هل تعلم أن بوابة الصحراء الإفريقية الكبرى تختبئ في قلب مصر؟، نعم.. من قلب محافظة الفيوم تبدأ بوابتك إلى الصحراء الكبرى، والوصول إليها ليس صعبا، حيث يميز المدخل جبل المدورة الذي يرتفع إلى 120 مترًا، حاملًا بين صخوره تاريخًا جيولوجيًا مذهلًا يمتد إلى 45 مليون سنة.
موضوعات مقترحة
جبل المدورة بوابة الزمن إلى عالم ما قبل التاريخ
يُعتبر جبل المدورة، الواقع داخل محمية وادي الريان في الفيوم، أحد أبرز الشواهد على تحولات الأرض عبر العصور؛ وإطلالته على البحيرة السفلى لوادي الريان «البحيرة المسحورة» يضفي عليه مظهر الحارس الأسطوري للصحراء.
مكان جبل المدورة في الفيوم
يبعد جبل المدورة نحو 106 كيلومترات عن مدينة الفيوم، وخصصت مسارات بالحجارة في محيطه، لسير سيارات رحلات الدفع الرباعي في المنطقة المحيطة به، بشكل آمن.
جبل المدورة شاهد على حقب جيولوجية متنوعة
يقول الدكتور عمرو هيبة، معاون وزير البيئة السابق وعضو الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة لـ«بوابة الأهرام» إن أهمية الجبل ترجع إلى كونه تكوينًا جيولوجيًا، شاهدًا على حقب جيولوجية متنوعة.
وأوضح أن جبل المدورة بالكامل كان أسفل البحر القديم، الذي كان يغطي منخفض الفيوم، وتظهر به الرواسب البحرية القديمة، مثل «كهوف الملائكة»، وغيرها من الحفريات والكائنات البحرية.
تاريخ جبل المدورة يمتد إلى 45 مليون سنة
وأضاف «هيبة» أن جبل المدورة، يطل بشموخ على البحيرة السفلى بارتفاع يصل إلى 120 مترًا، وقد كان جزءًا حيويًا من بحر «التيثي» القديم، ويتميز بوجود جبل «بين النهدين»، الذي يعتبر من أهم أماكن الجذب السياحي في مصر.
وقال معاون وزير البيئة السابق، إن الصخور الجيرية بجبل المدورة، تحتوي على حفريات متنوعة لكائنات بحرية من عصر «الأيوسين المتوسط» -45 مليون سنة- أي فترة ما قبل العصر الأيوسيني، وتشكل الجبل والمنطقة المحيطة به، نتيجة لعوامل التآكل التي ساهمت مع الكثبان الرملية في إزالة تكوين السطح وبقايا الحيوانات التي كانت مترسبة فوقه.
قروش الملائكة «البتكوين المصرية»
ويتميز جبل المدورة بمنظر خلاب، وموقع مفتوح، مع انتشار ما يسمى بـ«قروش الملائكة»، والتي يسميها هيبة «البيتكوين المصرية»؛ حيث تشبه العملات المتحجرة بالمنطقة.
ويتميز سطح المنطقة بأنه انخفض بالانكسار، وكان مليئًا بالمياه كجزء من بحيرة شاسعة تكونت بهذه المنطقة سميت ببحيرة «موريس»، في نهاية عصر «البلايوستوسين»-أحد العصور الجيولوجية- حيث بدأت البحيرة في الجفاف بالتتابع، وبالتدريج.
وأردف أن المنطقة بالكامل، تعرضت لعوامل التعرية الهوائية التي شكلت الجبل والمنطقة المحيطة به، وتكونت كثبان رملية، ساهمت مع عوامل التعرية، في إزالة تكوينات السطح وأصدافه وبقايا الحيوانات التي كانت مترسبة فوقه.
صدع كاسر الأشعة
كما يتميز سطح المنطقة بحسب وصف معاون وزير البيئة السابق بصدع كاسر للأشعة؛ كجزء من بحيرة واسعة تكونت في نهاية العصر الجليدي؛ حيث بدأت البحيرة بالجفاف تدريجيًا.
وعند زيارة منطقة الجبل، يمكن ملاحظة الطبيعة الخلابة بألوانها الزاهية، أما خلال ساعات الليل، توفر المنطقة فرصة للاستمتاع بمراقبة النجوم والمجرة، حيث لا وجود للتلوث الضوئي.
شاطئ يظلله جبل
ويكمل «هيبة» وصفه لمنطقة جبل المدورة، قائلا: نجد في أسفل جبل المدورة شاطئ بطول نحو 500 متر، يمتاز بأنه مظلل بظل الجبل، وهو من المناظر الطبيعية البديعة للغاية في البحيرة، حيث تقع هذه المنطقة بالقرب من البحيرة السفلى والتي تبلغ مساحتها نحو 58 كم2، ونسبة الملوحة بها نحو 2,8 جم/ لتر، وأقصى عمق يبلغ نحو 34 مترا.