انتقد الكاتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة، واصفا إياه بأنه "المبادرة الأكثر حماقة وخطورة في الشرق الأوسط" التي طرحها رئيس أمريكي على الإطلاق.
موضوعات مقترحة
غير أن فريدمان أوضح - في مقال رأي بصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم /الأربعاء/ - أنه ليس متأكدا مما هو أكثر إثارة للخوف اقتراح ترامب بشأن غزة، والذي يبدو أنه يتغير كل يوم، أم السرعة التي وافق بها مساعدوه وأعضاء حكومته، الذين لم يتم إطلاع أي منهم تقريبا على الاقتراح مسبقا، على الفكرة مثل "مجموعة من الدمى المتحركة".
ويرى فريدمان أن المشكلة أن الأمر لا يتعلق بالشرق الأوسط فحسب، بل أنه أيضا نموذج مصغر للمشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة الآن كدولة.. ففي ولايته الأولى، كان ترامب محاطا بحواجز: مساعديه ووزراء حكومته وجنرالاته الذين صدوا وكبحوا أسوأ اندفاعاته عدة مرات.
غير أن ترامب أصبح محاطا الآن فقط بمساعدين، ووزراء، وأعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب يعيشون في خوف من غضبه أو من التعرض للهجوم من جانب حشود عبر الإنترنت أطلقها مساعده إيلون ماسك، إذا تخطوا حدودهم.
وقال فريدمان "إن هذه الأمور قد تنجح في الأفلام، ولكن في الحياة الواقعية، إذا حاولت إدارة ترامب بالفعل إجبار أي دولة على قبول الفلسطينيين الذين يعيشون في غزة، وجعل الجيش الإسرائيلي يحاصرهم ويسلمهم، إذ قال ترامب إن النقل لن يشمل القوات الأمريكية ولن يكلف دافعي الضرائب الأمريكيين سنتا واحدا، فإن هذا من شأنه أن يزعزع استقرار هذه الدول وأيضا استقرار إسرائيل".
وأضاف: أن ترامب سوف يثير بذلك أيضا رد فعل عنيف ضد السفارات والمصالح الأمريكية في مختلف أنحاء العالم العربي مع نزول العديد من المسلمين إلى الشوارع في أوروبا والشرق الأوسط وآسيا لمقاومة إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم.
وأوضح فريدمان أنه إذا كان ترامب يريد حقا أن ينطلق في اتجاه مختلف ويستغل بعض الخوف الذي يزرعه في البعض، فلن يفعل ذلك من خلال اقتراح غزة هذا، بل يتعين عليه أن يدعو جميع الأطراف علنا ويتحدى كل منهم للقيام فعليا وبحسن نية بالعمل الشاق المطلوب للخروج من هذا الجحيم.
وأشار إلى أنه يمكن لترامب أن يتعلم هذا، سواء مبكرا أو متأخرا، فإن مصالح أمريكا ومصالح نتنياهو ليست متوافقة، موضحا أن مصلحة نتنياهو هي استخدام أي وسيلة للبقاء في السلطة بغض النظر عما إذا كان ذلك يعني تأخير إطلاق سراح الرهائن أو خوض حرب إلى الأبد.