يحث الدين الإسلامي الحنيف على الحب والمودة في كل وقت وحين، وليس في يوم بعينه، بل حث على إظهار العاطفة والحب في كل وقت، كما قال عليه الصلاة والسلام: "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه"، وقال رسول الله صل الله عليه :"والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا أَوَلاَ أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ، أفشوا السلام بينكم".
موضوعات مقترحة
بل إن طاقة الحب تمتد عند المسلم لتشمل حتى الجمادات، فهذا جبل أحد يقول عنه عليه الصلاة والسلام : "هذا أُحد جبل يحبنا ونحبه".
ثم إن الحب في الإسلام أعم وأشمل وأسمى من قصره على صورة واحدة وهي الحب بين الرجل والمرأة، بل هناك مجالات أشمل وأرحب وأسمى؟، فهناك حب الله تعالى وحب رسوله ، عليه الصلاة والسلام ـ وصحابته وحب أهل الخير والصلاح وحب الدين ونصرته، وحب الشهادة في سبيل الله وهناك محاب كثيرة؛ فمن الخطأ والخطر إذن قصر هذا المعنى الواسع على هذا النوع من الحب.
ويحتفل العالم كل عام بعيد الحب يوم 14 فبراير، ومع العلم أن كل أيام العام حب في طاعة الله ورسوله، وحب الابن لوالديه، والزوج لزوجته، وحب الخير للغير، ولكن من أعظم وأورع قصص الحب في الاسلام، وبل في تاريخ العالم كله، قصة حب زينب بنت رسول الله ﷺ وزوجها وحبيبها أبو العاص التي تحمل في طياتها أعظم وأسمى المعاني، وما الذي حدث عندما تواجه أبيها وزوجها في الحرب؟، ولماذا بكى النبي ﷺ بشدة في موقف معين؟، فالتفاصيل في هذه القصة عظيمة للغاية.
التاريخ الاسلامي مليء بالقصص العظيمة في شتى المجالات، في الحرب مثلًا ستجد عشرات من القصص في التضحية والفروسية، وفي السياسة ستجد العشرات من القصص في الحكمة والقيادة، وكذلك الامر في الحب ستجد عشرات القصص في الاسلام عن الحب فحتى في العشق والحب المسلمون يعلموك أصوله!.
قبل البعثة ببضع سنين لم تكن زينب ـ رضي الله عنها ـ، جاوزت العاشرة من عمرها حين رنتْ إليها عيون الهاشميِّين، وتنافست بيوتات مكة على الظفر بها عروسًا لمن يختاره أبواها من كرام الفتية القرشيِّين وتقدم لها العشرات والعشرات من كرام القوم لكن دائمًا ماكانت ترفضهم رغم صغر سنها.
تقدم لها أبو العاص بن الربيع ـ رضي الله عنه ـ وهو ابن خالتها هالة بنت خويلد، وهو من أشراف مكة، فجاء إليها النبيﷺ، وقال لها أبن خالتك تقدم إليك فأحمر وجهها وتبسمت، ثم وافقت عليه وسط غبط من شباب قريش؛ لأنه ظفر بأجمل النساء خُلقًا وخلقه، وكان ذلك قبل مهبط الوحي على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
من هنا كانت بداية هذه القصة، فعاشت زينب مع أبي العاص وكان زواجهم أكثر من مثالي وحبهم ببعض كان عجيب وغريب وتضرب به الأمثال في مكة، فزينب ـرضي الله عنها وأرضاهاـ كانت سند ومعين له أكثر من كونها زوجة، وكذلك الحال بالنسبة لأبي العاص، واستمرت علاقتهم سنوات، أنجبوا خلاها طفلين.
أما الابن الأكبر اسمه عليًا والثانيه أُمامة، وكان أبو العاص يشتغل بالتجارة وزينب كانت تكره هذا العمل؛ لأنه يُبعد زوجها عنها بالشهور وكانت لا تطيق بعدهُ عنها، وفي مرة من المرات خرج أبو العاص إلى الشام للتجاره، لكن في نفس الوقت كان هناك أمرًًا عظيمًا يحدث في مكة.
كان هذا الأمر العظيم هو نزول الوحي على رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبدأ الدعوة الاسلامية، وكان من أوائل الناس الذين أسلموا هي زينب ابنة محمد رسول الله، فأسلمت وآمنت بأبيها، وكل ذلك حدث وزوجها في التجارة لا يعلم أي شيء عن مايحدث في مكة، وبعد أشهر رجع لمكة وكانت المفاجأة.
دخل أبو العاص على زينب فأستقبلته وأجلسته ثم بدأت بالحديث، وقالت له عندي لك خبرٌ عظيم، ففزع أبو العاص، وقال لها ماذا؟ فقالت له ﻟﻘﺪ ﺑٌﻌﺚ ﺃﺑﻲ ﻧﺒﻴﺎً ﻭ ﺃﻧﺎ ﺃﺳﻠﻤﺖ، ﻓﻘﺎﻝ: ﻫﻼ ﺃﺧﺒﺮﺗﻨﻲ ﺃﻭلاً؟، وهنا كانت بداية ظهور مشكله ﺗﻄﻞ ﻓﻲ ﺍﻷﻓﻖ بينهما.
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻪ: ﻣﺎ ﻛﻨﺖ ﻷُﻛﺬِّﺏ ﺃﺑﻲ ﻭﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻲ ﻛﺬﺍﺑﺎً، ﺇﻧّﻪ ﺍﻟﺼﺎﺩﻕ الأﻣﻴﻦ، ﻭﻟﺴﺖ ﻭﺣﺪﻱ ﻟﻘﺪ ﺃﺳﻠﻤﺖ ﺃﻣﻲ ﻭﺃﺳﻠﻢ ﺇﺧﻮﺗﻲ، ﻭﺃﺳﻠﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﻲ (علي بن أبي طالب)، ﻭﺃﺳﻠﻢ ﺍﺑﻦ ﻋﻤﺘﻚ عثمان، وصديقك أبو بكر، فقال: أما أنا لا أحب الناس أن يقولوا كفر بدين أبائه إرضاءً لزوجته، ثم قال لها فهلا عذرت وقدرت؟، فقالت ومن يعذر إن لم أعذر أنا، ولكن أنا زوجتك أُعينك على الحق حتى تقدر عليه.
ووفت السيدة زينب الكبرى بكلمتها لمدة 20 سنة، فعاشت زينب برفقه زوجها 20 عامًا، وهو مشرك وهي مسلمة، وذلك قبل أن يُحرم الله الزواج من المشركين، واستمرت معه تصونه وتحافظ عليه وتحاول أن يُسلم لكن دون جدوى، الجدير بالذكر أن عتبة وعتيبة أبناء ابي لهب طلقا بنات الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ رقية وأم كلثوم بعد بعثه النبي ﷺ ..
لكن أبو العاص رفض تطليق زينب على الرغم من أن سادة قريش عرضوا عليه الأموال واختيار خمسة من نساء قريش يختارهم بنفسه بمقابل تطليق زينب ورفضها كلها، ولم يسمح لأحد ان يمس زوجته بسوء، فحبه لزينب كان أكبر من كل أموال قريش وعروضهم، حتى جاء اليوم الموعود يوم معركة بدر الكبرى!.
خرج رسول الله مع المسلمين لملاقاة قريش وخرج أبو العاص مع جيش المشركين، وهنا حدث الموقف الذي كانت ترتعب منه زينب، زوجها في ملاقاة أبيها .. روحها ونبيها وأبيها يقاتل زوجها وحب حياتها، موقف عظيم وليالي صعبة عاشتها زينب حتى جاءها الخبر من معركة بدر والخبر الذي انتظرته بفارغ الصبر..
كانت زينب تدعي وتبكي ﻭﺗﻘﻮﻝ: ﺍﻟﻠﻬﻢ ﺇﻧّﻲ ﺃﺧﺸﻰ ﻣﻦ ﻳﻮﻡ ﺗﺸﺮﻕ ﺷﻤﺴﻪ ﻓﻴﻴﺘﻢ ﻭﻟﺪﻱ ﺃﻭ ﺃﻓﻘﺪ ﺃﺑﻲ، ﻭﺗﻨﺘﻬﻲ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻓﻴُﺆْﺳَﺮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ اﺑﻦ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ، ﻭﺗﺬﻫﺐ ﺃﺧﺒﺎﺭه ﻟﻤﻜﺔ، فخرجت زينب تسأل عن خبر زوجها..
ﻓﺘﺴﺄﻝ ﺯﻳﻨﺐ: ماذا فعل أبي؟
ﻓﻘﻴﻞ ﻟﻬﺎ : انتصر المسلمون
ﻓﺘﺴﺠﺪ ﺷﻜﺮﺍً ﻟﻠﻪ.
ﺛﻢ ﺳﺄﻟﺖ : ﻭماذا فعل زوجي؟
ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ : أسره حموه
ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺃﺭﺳﻞ في فداء زوجي
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻟﺪﻳﻬﺎ شيء ثمين ﺗﻔﺘﺪﻱ ﺑﻪ ﺯﻭﺟﻬﺎ سوى شيء واحد فقط.. لقد أهدت السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها قبل أن تتوفى لزينب أحب عقدٍ لديها لتحتفظ به، هذا العقد كانت تلبسه زينب ولا يفارقها ابدًا وعندما أُسر زوجها لم يكن لديها سوى هذا العقد الثمين، فأرسلت العقد مع شقيق أبو العاص ليذهب به إلى المدينة ويُطلق سراح أبو العاص..
وبعدها بيومين ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺟﺎﻟﺴﺎً ﻳﺘﻠﻘﻰ ﺍﻟﻔﺪﻳﺔ ﻭﻳُﻄﻠﻖ ﺍلأﺳﺮﻯ، ﻭ فجأة ﺭﺃﻯ ﻋﻘﺪًا كان مألوفًا جدًا لديه كان هذا عقد حبيبته وزوجته وأحب الناس إلى قلبه ﺍﻟﺴﻴﺪﺓ ﺧﺪﻳﺠﺔ ـ رضي الله عنه ـ فحن قلبه وأخذت العبره تخترق صدره الطاهر فسأل: ﻫﺬﺍ ﻓﺪﺍﺀ ﻣﻦ؟، ﻗﺎﻟﻮﺍ :هذا فداء أبو العاص بن الربيع، فبكى النبيّ بشدة وقال هذا عقد خديجة، ثم نهض وقال أيها الناس إن هذا الرجل (يقصد أبو العاص) ما ذممناه صهرًا ﻓﻬﻼ ﻓﻜﻜﺖ ﺃﺳﺮه؟ ﻭﻫﻼ ﻗﺒﻠﺘﻢ ﺃﻥْ ﺗﺮﺩﻭﺍ ﺇﻟﻴﻬﺎ ﻋﻘﺪﻫﺎ؟، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﻧﻌﻢ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ.
فأعطاه رسول الله العقد وقال له قل لزينب لا تُفرطي في هذا العقد أبدا.. ثم قال له يا أبا العاص هل لك أن أساررك بيننا؟ بمعنى أن اقول لك أمرًا بيننا ..ﺛﻢ ﺗﻨﺤﻰ ﺑﻪ ﺟﺎﻧﺒﺎً ﻭ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ: يا أبا العاص إن الله أمرني أن أفرق بين مسلمه وكافره فهلا رددت إبنتي إلي؟.
ﻭﺧﺮﺟﺖ ﺯﻳﻨﺐ ﺗﺴﺘﻘﺒﻞ ﺃﺑﺎ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻮﺍﺏ ﻣﻜﺔ بكل حب ولهفه، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎ ﺣﻴﻦ ﺭﺁﻫﺎ : ﺇﻧّﻲ ﺭﺍﺣﻞ، ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﺇﻟﻰ ﺃﻳﻦ؟، فقال لست أنا الذي سيرتحل بل أنت سترحلين إلى أبيك.. فقالت لم؟، فقال: قد فرق الله بيني وبينك..
مشت زينب ـرض الله عنها ـ وقلبها يكاد أن ينفطر على فراق زوجها، لكن عليها أن تطيع ربها وأبيها، ﻓﺄﺧﺬﺕ ﻭﻟﺪﻫﺎ ﻭ ﺍﺑﻨﺘﻬﺎ، ﻭﺫﻫﺒﺖ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻭﺑﺪﺃ الخُطاب ومنهم كبار الصحابة ﻳﺘﻘﺪﻣﻮﻥ ﻟﺨﻄﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ 6 ﺳﻨﻮﺍﺕ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﺮﻓﺾ باستمرار..على أمل ان يعود زوجها ويسلم ، ﻭ ﺑﻌﺪ 6 ﺳﻨﻮﺍﺕ ﻛﺎﻥ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻗﺪ ﺧﺮﺝ ﺑﻘﺎﻓﻠﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﺎﻡ، ﻭﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻴﺮه ﻳﻠﺘﻘﻲ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ فأخذوا قافلته وأرادوا أسره ﻓهرب منهم وتوجه ﻋﻠﻰ ﺑﻴﺖ ﺯﻳﻨﺐ وطرق بابها..
ﻓﺴﺄﻟﺘﻪ ﺣﻴﻦ ﺭﺃﺗﻪ : ﺃﺟﺌﺖ ﻣﺴﻠﻤﺎً؟، ﻗﺎﻝ : ﺑﻞ ﺟﺌﺖ ﻫﺎﺭﺑﺎً، ﻓﻘﺎﻟﺖ : ﻓﻬﻞ ﻟﻚ ﺇﻟﻰ ﺃﻥْ ﺗُﺴﻠﻢ؟، ﻓﻘﺎﻝ: ﻻ، ﻗﺎﻟﺖ: ﻓﻼ ﺗﺨﻒ، ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﺎﺑﻦ ﺍﻟﺨﺎﻟﺔ، ﻣﺮﺣﺒﺎً ﺑﺄﺑﻲ ﻋﻠﻲ ﻭﺃٌﻣﺎﻣﺔ..
واثناء صلاة الفجر بعد أن أم النبيﷺ بالناس ، إذا بصوت يأتي من خارج المسجد يقول “أجرت أبا العاص بن الربيع”، فقال رسول الله : هل سمعتم ما سمعت؟، فقالوا: نعم يارسول الله.
فقالت زينب: يارسول الله إن أبا العاص إن بعُد فهو ابن الخالة، وإن قرُب فأبو الولد، وقد أجرته يارسول الله، فوافق الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على إجارتها له.
ﺛﻢ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻴﻬﺎ الرسول ﻋﻨﺪ ﺑﻴﺘﻬﺎ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻬﺎ:"ﻳﺎ ﺯﻳﻨﺐ.. أكرمي مثواه، فأنه ابن خالتك وأبو العيال، ولكن لا يقربنك فأنه لا يحل لك"، ﻓﻘﺎﻟﺖ : نعم يارسول الله.
دخلت على أبي العاص، وقالت له: يا أبا العاص أهان عليك فراقنا؟، هل لك أن تسلم وتبقى معنا؟.
ورغم كل الحب الذي بقلبه لزينب إلا أن الكبر مازال في قلبه ورفض الإسلام، وخرج من عندها وهو يُبكى بشدة، بينما مرضت من الزعل على حبيبها الذي لا يريد أن يؤمن، فأخذ ﻣﺎﻟﻪ ﻭﻋﺎﺩ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ ﻭﻋﻨﺪ ﻭﺻﻮﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺔ، ﻭﻗﻒ ﻭﻗﺎﻝ: أيها الناس هذه أموالكم أبقي شي؟، ﻓﻘﺎﻟﻮﺍ: ﺟﺰﺍﻙ ﺍﻟﻠﻪ ﺧﻴﺮﺍً ﻭﻓﻴﺖ ﺃﺣﺴﻦ ﺍﻟﻮﻓﺎﺀ، فنطق الشهادتين أمام الناس وعاد مرة أخرى للمدينة بعد أن أنهكه الشوق، ودخل على رسول الله المسجد، وقال له أجرتني بالأمس واليوم جئت مسلمًا فهل تأذن لي يانبي الله أن أُراجع زينب؟، فأخذه النبيّ وقال له: تعال معي، حتى وصل إلى منزل زينب وقال لها ﻳﺎ ﺯﻳﻨﺐ ﺇﻥّ ﺍﺑﻦ ﺧﺎﻟﺘﻚ ﺟﺎﺀ ﻟﻲ اليوم يستأذنني أن يراجعك، فهل تقبلين؟، فأحمر وجهها ﻭﺍﺑﺘﺴﻤﺖ كما أحمر وجهها منذ زمن طويل عندما تقدم لها ووافقت.
لكن للأسف كان إسلام العاص متأخر كثيرًا والنهاية لم تكن سعيدة؛ فبعد سنة بالضبط من هذه الواقعة، توفت زينب ـ رضي الله عنها ـ فبكى عليها العاص بكاءً شديدًا حتى رأى الناس رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُهون عليه، وهو يقول "والله ماعدت أُطيق الدنيا بعد زينب يارسول الله"، ﻭﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻣﻮﺕ ﺯﻳﻨﺐ أهلكه الشوق لزينب، ولحق بحبيبته، لتكون هذه نهاية قصة من أعظم قصص الحب في زمن النبوة.
د. سليمان عباس البياضي
عضو اتحاد المؤرخين العرب
د. سليمان عباس البياضي