وصف مقال بصحيفة الجارديان البريطانية اليوم الخميس المطالبة بإخلاء غزة بشكل دائم وإعادة توطين المدنيين الفلسطينيين قسرا على "قطعة أرض جيدة وجديدة وجميلة" بأنه أمر خيالي بالكامل، مشيرا إلى أن هذه الفكرة غير قابلة للتنفيذ وغير عادلة ومغلفة بالخداع المتعمد والتهور والأنانية المطلقة .
موضوعات مقترحة
وذكر المقال -الذي كتبه الصحفي البريطاني سايمون تيسدال- إن أفكار ترامب غير المتماسكة لا ترقى إلى مستوى التفكير الرائد، ناهيك عن الخطة فهي خطيرة للغاية. وأضاف أن الهدف الأصولي الكامن وراء اهتمامه الزائف هو احتلال إسرائيل الموسع والموحد و"امتلاكها" لغزة، من خلال شكل غريب من أشكال الإقراض والتأجير الأمريكية، لكل غزة وربما الضفة الغربية. وهذا يعني الموت لآمال الدولة الفلسطينية ولا عجب في إطلاق التحذير الصارم ضد "التطهير العرقي" من جانب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش وتوقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن أي خطوة من هذا القبيل من شأنها أن "تسكب الزيت على النار" في المنطقة.
تساءل الكاتب "من المسؤول عن تحويل غزة إلى أرض قاحلة حيث قتل ما لا يقل عن 47 ألف شخص في 15 شهرا قاتلة؟ وأجاب إنه الرجل الذي يقف بجانبه وهو بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل، قاتل الأطفال والمتهم بارتكاب جرائم حرب.
وأشار الكاتب إلى أن مقترحات ترامب تتجاهل الحق الأساسي للفلسطينيين في تقرير المصير، كما هو منصوص عليه في القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وهي تنقض عقودا من السياسة الأمريكية والغربية ــ وخطة السلام التي تبناها في ولايته الأولى والتي تدعم حل الدولتين. والواقع أن الإخلاء القسري لملايين الناس من منازلهم وممتلكاتهم يشبه التطهير العرقي كما حدث في البوسنة في تسعينيات القرن العشرين، ومؤخرا على يد المستوطنين اليهود الخارجين عن القانون في الضفة الغربية.
ومضى الكاتب قائلا إن "هراء ترامب" بشأن الاستيلاء على العقارات من شأنه أن يشجع المتطرفين على كل الجوانب، إن أي محاولة لإزالة كتلة سكان غزة بشكل دائم سوف تصبح سببا في حشد أعداء إسرائيل. وسوف تشجع الجماعات السياسية اليهودية اليمينية المتطرفة التي تعارض بشدة حقوق الفلسطينيين والتي غذى تعصبها عمليات القتل الجماعي في غزة منذ هجمات السابع من أكتوبر.
وأضاف أن العرب والأوروبيين والمملكة المتحدة متفقون بالإجماع على إدانتهم لهذا القرار. ولن يدعم أي منهم الاستيلاء العسكري الأمريكي على غزة وسوف يتطلب الأمر أعدادا كبيرة من القوات الأمريكية هناك، وعلى المدى الطويل ومن ثم سوف يصبح هؤلاء الجنود هدفاً حتميا للعناصر المتطرفة. وربما تصبح غزة بمثابة العراق بالنسبة لترامب.
وأوضح المقال إن خيال ترامب غير العملي وغير العادل وغير القانوني بشأن غزة قد أدى بالفعل إلى تفاقم حالة عدم الاستقرار المزمنة في الشرق الأوسط. وسوف تجعل خطته الوضع السيئ أسوأ، حتى لو لم تسفر في النهاية عن شيء.
واختتم الكاتب مقاله قائلا إن الشيء الصحيح هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن ينهي الصراع الذي دام 77 عاما ألا وهو: قبول إنشاء دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على أرض فلسطين إلى جانب إسرائيل.