هناك لحظات مهمة في التاريخ لا تستحق النسيان، وأخرى لم تأخذ نصيبها من الشهرة، لكنها ظلت تحمل علامات فارقة في طياتها، تمثل أحداثًا في عالم مشحون بأبلغ درجات الصخب، لكنه نابض بالحياة والتجارب والفن أيضا.
موضوعات مقترحة
تأخذ "بوابة الأهرام" قراءها في جولة يومية قصيرة لنرى ما حدث في مثل هذا اليوم من واقع ذاكرة الأمم والشعوب؛ حيث وقعت العديد من الأحداث والذكريات، وحمل اليوم ذكرى الميلاد والوفيات لأعلام سجل سيرتها التاريخ..
من أبرز الأحداث في مثل هذا اليوم
سقوط بغداد والخلافة العباسية على أيدي المغول
شهد يوم 10 فبراير عام 1258م/ 9 صفر عام 656هـ، سقوط بغداد في أيدي المغول، وانتهاء الخلافة العباسية، حيث كانت ثالث خلافة إسلامية في التاريخ، وانتهت في بغداد عندما أقدم هولاكو خان على نهب وحرق المدينة، وقتل أغلب سكانها بما فيهم الخليفة وأبناؤه، وانتقل من بقي على قيد الحياة من بني العباس إلى القاهرة بعد تدمير بغداد؛ حيث أقاموا الخلافة مجددًا في عهد السلطان الظاهر بيبرس.
كان المغول قبل اكتساحهم بغداد قد أسقطوا الدولة الخوارزميَّة التي شكَّلت خط الدفاع الإسلامي الأوَّل ضدَّ الهجمات المغوليَّة، وتمكنوا من إبادة بعض الجماعات التي عجز عنها المُسلمون وشكَّلت مصدر إزعاجٍ لهم طيلة سنوات، مثل الحشاشين الذين هدموا معقلهم في آلموت بِإقليم جيلان شمال فارس، وبسُقوط الدولة الخوارزميَّة زال من أمام المغول الحاجز الذي يحول دون تقدُّمهم غربًا عبر فارس وُصولًا إلى العراق، وأرسل هُولاكو إلى الخليفة العبَّاسي أبو أحمد عبد الله المُستعصم بالله يطلب إليه أن يهدم حُصون بغداد ويطمر الخنادق المحفورة حولها كونه لم يُرسل إليه عسكرًا ليُساعدوه في حصار آلموت رُغم أنَّهُ أظهر الطاعة والخُضوع لِسُلطة المغول، وحاول الخليفة استرضاء هُولاكو وبعث إليه بِرسالةٍ يستلطفه وأرفقها بالهدايا، لكنَّ جواب هُولاكو كان عبارة عن التهديد والوعيد باجتياح الممالك العبَّاسيَّة وإفنائها عن بُكرة أبيها.
شكَّل اجتياح المغول لِبغداد ودكِّهم معالم الحضارة والعُمران فيها وقتلهم أهلها كارثةً كُبرى للمُسلمين، بل كارثة الكوارث في زمانها. إذ احترقت الكثير من المُؤلَّفات القيِّمة والنفيسة في مُختلف المجالات العلميَّة والفلسفيَّة والأدبيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة وغيرها، بعد أن أضرم المغول النار في بيت الحكمة، وهي إحدى أعظم مكتبات العالم القديم آنذاك، وألقوا بالكُتب في نهريّ دجلة والفُرات، كما فتكوا بالكثير من أهل العلم والثقافة، ونقلوا آخرين معهم إلى إلخانيَّة فارس، ودمَّروا الكثير من المعالم العُمرانيَّة من مساجد وقُصور وحدائق ومدارس ومُستشفيات. ومن نجا من الأهالي من المذبحة أُصيب بالأمراض والأدواء التي انتشرت في الجو نتيجة كثرة القتلى، وبعض هُؤلاء مات أيضًا. نتيجةً لِذلك، عدَّ الكثير من المُؤرخين المُسلمين والغربيين سُقوط بغداد نهاية العصر الذهبي للإسلام.
سقوط بغداد
اختراع أول جهاز لإطفاء الحرائق
في يوم 10 فبراير عام 1863م، تمكن المخترع الأمريكي آلانسون كراني من الحصول على براءة اختراع أول جهاز لإطفاء الحرائق في الولايات المتحدة.
إطفاء حرائق أرشيفية
نيودلهي عاصمة للهند
في 10 فبراير عام 1931م، أصبحت مدينة نيودلهي عاصمة للهند، لقد وضع الملك البريطاني جورج الخامس حجر الأساس لبناء نيودلهي في عام 1911م، صممها اثنين من أشهر المعماريين البريطانيين وهما: إدوين ليتينز وهيربيرت بيكر، وتم تسميتها باسم "نيو دلهي" في عام 1917م، وأُفتتحت العاصمة الجديدة في 13 فبراير 1931م.
العاصمة الهندية نيودلهي
ومن أبرز المواليد في مثل هذا اليوم
الفنانة نعيمة وصفي
في مثل هذا اليوم عام 1923م، وُلدت الفنانة نعيمة وصفي، وهي أول سيدة تتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية ضمن الدفعة الذهبية الأولى التي ضمت (فريد شوقي، شكري سرحان، عمر الحريري، حمدي غيث، سعيد أبو بكر، كمال الدين حسين، نبيل الألفي) وكان استاذهم الفنان الكبير زكي طليمات.
بعد تخرجها عُينت في فرقة المسرح الحديث، وبعدها انتقلت إلى فرقة المسرح القومي، وفي عام 1952م، كانت بداية مشاركتها في الأفلام السينمائية، وكانت البداية في فيلم "زمن العجايب".
وقد حصلت على جائزة الدولة التشجيعية عن مجمل أعمالها المسرحية، وكانت قد كتبت عدة أعمال للتفزيون، وشاركت في إعداد ما يقارب الخمسين حلقة من برنامج "رسالة" التلفزيوني.
من أشهر أفلامها (الرصيف نمرة خمسة، الفتوة، الطريق المسدود، بين السما والأرض، حسن ونعيمة، وإسلاماه، حبيبي دائما).
ومن أشهر مسرحياتها (الناصر، جلفدان هانم، أم رتيبة الناس اللى فوق، زوربا المصري).
توفيت في 7 أغسطس عام 1983م.
الفنانة نعيمة وصفي
ومن أبرز الوفيات في مثل هذا اليوم
الزعيم الوطني مصطفى كامل
شهد يوم 10 فيراير عام 1908م، وفاة الزعيم الزطني مصطفى باشا كامل، كان مصطفى كامل، وهو زعيم مصري أسس الحزب الوطني وجريدة اللواء، كما كان من أكبر المناهضين للاستعمار، وعُرف بدوره الكبير في مجالات النهضة مثل نشر التعليم وإنشاء الجامعة الوطنية.
وأدت مجهوداته في فضح جرائم الاحتلال والتنديد بها في المحافل الدولية، خاصة بعد مذبحة دنشواي التي أدت إلى سقوط اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر.
توفي في ريعان الشباب عن عمر ناهز 34 عامًا في 1908م، وتسببت وفاته في حالة كبيرة من الحزن الشعبي، وحضر جنازته مئات الآلاف الذين اعتبروا كامل بطلهم الأول.
الزعيم مصطفى كامل
السلطان العثماني عبد الحميد الثاني
شهد يوم 10 فبراير عام 1918م، رحيل السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، وهو السلطان رقم 35 من سلاطين الدولة العثمانية الذين جمعوا بين الخلافة والسلطنة، وآخر من امتلك سلطة فعلية منهم، تقسم فترة حكمه إلى قسمين: الدور الأول وقد دام مدة سنة ونصف ولم تكن له سلطة فعلية، والدور الثاني وحكم خلاله حكماً فردياً، يسميه معارضوه «دور الاستبداد» وقد دام قرابة ثلاثين سنة، وقد حاول إنقاذ الدولة العثمانية من شبح السقوط، حيث كانت تُعرف في الأوساط الأوروبية بـ"رجل أوروبا المريض".
تولى السلطان عبد الحميد الحكم في (10 شعبان 1293 هـ - 31 أغسطس 1876)، وخُلع بانقلابٍ في (6 ربيع الآخر 1327 هـ - 27 أبريل 1909)، فوُضع رهن الإقامة الجبريَّة حتّى وفاته في 10 فبراير 1918م، وخلفه أخوه السلطان محمد الخامس. أطلقت عليه عدة ألقاب منها «السُلطان المظلوم»، بينما أطلق عليه معارضوه لقب «السُلطان الأحمر».
السلطان عبد الحميد الثاني
الفريق سعد الدين الشاذلي
في 10 فبراير عام 2011م، توفي الفريق سعد الدين الشاذلي، أحد أبطال حرب أكتوبر1973م، حيث شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية في الفترة ما بين 16 مايو 1971 وحتى 13 ديسمبر 1973م ومؤسس وقائد أول فرقة سلاح مظلات في مصر، وقد وضع خطة العبور العظيم، وتوفي عن عمر ناهز 88 عاما.
الفريق سعد الدين الشاذلي
الدكتور إبراهيم الفقي
في مثل هذا اليوم عام 2012م، رحل عن دنياتا إبراهيم الفقي، خبير التنمية البشرية والبرمجة اللغوية العصبية، وصدر له عدة مؤلفات تُرجمة إلى ثلاث لغات (الإنجليزية، الفرنسية، العربية)، كما درب مئات الآلاف من الأشخاص في محاضراته حول العالم، ومن أبرز مؤلفاته كتابه (إدارة الوقت، المفاتيح العشرة للنجاح)، وتوفي في مثل هذا اليوم عام 2012، إثر اندلاع حريق هائل بالشقة التي يقيم بها عن عمر ناهز 61 عامًا.
الدكتور إبراهيم الفقي