قال الدكتور محمد ورداني أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر، إن إطلاق المجمع لحملة توعوية بعنوان: «فلسطين.. حقٌّ لا يموت»، تعكس تلك العقيدة التاريخية الراسخة للأزهر الشريف وقطاعاته بالقضية الفلسطينية التي يعتبرها قضيته الأولى التي لن يتم التفريط فيها في يوم من الأيام، موجهًا الشكر للموقف المصري من القضية وإعلانه بشكل واضح لا لبس فيه رفضه التام والقاطع لأوهام التهجير التي يسعى الكيان الصهيوني والراعين له لفرضها كأمر واقع.
موضوعات مقترحة
أضاف «ورداني» في تصريح خاص لـ "بوابة الأهرام" أن العالم العربي والإسلامي بات أمام نقطة فاصلة في تاريخه ينبغي أن يتمسك بهذا الموقف الصامد فهو إما أن يكون أو لا يكون، خاصة وأن الكيان الصهيوني قد بلغ مبلغًا كبيرًا من الغرور الذي جعله لا يلقي بالًا لأي معايير أو اتفاقات ولا يعرف سوى القتل والدمار ولا يعلم هذا الغاصب أن هذه البلطجة وتجاوز القوانين الدولية تمثل المسمار الأخير في نعشه وانتهاء امبراطوريته المزعومة.
وتابع «ورداني» قائلًا: إن ما يمر به الشعب الفلسطيني من أزمات يستحيل معها الحياة خلال الأشهر القليلة الماضية وبالتحديد منذ «طوفان الأقصى»، وإن كان يراه البعض إلقاء بالنفس في التهلكة، إلا أن الواقع يقول أنه رغم ما حل من دمار فإنه كان لابد من هذا التحول لأن القضية كانت بلغت من الضعف ما شاء الله قبل هذه الأحداث وكان الكيان سيحقق أهدافه الخبيثة التي ستميت القضية للأبد، ولذا فإن ما نراه مؤخرًا من موقف عربي واضح وصريح من قضية التهجير وإن كان يحتاج إلى تغيير لغة الخطاب ودعمها بلغة تناسب عجرفة هذا الكيان، إلا أنه بداية مهمة لوحدة عربية دائمة.
وأوضح أستاذ الإعلام بجامعة الأزهر أن مثل هذه الحملات التي تطلقها المؤسسات المصرية والعربية لنشر الوعي بالحق الفلسطيني أعتقد أنها حرب معنوية ونفسية مهمة خاصة للأجيال الحالية والقادمة التي أصيبت باليأس والإحباط نتيجة السياسات الظالمة التي يتبناها الكيان الصهيوني ويباركها قوى دولية من المفترض أن تعلي لغة القانون بدلًا من أن تعيق صلاحيات مؤسساته لحماية مجرمي حرب وكيان مغتصب.
وبيَّن «ورداني» أن الأمل كل الأمل يتمثل في رفع الوعي العربي والإسلامي وإعداد أجيال محصنة ضد المخططات الإعلامية والأكاذيب الصهيونية التي يبثونها عبر ترسانتهم الإعلامية التي لا تعرف للموضوعية ولا الحيادية طريقًا.