يحدٌث في أمريكا.. الترامبوليزم (2-2)

6-2-2025 | 14:36

عندما استقبل ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض الثلاثاء الماضي تركزت محادثاتهما على الشرق الأوسط، وكان الهدف تنفيذ خطط ترامب ونتنياهو في المنطقة، ويعتبر الوقت الحالي لحظة فاصلة ونقطة تحول في الشرق الأوسط، وهناك إمكانية لتطبيق القوة والنفوذ الأمريكيين لتحقيق إنجازات كانت صعبة في السابق، وبدأ ترامب بالفعل بالعمل على هذه اللحظة المحورية؛ من خلال دفع اتفاق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره في غزة إلى خط النهاية، والآن أصبح لديه القدرة على بناء نظام إقليمي جديد يرتكز على السلام، وهٌناك احتمال حقيقي أن يتمكن ترامب أن يصنع السلام من وجهة نظره، وبما هو في مصلحة إسرائيل فقط لا غير، وما يخدم اللوبي اليهودي الأقوى والمٌـتحكم الحقيقي في دوائر الحٌكم والدولة العميقة الأمريكية، وعلى الرغم من أن عقيدة ترامب وأهدافه المركزية كانت تقليص التدخلات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، والتي اعتبرها مٌكلفة وغير فعالة، وتميزت فترة رئاسته الأولى بقرارات مٌتباينة فيما يتعلق بالوجدود العسكري في مناطق الصراع، وسبق وقرر ترامب سحب القوات الأمريكية من سوريا في 2019 مٌعتبرًا أن الولايات المتحدة لم تعد بحاجة إلى التورط في الصراعات المحلية في الشرق الأوسط. 

كما اتخذ خطوات مشابهة لتقليص القوات الأمريكية في أفغانستان، على الرغم من استمرار المخاوف بشأن استقرار المنطقة، وبالنسبة لسوريا ولبنان فإن المهمة الأمريكية الأولى تتلخص في تعزيز الأسس القومية لحكومتهما الجديدتين، حتى لا تتمكن القوى الخارجية، مثل إيران أو تركيا، من الاحتفاظ بالسلطة خلف الكواليس.

في بيروت؛ يعني هذا تحذير القيادة الجديدة للرئيس جوزيف عون، ورئيس الوزراء نواف سلام من السماح لحزب الله بتعويض بعض خسائره من خلال السيطرة على بعض الوزارات الرئيسية.

وفي سوريا؛ يعني ذلك تقديم حوافز للقيادة الجديدة لاستكمال إخلاء القوات الروسية من القواعد العسكرية لموسكو في البحر المتوسط، واحتواء الأكراد والدروز والمسيحيين والعلويين كشركاء كاملين في سوريا، والعمل على توقيع اتفاق ترسيم الحدود والمراقبة بين إسرائيل ولبنان، وتحديث اتفاق فض الاشتباك في الجولان، ولن تتحقق أهداف واشنطن إلا بشرطين، الأول هو تحقيق هدوء مستدام في غزة، على أساس وقف إطلاق النار، واتفاق إطلاق سراح الرهائن الذي دخل الآن مرحلته الأولى، وثانيًا التزام إسرائيل بعملية سياسية مع الفلسطينيين.. 

والجزء الأصعب هو الاستثمار في عملية سياسية بتخصيص دور كبير وجوهري للسلطة الفلسطينية؛ فهي تقدم البديل العملي الوحيد لاستمرار سيطرة حماس على غزة.. وللحديث بقية!!

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: