فكرة إنشاء معرض طرابلس الأول للكتاب‪ .

أما عن مستوى النشر فى ليبيا فقال: أصبح قليلا، بعكس مجىء الناشر لليبيا، لنشر بضاعته مع افتقاد المكتبات العامة، وهى فقيرة إلى حد ما المكتبات الجامعية، تعانى من العبث بها، فهذا يثرى حاجة الليبيين للكتاب ويزيد منها‪.

عن حال المثقفين فى ليبيا قال: إذا كنا نعتمد على كتاب وأستاذ الكتاب هو عماد أى برنامج تعليمى، الكتاب حاجة أساسية، وأى جهة لابد أن توظف الكتاب،‪ للأسف المثقف يفتقر  للاستقرار السياسى، تعتبر ليبيا دولة ناشئة بعد ظروف الحرب والإرهاب، لكن  لديها كتاب وشعراء ومسرحيون ومفكرون‪.

وقال:  أتمنى أن يكون هناك مستقبل أفضل، وأن يكون هناك دور فى توعية الناس، فترة الانقسام السياسى والحروب والأمراض بكل أسف لعبت دورا فى  تجميد المثقف أو الباحث‪.

يرى أن معرض القاهرة هو ملتقى كل العرب، تزود نفسك بكل ما هو جديد تلمس فى روحك حب الثقافة وهو متعة لا تضاهى‪.

عن الجديد عندهم قال: قمنا بدعم جميع الجامعات لإهداء مكتبات الجامعات، الكتب تسهم بعمل مكتبة مركزية، تدعم الثقافة وتوفر الكتاب للطلاب والباحثين،‪ وهناك برنامج دعم الطلاب من خلال تخصيص كوبونات لهم ومساعدتهم فى اقتناء الكتاب وإقامة ندوات حوارية وتوعية وثقافية داخل المعرض، وحرصنا هذا العام على زيادة الندوات، وتوعية المناطق بمجال المشاركة فى معرضنا بشكل كبير‪.

عن مشاركة مكتب النائب العام ودوره فى دعم الثقافة قال: فكرة مكتب النائب هذا ناتجة عن الدور الوقائى الذى تلعبه النيابة العامة للحد من الجرائم، مركز البحوث الجنائية والتدريب وهو يعنى بالبحث العلمى وإجراء الدراسات والتدريب، ومن ضمن أهدافه إنشاء علاقات مع الجامعات، والإشراف على المعارض والمحافل الثقافية، نشر المعرفة وربط العلاقات مع المؤسسات العلمية مع الدولة من خلال أهداف المركز‪ .

عن حجم الاستفادة من المشاركة فى المعارض الدولية قال: استفدت من معارض الكتب، وأنشأنا عددا من المكتبات فى البحوث الجنائية، مكتبة تحوى 25 ألف عنوان ونسعى لإنشاء المكتبة المركزية، وهى فى طور تنفيذ حاجة السوق المحلى للكتاب‪.

ناجى الناجى المستشار الثقافى بسفارة فلسطين: نحرص على المشاركة فى معرض القاهرة الدولى للكتاب


ناجى الناجى المستشار الثقافى بسفارة فلسطين

كان العلم الفلسطينى والكوفية، يرفرفان فى جناح السفارة الفلسطينية بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، الذى شهد إقبالا كبيرا، البعض كان يشاهد صور الشهداء بعيون حزينة، بينما يلتقط آخرون الصور مع العلم الفلسطيني، ويبحثون عن عناوين الكتب الجديدة للتعرف على النتاج الأدبى أثناء هذه الحرب الشرسة، التى تعرض لها قطاع غزة على مدار ما يقرب من عام ونصف العام، وكان لنا هذا اللقاء مع ناجى الناجى، المستشار الثقافى بسفارة فلسطين بالقاهرة.

< هل تأثرت مشاركتكم في المعرض بتطورات الأحداث فى فلسطين جراء العدوان الإسرائيلي؟

دائما لم تغب فلسطين يوما ما عن معرض القاهرة الدولى للكتاب، نحن نعتبر المعرض، واحدا من أهم المحافل الثقافية الموجودة فى المنطقة برمتها، بالإضافة إلى خصوصية الحالة وحالة الإقبال الكبير هذا العام لخصوصية الوضع، كانت الرسالة الأهم بالنسبة لنا إعلاء صوت شهداء القطاع الثقافى اليوم، نصدر كل رسائلهم التى يرسلون منها، منهم  شعراء كانوا يقفون مكانى فى معرض القاهرة السابق، اليوم نحاول توصيل صوت سليم النفار وكل شهدائنا فى طريق إبراز أصواتهم، بالإضافة إلى الإضافات الفكرية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والمتعلقة بكل جوانب الصراع بين القدس واللاجئين والعودة والدولة الفلسطينية، وكل هذه التفاصيل تحمل مواقفنا الفلسطينية، عبر الإبداع بكل مفردات الثقافة، بالإضافة إلى برنامج كامل من الفاعليات.

وماذا عن وضع المثقف الفلسطينى فى خضم الأحداث؟

لدينا يقين فلسطينى بأن الثقافة هى المتراس الأول فى الدفاع عن القضية الفلسطينية، وتوارثها عبر الأجيال، وهنا يقين بأن المثقف الفلسطيني، هو جندى فى المعركة، لأن المعركة  ليست ميدانا بل هى معركة حقيقية، من أجل الفكرة لذلك هذا اليقين عند المثقف الفلسطيني، يجعله مؤمن بأن له دورا لا يقل عن أى دور أو قطاع من  القطاعات المتعلقة بسردية الرواية.

< وكيف تنظر إلى الأعمال الإبداعية التى أفرزتها هذه الحرب الشرسة؟

هناك ثلاث نقاط رئيسية فى هذا الإطار، الأولى هى الحفاظ على الذاكرة الوطنية الفلسطينية، باجترار ما كان من ذاكرة فلسطينية، الدور الثانى هو دور توثيق ما يحدث الآن، وهناك تشويق لما يحدث للشعب الفلسطيني، لأكثر من خمسين ألف شهيد، هناك مرحلة لاقتباس دور الضحية، من قبل هذا الاحتلال لذلك مرحلة التوثيق هامه، وأعتقد أن كتاب فلسطين فى هذا التاريخ المفصلى كتبوا ما يتعرضون له باستفاضة وطرق إبداعية غير نمطية، وفى الحقيقة هو ليس مدونا إنما يحول هذا الألم إلى إبداع من أجل أن يغوص فى إبداعه، المحور الثانى هو رؤية الاستشراف دور المثقف أن يكون زرقاء يمامة، وأن يكون قارئا للمشهد، لما هو قائم وأن يبدأ بإعداد خطة حقيقية للحفاظ على ذاكرته الوطنية ومصداقية روايته، وأعتقد أن التحول الذى حدث فى السنوات الأخيرة فى المزاج العام كان سببه التضحيات والدماء التى أريقت، وبسبب الدور المهم الذى قام به كل مثقف.

< صمود الكتاب الفلسطينى وسط كل هذه التحديات كيف تصفه؟

كل كتاب مزق بسبب هذا القصف تحت الركام، صدر بدلا عنه مئات الطبعات، كل صوت حاولوا تكميمه حتى باستشهاده واغتياله، نحن نعلى الأصوات طوال الوقت، ولابد من الإشارة بأن الفكرة لا تباد، وربما الأجساد تباد والفكرة لا يمكن القضاء عليها بشكل أو بآخر، ونحن فكرتنا رئيسية، وهذا الشعب هو صاحب هذه الأرض، وهو الذى يثور على روايته وسرديته.

وعن جهود وزارة الثقافة الفلسطينية، قال: الوزارة تقوم بدور شديد الإيجابية فى كل المنظمات الدولية، من أجل توثيق التراث المادى واللامادى الفلسطيني، وأيضا لها دور كبير فى إعلاء الصوت الفلسطيني، وما يتعرض له القطاع الثقافى، ولها دور فى توثيق كتابات الكتاب الفلسطينيين، وبالتالى تقوم بدور مهم للغاية فى حمل الرسالة الثقافية والفكرية والفلسطينية، والذهاب بها إلى مشارق البلاد ومغاربها.

< وإلى أى مدى تضرر  التراث والآثار جراء هذا القصف؟

نتحدث عن 42 ٪ من البنى التحتية فى كل قطاع غزة، تهديد دائم من المقدسات والمساجد والكنائس فى فلسطين، نتحدث عن  الانتهاكات بحق التراث فى كل الضفة الغربية، وربما تكون هذه رسالة مهمة، لأن الدبلوماسية الثقافية والفلسطينية تقوم بدور كبير فى إيصال هذه الأصوات اليوم، الكرة فى ملعب العالم الذى يتحدث دائما عن الثقافة، باعتبارها جزءا إنسانيا ومعرفيا ومن غير المقبول أن يزج به فى أى معادلة ميدانية، فهل من المقبول أن يقتل الفلسطينى علنا ويزال تاريخه وتراثه؟

 عندما نرى تمثالا فى أى بلد مهما بلغت قيمته يقلب العالم، ولا نتحدث عن نماذج بعينها، لكن هناك بعض النماذج التى انتفض العالم من أجلها، ما بالك تتحدثين عن أقدم أرض، وعن واحدة من أقدم الكنائس فى قطاع غزة التى أبيدت، المسجد الأقصى الذى له قدسية خاصة عند المسلمين، كل مكتبات الثقافة والمكتبات العامة، واليوم اختبار أمام العالم وضميره ليس فقط، أمامنا هذا الاختبار للإنسانية ومصداقية هؤلاء البشر.

ناصر محمد اليماحى المدير التنفيذى لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام: حرصنا على الوجود فى عرس مصر الثقافى


ناصر محمد اليماحى المدير التنفيذى لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام

على مدار أيام معرض القاهرة الدولى للكتاب، شاركت هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، ببرنامج حافل، شهد حضورا واسعا من جمهور المعرض، وهذه المشاركة تعد الأولى من نوعها، وعلى هامش هذه المشاركة، قام المدير التنفيذى للهيئة ناصر محمد اليماحي، بتوقيع عدد كبير من مذكرات التفاهم، مع بعض الجهات الرسمية المختلفة، منها الهيئة الوطنية للإعلام، كما قدم جناح هيئة الفجيرة عددا من الفاعليات المتنوعة من موسيقى وفن وندوات وورش رسم وتفاعل مباشر مع طلاب الجامعة.

وعلى هامش فاعليات المعرض، كان لنا معه هذا الحوار للتعرف على إستراتيجية الدعم الثقافى التى تنتهجها إمارة الفجيرة.

< حققت مشاركتكم  فى معرض القاهرة الدولى للكتاب حضورا جماهيريا فاعلا، وهى سابقة تعد الأولى من نوعها؟

 نحن سعداء بالوجود فى هذه التظاهرة الثقافية العالمية، معرض القاهرة الدولى للكتاب غنى عن التعريف، وهو ثانى معرض عالمى بعد معرض فرانكفورت وكل عام، نراه يتطور عن العام السابق، هذه المرة قررنا نشارك فى فاعلياته، حكومة الفجيرة ممثلة فى جميع المؤسسات  الثقافية والإعلامية، وذلك لإطلاع المجتمع المصرى وغير المصرى الموجود فى القاهرة على المقومات الثقافية لإمارة الفجيرة، والفنية والأدبية، وأصبحت فى العشر سنوات الأخيرة تأخذ كثيرا من أنشطة وفاعليات المؤسسات الموجودة، وفق إستراتيجية واضحة لحكومة الفجيرة، بقيادة الشيخ حمد بن عبد الله الشرقى، عضو المجلس الحاكم للفجيرة، ومتابعة مباشرة من الشيخ محمد بن حمد الشرقي، وهما يحرصان علي  الجوانب الثقافية والفنية، وتكاملها مع دولة الإمارات الثقافية والأدبية، وهناك العديد من الفاعليات الدولية التى تشارك فيها دولة الإمارات، ومؤسساتنا الثقافية.

< قدمتم ندوات فكرية ولاحظت إقبالا حاشدا من الجمهور على الفن الإماراتي؟

 شاركنا على مدار أيام المعرض ببرنامج حافل بالعديد من الفاعليات الثقافية والفنية، ورش الرسم، الموسيقي، الأدب والفكر وتقديم المعلومات لزائرى جناح هيئة الفجيرة، قدمنا جلسات شعرية وجلسات عن تاريخ إمارة الفجيرة، وهناك مقطوعات موسيقية، وأيضا الكتب تعتبر العامل الأساسى فى هذا المعرض حرصنا على التواجد بقوة فى هذه التظاهرة الثقافية الكبيرة الحاشدة بالجماهير الغفيرة.

منذ توليك هيئة الفجيرة للثقافة والإعلام، شهدت حراكا فاعلا على جميع الأصعدة الثقافية والإعلامية والرياضية أيضا، فماذا عن هذه التوليفة ومدى النجاح الذى حققته؟

هناك إستراتيجية واضحة لإمارة الفجيرة منذ سنوات، وطبعا نحن جئنا لاستكمالها، المقومات  الثقافية موجودة وهناك توجه رئيسى لتكون الثقافة ذات مردود اقتصادي، عندنا السياحة فى الفجيرة زاخرة بالعديد من المواقع التراثية والتاريخية، والثقافة هى مكملة للتراث، لذلك تحرص إمارة الفجيرة من خلال إستراتيجيتها أن يكون للثقافة مردود رئيسى سياحى فى الفجيرة، من خلال تنظيم الفاعليات والمؤتمرات، ونحن لدينا العديد من المؤتمرات التى تتعلق بالشعر والفلسفة، والمونودراما وكلها فاعليات ثانوية عالمية والعام الماضى كان عندنا لأول مرة معرض متخصص لكتاب الطفل، والتوجيهات الرئيسية هى أن نعتنى بالطفل، بحيث يكون عندنا معرض لكتاب الطفل، ونحن فى الهيئة ندعو المؤسسات الثقافية الموجودة للسير على هذه الإستراتيجية، ومتابعتها وأن نحسن منها كل 5 سنوات، وهذا يرجع لتوجيهات القيادة الحاكمة فى إمارة الفجيرة .

< خلال مشاركتكم فى العديد من الفاعليات الدولية، لم أسمع عن معرض الفجيرة الدولى للكتاب، فلماذا؟

نحن خصصنا معرض الفجيرة العام الماضي، لكتاب الطفل، كما ذكرت سابقا، وكانت الدورة الأولى لهذا المعرض فقط، وكان فيها مشاركات واسعة، وهناك ورش وتفاعلات خاصة بالطفل، وإن شاء الله سيكون هناك انتشار أوسع فى الوطن العربي.

< وماذا عن إستراتيجية الدعم الثقافي؟

الإستراتيجية تهتم بدعم المبدعين والأدباء والكتاب، نحن نطبع الكثير من الكتب وهى تتعلق بتاريخ الإمارة والموروث الثقافى والعادات والتقاليد، عندنا مسابقة الشيخ راشد للإبداع، وهى مسابقة خاصة بالقصص والروايات، وما يتعلق بالكتاب والأدباء، وعندنا مسابقة للتصوير الضوئي، فهى مسابقة عالمية تعقد فى شهر أكتوبر إن شاء الله، وفيها أكثر من جانب من جوانب التصوير الضوئي، وبجانبها عدة مسابقات على مستوى الفلسفة بكتاب وأدباء الفسلفة، ونروج لهذه الفاعليات والمسابقات ونتوقع العديد من المشاركات العالمية.

< هل شاركتم فى العديد من مؤتمرات الإعلام العربية، وحصلتم على جوائز؟

 نشارك كل عام فى مسابقة الإذاعة والتليفزيون واتحاد الإذاعات، والحمد لله فزنا بالعديد من الجوائز، منها جائزة لإذاعة القرآن الكريم وجائزتان لإذاعة الفجيرة، نطمح فى الفترة المقبلة للحصول على مزيد من الجوائز، وعندنا العديد من المسابقات التى نشارك فيها فى قطاع التليفزيون، نحن نملك إذاعة الفجيرة وتليفزيون الفجيرة، وإذاعة زايد، وحاليا هناك تطوير لهذا القطاع الإعلامى بشكل كبير من خلال التقنيات والبرامج والمذيعين، وأن يكون التليفزيون والإذاعة محطتين رئيسيتين، من محطات الترويج لإمارة الفجيرة ودولة الإمارات، وهى تكامل للقطاعات الإعلامية فى دولة الإمارات.

< تزخر إمارة الفجيرة بالعديد من الحرف التقليدية والأماكن التراثية، فما جهود الهيئة فى الحفاظ على هذه الموروثات؟

عندنا دائرة السياحة والآثار وهى معنية  بالآثار ومقومات المواقع الآثارية، وهى تكاملية مع هيئة الفجيرة، لأن الهيئة مهتمة بالموروث الثقافى غير المادى الفكر والأدب والعادات والتقاليد من خلال إبرازها  كمحتوى سواء كان بقنواتنا الإذاعية والتليفزيونية أم محتوى فى المطبوعات والإصدرات، أو فى المواقع التراثية وبالتالى نحن حريصون على أن نبرز هذه العادات لتأصيلها، والكل يعلم أننا إمارة تحافظ على تاريخها وعاداتها وتقاليدها، ونحن نقوم بتوعية الأجيال الحالية، ونقلها للأجيال القادمة لأنها بحاجة أن تعرف تاريخها وموروثاتها، والكل يعرف أن الإمارات دولة ديناميكية، ونحن نحرص على أن نعرف الأجيال بموروثاتنا الثقافية والفكرية  للأجيال الجديدة، والحياة البسيطة التى عاشها أجدادنا، وحريصون على توعية الأجيال بدولة الإمارات، وكيف كانت وكيف أصبحت، بحيث تتمسك الأجيال الجديدة بعاداتها وتقاليدها وموروثاتها .

< فى الشارقة نجد «معهد الشارقة للتراث» ألم يكن لديكم فى الفجيرة مثل هذا المعهد  وهو الجهة المنوط بها الاهتمام بالمواقع التراثية؟

الفكرة جيدة وسنفكر فيها، ويمكن أن يكون عندنا خلال السنوات المقبلة بإذن الله،  لكن حتى الآن دائرة السياحة تقوم بهذا الدور للمحافظة على تاريخ المواقع الآثرية، وعندنا أقدم مسجد فى الإمارات وقلعة الفجيرة، تعد من أقدم القلاع، حيث تعدى عمرها الخمسة آلاف سنة، هناك خطة للمحافظة على التراث، وخطة للتنسيق مع اليونسكو بتسجيل وتدوين الكثير من العادات والتقاليد الموجودة على قائمة تراث اليونسكو.

< ما العناصر التى تم تسجيلها على قائمة اليونسكو للتراث؟

سجلنا الكثير من التحف والآثار، وسجلنا أنواعا قديمة من السيوف والعملات، وحاليا فى التراث غير المادى نسعى لتسجيل بعض الأكلات الشعبية القديمة، التى تتميز بها دولة الإمارات.

< ما الذى استفدته من المشاركة فى المؤتمرات وتم تفعيله فى هيئة الفجيرة؟

التأثير دائما يأخذ وقتا طويلا، ودائما تبنى عليه مشاركات أخرى، وتبنى عليه تطوير فى المنظومة، الجميع يرى أن إمارة الفجيرة تسير فى اتجاه الجوانب الفنية والثقافية، من خلال هذه المؤسسات ومن خلال مشاركتنا وتعريف العالم بمقومات إمارة الفجيرة الثقافية الفكرية، نعرف المجتمع الخارجى .

والاستفادة كهيئة الفجيرة  للثقافة والإعلام، دائما نسأل عن ردود فعل الزوار الإيجابية التى تشجعنا على الاهتمام أكثر بالجوانب الثقافية سواء المطبوعات أو الترويج لها.

نحن حريصون على الوجود والتطوير وفى السنوات المقبلة نجد مردودا إيجابيا على تطوير المنظومة نفسها، ومن خلال مشاركتنا السابقة،  وجدنا أننا فى حاجة إلى أكاديمية الفنون  وبيت الفلسفة ودور نشر، وفى حاجة لأكاديمية تظهر قريبا بالموسيقى الغربية، كل هذه المشاركات، جعلتنا نفكر فى الخروج بمؤسسات جديدة، ننفرد بها كل هذا يكون مكونا رئيسيا وليس مجرد وحدة عادية متكاملة، تسير وفق إستراتيجيات حكومة الفجيرة.

< هل تم توقيع بروتوكولات تعاون؟

 تم توقيع اتفاقيتين مع وزارة الثقافة، وتجديد الاتفاقية الخاصة بالإعلام، ونطمح أن هذه الاتفاقيات، يكون فيها تبادل خبرات ومعارف ومشاركات وتنظيم للكثير من الورش المختلفة.

كما نطمح أن تكون الاتفاقية، لتبادل المعارض والخبرات والمعرفة، وتبادل الكثير من الورش والمسابقات،وسيكون هناك تبادل بين مؤسسات هيئة الفجيرة يمثلون الكثير من الشخصيات الخارجية سواء فى الثقافة والأدب، يمثلون فى إمارة الفجيرة هذه الفاعليات.

< هناك تقليد تقوم به العديد من الدول العربية وهو فكرة الأسابيع الثقافية فأين أنتم من خريطة هذه الفاعلية الدولية  الكبيرة؟

أعتقد أنها مقترح جيد، وسنفكر فيه لاحقا وتكون بين عواصم الدول، ونحن بحاجة إلى هذه الفاعليات الدولية التى تربط بين منطقتين عربيتين بينهما تكامل ثقافى وأدبى بين هذه المدن.

< ماذا عن سوق النشر فى الفجيرة فى ظل التحديات التى يواجهها هذا القطاع؟

سوق النشر واجه تحديات ليس فقط فى العالم العربى بل فى العالم الأوروبى أيضا، لكن إصرار المؤسسات الثقافية ودور النشر على الوجود بقوة، فنحن ندعم هذه المؤسسات بالمعارض المجانية ودعمها بالوجود الجيد وندعمها بالترويج القوى لحضور الكثير من الناس، لأن دور النشر إذا ما سعينا لتنظيم الفاعليات المناسبة يصعب على الناشر أن يبيع ويروج لكتابه.

 نحاول أن نروج لبعض الكتب من خلال الإذاعة والتليفزيون وطبعا أى برنامج عبارة عن محتوى نأخذ هذا المحتوى ونعكسه فى الإذاعة والتليفزيون ونصيغه برسالة مختلفة، يعمل الكتاب فى طباعة الكتب، وبالتالى دعم الكتاب والباحثين وإقامة المعارض بين الحين والآخر.

< لاحظنا ازدهارا فى المنظومة الرياضية فماذا عنها؟

 الحمد لله عندنا منظومة جيدة ونشاط رياضى كبير، عندنا نادى الفجيرة للتايكوندو، وهذا النادى العالمى دائما، ويشارك فى البطولات العالمية، وعندنا نادى الإمارات ونادى العروبة  ونادى التنس تقدم أطفالا عالميين، والحمد لله مشاركتنا جيدة فى مجال الرياضة.

< ما الجديد الفترة المقبلة؟

نستمر فى مشاركتنا الخارجية، بالنسبة لدور النشر والمعارض الدولية، ونشارك هذا العام فى أكثر من أربعة معارض خارجية، للترويج للجانب الثقافى والأدبى فى أكاديمية الفجيرة.

< ماذا عن أكاديمية الفجيرة للفنون؟

 الأكاديمية  متخصصة فى الفنون والحمد لله بتوجيهات من سمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي، متابعة هذه الأكاديمية انطلقت بشكل كبير فى هذا التخصص، عندنا أكثر من طالب وطالبة يشاركون فى الفاعليات الدولية، فهناك اهتمام كبير ورغبة كبيرة من الآباء والأبناء للدخول فى هذه الأكاديمية، والاستفادة من الأشياء الموجودة  فيها وتنمية المواهب والقدرات، وأكاديمية الفجيرة تنمى هذه القدرات.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: