تعتبر السياحة العلاجية في مصر من القطاعات الواعدة التي تشهد نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، حيث تجمع بين العناية الصحية عالية الجودة والتجارب السياحية المتميزة.
موضوعات مقترحة
وتقدم مصر مزيجاً فريداً من العلاج الطبي المتقدم والمرافق الصحية الحديثة، إلى جانب تاريخها العريق ومعالمها السياحية الفريدة التي تجعلها وجهة مميزة للباحثين عن الراحة والشفاء.
تستقطب مصر سنوياً آلاف المرضى من مختلف دول العالم، سواء لإجراء العمليات الجراحية المتخصصة أو للعلاج من الأمراض المزمنة والجلدية باستخدام المياه المعدنية أو الطين الطبي في منتجعاتها العلاجية المنتشرة في جميع أنحاء البلاد.
جعل هذا الاتجاه مصر وجهة مهمة على خريطة السياحة العلاجية العالمية، حيث يجتمع فيها العلاج الطبي مع الراحة النفسية التي توفرها الأماكن السياحية المتنوعة مثل البحر الأحمر، الأقصر، وأسوان، بالإضافة إلى السياحة الصحية في مناطق البحر الميت.
من خلال هذا التقرير، نتناول أبرز مقومات السياحة العلاجية في مصر، وكيفية تطور هذا القطاع، وأهم العوامل التي تساهم في جذب المرضى من الخارج، بالإضافة إلى آفاقه المستقبلية في ظل التحسينات المستمرة في البنية التحتية والمرافق الطبية.
محاور السياحة العلاجية
يعتمد مشروع السياحة العلاجية على 6 محاور رئيسية، من بينها تحسين تشغيل المستشفيات واعتمادها دولياً، والتسويق الصحي المبتكر من خلال تصميم حزم علاجية بأسعار تنافسية، إلى جانب الترويج الرقمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات العالمية المتخصصة في السياحة العلاجية.
تستهدف مصر استقبال 18 مليون سائح خلال عام 2025، مستفيدة من الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير، وزيادة الغرف الفندقية.
دعم وزارة السياحة والآثار لقطاع السياحة العلاجية
وعن دور الوزارة في التنسيق مع شركات السياحة المحلية والدولية لتعظيم الاستفادة من هذا المنتج السياحي، أكدت يمنى البحار، نائب وزير السياحة والآثار، أنه جارٍ العمل على إعداد استراتيجية تسويقية لمنتج السياحة العلاجية سيتم من خلالها تحديد الأسواق السياحية المستهدفة التي سيتم التوجه إليها للترويج لهذا المنتج بها حسب احتياجات كل سوق، ومن ثم يتم التعاون والتنسيق مع القطاع السياحي لبدء تفعيل الاستراتيجية التسويقية والخدمات المتاحة على المنصة الإلكترونية.
فضلاً عن الجهود التي سيتم بذلها على الصعيد الدولي للترويج للمنتج من خلال مشاركات الوزارة في المعارض السياحية الدولية وبورصات السياحة والسفر واللقاءات المهنية.
تنمية منتج السياحة العلاجية
تؤكد يمنى البحار أن وزارة الصحة والسكان هي الجهة المنوط بها تحديد أبرز المجالات الطبية التي تستطيع أن تنافس فيها مصر بقوة في مجال السياحة العلاجية وأهم المستشفيات المؤهلة للحصول على شهادات الجودة والاعتماد. لافتة إلى دور العديد من الجهات المعنية بالدولة في تسهيل إجراءات تأشيرة الدخول لمصر بغرض العلاج سواء للمريض أو لمرافقه.
كما أشارت إلى جهود التنسيق القائمة بين وزارة الصحة والسكان ووزارة السياحة والآثار وغيرها من الجهات المعنية، وذلك من خلال اللجنة المشكلة بغرض تنمية منتج السياحة العلاجية منذ ما يقرب من عام لإنشاء منصة موحدة للسياحة العلاجية يتم من خلالها تقديم كافة الخدمات الطبية المتاحة في مصر مزودةً بآليات وطرق الحجز على هذه الخدمات، وعرض للبرامج السياحية الترفيهية المكملة التي يمكن أن يستمتع بها المريض أو مرافقيه حال رغبتهم في ذلك خلال زيارتهم لمصر بما يساهم في إثراء زيارتهم للبلاد.
لفتت إلى أنه من المقرر أن يتم إطلاق هذه المنصة في القريب.
السياحة العلاجية في مجال طب الأسنان
تمتلك مصر مجموعة مميزة جداً من أطباء الأسنان، وتعد مصر من أهم وأبرز الدول التي تمتلك أطباء أسنان على أعلى مستوى لهم دور كبير في تطوير مفهوم السياحة العلاجية في مجال طب الأسنان. حيث يؤكد الدكتور شادي علي حسين، أستاذ طب الأسنان بجامعة عين شمس، أن مصر تمتلك إمكانيات كبيرة تجعلها من الوجهات المتميزة في مجال السياحة العلاجية، خصوصاً في تخصص طب الأسنان. موضحاً أن مصر لديها تاريخ طويل من الخبرة الطبية والتقنيات الحديثة التي تؤهلها لأن تكون الوجهة الأفضل للمرضى الباحثين عن علاج فعال وبأسعار تنافسية,
أضاف: "مصر تعتبر من الدول الرائدة في مجال طب الأسنان في الشرق الأوسط، حيث يتم علاج أكثر من 18 ألف حالة سنوياً، مما يشير إلى مستوى عالٍ من الخبرة والكفاءة التي نتمتع بها، كما أن لدينا مجموعة من الأطباء المتميزين في تخصصات مختلفة مثل تجميل الأسنان، وعلاج اللثة، وزراعة الأسنان، مما يجعل مصر وجهة مثالية للسياحة العلاجية في هذا المجال."
تعزيز سمعة مصر كوجهة طبية متفوقة
أضاف الدكتور حسين: "إن السوق الطبية في مصر مهيأة تماماً لاستقبال السياح الأجانب الذين يتطلعون إلى العلاج في تخصصات متعددة بأسعار معقولة، خاصة في طب الأسنان. ونحن نعمل على تعزيز سمعة مصر كوجهة طبية متفوقة من خلال تطوير مرافقنا الطبية واستخدام أحدث التقنيات."
وشدد على أهمية تسويق السياحة العلاجية المصرية، قائلاً: "إن السياحة العلاجية تمثل فرصة ذهبية لتعزيز الاقتصاد الوطني، حيث يمكن لمصر أن تكون مركزاً عالمياً في علاج الأسنان وجذب المرضى من مختلف أنحاء العالم، كما أن هناك رغبة قوية في رفع مستوى الوعي الدولي حول خدماتنا الطبية الممتازة."
جهود الحكومة المصرية لدعم السياحة العلاجية
تقوم الحكومة المصرية بدور كبير في دعم قطاع السياحة العلاجية باعتباره من أهم وأبرز القطاعات التي تساهم في زيادة الدخل القومي. حيث يشير الدكتور شادي علي حسين إلى أن الحكومة المصرية تبذل جهوداً كبيرة لتحسين بيئة السياحة العلاجية وتوفير الدعم اللازم للمستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة، مما يسهم في تحسين تجربة المرضى الوافدين للعلاج، مضيفاً أنه يعمل على تعزيز التعاون بين الجامعات والمراكز الطبية لتوفير برامج تدريبية ودورات تعليمية مستمرة للمتخصصين، وهو ما سيسهم في رفع جودة الخدمة المقدمة.
تابع: " مصر لديها فرصة كبيرة لتحقيق تطور ملحوظ في مجال السياحة العلاجية.. نحن متفائلون بمستقبل السياحة العلاجية في مصر، ومن المؤكد أنها ستستمر في التميز في مجالات عديدة مثل طب الأسنان وزراعة الشعر والتخسيس، لتصبح وجهة علاجية عالمية."
الدكتور شادي علي حسين
الدكتور شادي علي حسين