أيا شعب مصر.. كلنا جنود الوطن

12-2-2025 | 10:30

نحن شعب مصر، شعب أصيل يحب وطنه، ولا ولن نقول مثلما قال بنو إسرائيل لموسى عليه السلام (اذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ)، وإنما نقول لقيادتنا اذهبوا فقاتلوا إنا والله معكم مقاتلون.

كل في مكانه، المعلم في مدرسته، الطبيب في مشفاه، المهندس في مصنعه، كل حسب تخصصه، وإن اقتضت الضرورة تذوب كل التخصصات وتنصهر في تخصص واحد ألا وهو الذود والدفاع عن الوطن ضد كل من تسول له نفسه المساس بأراضيه والعبث بأمنه واستقراره.

وقد اسمعنا العالم أجمع صوتنا ورددنا خلف رئيسنا واتجهنا وجهة واحدة وصلينا صلاة واحدة وسبحنا تسبيحة واحدة، ألا وهي حب الوطن.

نعم سمعنا القاصي والداني لن نخضع لأي تهديد من أي أحد كائنًا من كان، فلتذهبوا بتصريحاتكم العنترية غير المتزنة وغير المسئولة إلى الجحيم.

وعندما سمع العالم صيحات جنود الوطن في مظاهراتهم الهادرة على معبر رفح، تشجع الجميع، وراحوا يعلنون رفضهم التام لتصفية القضية الفلسطينية وراحوا يعلنونها مدوية لا لتهجير أهل غزة من أوطانهم، لا للتطهير العرقي.

نعم لإعادة الإعمار، نعم للمساعدات الإنسانية.

وبدأت التأيدات تتوالى علينا من كل حدب وصوب، فرأينا تركيا تعلن نحن في ظهر مصر وشعبها، وهذا جد أمر طيب ومحمود، لكن نحن نشكر صنيعكم، لكننا قيادةً وشعبًا وجيشًا نشد عضد بعضنا بعضًا.

رأينا المواقف المشرفة من المملكة العربية السعودية ودولة الكويت والإمارات وقطر، الجميع وقفوا على قلب رجل واحد ضد المخطط الفاشي النازي الفاشل، وقالوا كلمتهم لا للتهجير.

هذا على الصعيد العربي، أما على الصعيد الغربي والأمريكي فرأينا المظاهرات تجوب الشوارع تنديدًا بهذه التصريحات النكراء، بل وصل الأمر إلى أن بعض نواب أمريكا قدموا مذكرات لعزل رئيسهم غير المسئول من منصبه.

لكن أتدرون لماذا قالوا لا، لأنهم سمعوا زئير الأسود في مجلس الأمن والأمم المتحدة، سمعوا صوت قائد الأمة، قائد الوطن العربي يرفض لا ليس رفضًا وإنما يحذر من تصفية القضية الفلسطينية. 

فهبوا على قلب رجل واحد واصطفوا خلف الزعيم.

وتراجعا من ظنا أنهما ملكا العالم، تراجعا عن تصريحاتهم الرعناء، وقال أباهم المخمور القابع تحت القبة البيضاء هناك، لا لن نرسل جنودًا إلى غزة، يا أيها الذي هناك هيا أرسلهم ليذوقوا سوء العذاب، هيا أرسلهم كما أرسل سالفك فرقاطاته وبوارجه وصواريخه وطائراته، ماذا فعلوا هدموا البيوت، نعم لكن أخرجهم الأسود منها أذلة وهم صاغرون.

هيا جربوا مرات ومرات ومرات، بل وآلاف المرات، وهيا خبأوا أعداد قتلاكم، لكنها ذات يوم ستفضح بأفواهكم، ألم تكذبوا على الناس وعلى شعوبكم أن عدد قتلاكم لم يزد على بضع مئات، وخرج قادتكم وأعلنوا قتل الآلاف والآلاف من المصابين.

فلله در الرجال، لله در من أذاقوكم سوء العذاب، لله در من عطل ميركافاتكم ومدرعاتكم، لله در من استولى على أسلحتكم وبنادقكم وصورها أمام العالم.

لله در الشهداء القادة، لله در الشهداء الأطفال، لله در الشيوخ والعجائز والنساء، لله در الأطباء، لله در الأطقم الصحفية التي فضحت جرائمكم النكراء أمام العالم كله.

نعم تراجعوا عن تصريحاتهم بفضل الله تعالى، ثم بفضل شعب مصر البطل، وبفضل قائده وبفضل جيشه وبفضل كتابه الأبرار الذين شحذوا أقلامهم مدافعين منافحين عن بلدهم مجاهدين بالكلمة.

فبدلا من تصريحاتكم الغبية، اذهبوا وشاركوا في إعمارها وأصلحوا ما أفسدتموه!!
ألا لعنة الله على الظالمين!!

وأختتم حديثي بقوله تعالى: (اخْسَئُوا فيها ولا تُكَلِّمُونِ)، وأيضا قوله تعالى: (وَإِنْ عُدْتُمْ عُدْنا)

* أستاذ ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: