نفذ الفنان البحريني عباس الموسوي لوحة فنية كبيرة بحجم ٣م * ٢م، أمام رواد مهرجان «القاهرة للفن» ومنحهم فرصة معايشته أثناء رسم احدى لوحاته التي بدأ في رسمها عقب الندوة التي تناولت رحلته الفنية وأدارها الكاتب الصحفي سيد محمود مساء اليوم، لتكون اللوحة وليدة هذا المعرض أمام المعجبين بفنه.
موضوعات مقترحة
قدم الموسوي رؤيته حول الفن كرسالة للسلام والتواصل بين الشعوب، متناولًا رحلته الفنية الطويلة وتجربته الإبداعية التي قدم خلالها أكثر من 3000 عمل فني حول العالم.
- عباس الموسوي: مصر كنز للفنانين
في بداية حديثه، أشاد الموسوي بمصر، واصفًا إياها بأنها "ثروة وقيمة ومكان يمكن الانبهار به لبناء فن خاص لكل فنان"، مشيرًا إلى أن كل زيارة له إلى مصر كانت تضيف بُعدًا جديدًا إلى رؤيته الفنية.
وأوضح أنه منذ بداياته تأثر كثيرًا بأساتذته، وعلى رأسهم د. صلاح عبد الكريم، الذي نصحه بضرورة إثبات ذاته كفنان، وهي النصيحة التي اعتبرها المحرك الأساسي لمشواره الفني.
وأضاف الموسوي أنه اهتم بممارسة الفن بجميع أشكاله، متجاوزًا الفنون التشكيلية إلى الخطابة، الأدب، والرياضة، انطلاقًا من إيمانه بأن الإبداع لا يقتصر على شكل واحد، بل هو حالة متكاملة من التعبير والتأثير.
- "الفن من أجل السلام": مشروع عالمي
تحدث الموسوي عن مشروعه الفني الأبرز "الفن لأجل السلام"، وهو مبادرة استهدفت توحيد الثقافات المختلفة من خلال الفن، حيث تعاون خلالها مع أطفال من مختلف دول العالم لصنع لوحات تعبر عن الرسائل الإنسانية. وأكد أن إدراكه لقوة الفن في تحريك الرأي العام دفعه للاستمرار في هذا المشروع، إيمانًا بأن "لوحة واحدة قد تُحدث فرقًا في الوعي الجماعي".
- الطبيعة والتراث في قلب أعماله
كشف الموسوي عن تأثره الكبير بالطبيعة البحرينية، مشيرًا إلى أنه منذ طفولته كان بحارًا ماهرًا وصيادًا محترفًا، مما انعكس بوضوح في أعماله التي استلهمت من البحر، العمارة، والخيل العربي الأصيل. وأضاف أنه سعى دائمًا إلى تجسيد التراث البحريني من خلال الفنون، مما جعله واحدًا من أبرز المبدعين في توثيق الهوية البحرينية بصريًا.
- تجربة فريدة في تصميم الطوابع البريدية
ومن بين المشروعات التي تحدث عنها الموسوي كان تصميم الطوابع البريدية، حيث صمم أشهر الطوابع في تاريخ البحرين، مستوحياً رموز البلاد الطبيعية مثل الجمال، الخيول، والطيور. كما أشار إلى مشروعه الطموح "21 طابعًا يمثلون الدول العربية"، حيث اختار أهم الرموز الثقافية لكل دولة وصاغها في طوابع بريدية، وهو المشروع الذي استلزم دراسات معمقة، وفقًا لما أكده د. أشرف رضا.
- رسالة فنية تتجاوز الحدود
من خلال حديثه، شدد الموسوي على أن الفن يجب أن يكون له هدف ورسالة، داعيًا الفنانين العرب إلى استثمار تراثهم الثقافي في أعمالهم، بدلًا من الانسياق وراء التأثيرات الغربية فقط. وأكد أن الفن أداة قوية لصناعة التغيير، مشددًا على ضرورة توظيفه في نشر السلام والتفاهم بين الشعوب.
- "فن القاهرة – آرت كايرو": منصة للحوار والتجديد
تأتي هذه الندوة ضمن فعاليات مهرجان "فن القاهرة – آرت كايرو"، الذي يضم 70 فنانًا من 10 دول عربية وأوروبية، من بينها مصر، العراق، سوريا، لبنان، الأردن، فلسطين، الإمارات، البحرين، فرنسا، والدنمارك. كما تشهد الدورة تكريم الفنان التشكيلي الراحل سمير رافع، أحد رواد الحركة السريالية في مصر.
- الفن كجسر بين الشعوب
وأكد عباس الموسوي في ختام اللقاء أن الفن ليس مجرد تعبير فردي، بل هو وسيلة للحوار والسلام. ومن خلال تجربته، قدم نموذجًا للفنان الذي يسعى لتوظيف إبداعه في خدمة الإنسانية، سواء عبر اللوحات أو المشروعات الثقافية الكبرى، ليظل الفن لغة عالمية قادرة على إحداث الأثر والتغيير.
ويعد عباس الموسوي فنان محترف منذ أكثر من أربعين عاما ومؤسس مشروع الفن والسلام في عام 1991. تعلم فن الرسم على يد الفنان البحريني الدكتور أحمد باقر، وتابع دراسة الفنون في وقت لاحق في جامعة القاهرة، وقد احتفظت لوحاته بالمشاهد الخيالية والجمالية الضرورية لربط الحاضر بالماضي.و تعتبر هذه اللوحات ثروة وطنية للبحرين حيث أبرز الفنان في لوحاته التجريدية سحر الألوان الطبيعية وابداعه الفني وجمال الطبيعة. ونال العديد من التكريمات الهامة خلال مسيرته.
لوحة في عرض حي في مهرجان فن القاهرة
لوحة في عرض حي في مهرجان فن القاهرة
لوحة في عرض حي في مهرجان فن القاهرة
لوحة في عرض حي في مهرجان فن القاهرة
لوحة في عرض حي في مهرجان فن القاهرة