وحدتنا الوطنية ترهبهم

9-2-2025 | 19:09

كلما تابعت المشهد الحالي وراقبته عن قرب، ذلك المشهد الذي نستيقظ عليه في كل يوم، نتطلع جميعًا لمتابعته ومعرفة المزيد عن أخباره، شعرت بأن حكمة الله تختبئ بين تداعيات أحداثه التي تتجدد وتتلون بين اللحظة والأخرى، تكمن بين تفاصيله الدقيقة لتخبرنا عن أثره، قد يصل إليك ذاك الشعور إن كنت من هؤلاء الذين اعتادوا التدقيق في الأمر، إن كنت ممن يواظبون على التأمل، أو من أولئك الذين يتابعون الموقف بلهفة نابعة من شغف أو حتى من خوف.

حياتنا ليست أعمالًا درامية لأحداث تمر بنا وحسب، أحداثنا اليومية وإن كانت جسامًا فهى تشتمل دومًا على دعوة صادقة للاجتهاد، للعمل على استدعاء الأمر من زاوية كل فرد منا، تخضعها لوجهة نظر وتحليل يدعمه الفكر، يصنفها فيصنع منها قيودًا، أو يجمعها ويصنع منها أكاليلًا من الزهر، كل شيء يمر بنا يخبرنا بأن في داخله خير، يتخفى أو يظهر من خلف ستار يتضح فقط للمؤمنين بحقيقة أنفسهم وبأن الله لا يأتيهم إلا بخير. 

كل حدث ينطوي على نداء حق، تستند ركائزه على حكمة تفسح الطريق إليك، تناديك وهى تدفع بإيجابية منهمرة لا ينكرها أحد، إنها تشبه فيضان نهر، وإن بدا الوقت غير مناسب لاستقبالها في تلك اللحظة بالنسبة إليك، لكنك تملك من الإيمان رصيدًا ضخمًا، تملك فائضًا من فطنة ومن عقل يهمس إليك بأن شعورك بالإيجابية ليس أمرًا سيئًا. 

حالة عامة من الوعي سادت بيننا، ثبتت أركانها حين جاءت مصحوبة بحالة أخرى من ضرورة تقديم مساندة ودعم بشكل أكبر للوطن، شعور بالغ بالاعتزاز تدافع نحو القلوب التي آمنت بأن موجات الأمل لن تتوقف، وبأن حب الوطن نهار لن تغرب شمسه يومًا، حالة من عناد ورغبة في مواجهة لكل خطر تم تدبيره في الخفاء أو العلن، لكنه سرعان ما سيتلاشى أمام طوفان من ثقة في الله لا تنضب أبدًا، وحقيقة لوحدة وطنية صلبة تواجه إصرارًا على إشعال نيران فتنة لن تحدث أبدًا.  

حضرت الإيجابية في موكبها يتقدمها شعور وطني يتجدد دائمًا أمام كل محنة يمر بها الوطن، وأمل لا محدود يجعلنا نمرر هذا أو ذاك الألم، وحدتنا الوطنية ترهبهم، تماسكنا أمام كل خطر يزعجهم، اتحادنا يغضبهم حين يمر من بينهم محطمًا لأساطيرهم وهادمًا لأوهامهم.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: