6-2-2025 | 12:29

على مدى زواجي الذي يتم قريبًا 28 عامًا؛ شاهد فيه مئات المواقف؛ خرجت منها بعبر مفيدة ومهمة؛ قد يكون أكثرها أن أكثر العلاقات نجاحًا؛ هي التي تقوم على التكامل.

التكامل عزيزي القارئ في العلاقات هو أشبه بالبازل؛ وهي لعبة عبارة عن صورة مقسمة لأجزاء كثيرة؛ مطلوب من اللاعب جمعها وإعادة ترتيبها لتتضح معالم الصورة.

هكذا العلاقات أيًا كانت؛ وليكن الزواج؛ كلما تكامل طرفا العلاقة؛ كانت ناجحة؛ بل قياس درجة النجاح بقيمة التكامل.

على سبيل المثال؛ الزوج لا يجيد العمليات الحسابية؛ ولا يحبذ التسوق؛ ولا يجيد الطبخ؛ ولكنه يحب التدريس والشرح عكس زوجته؛ هو مثال بسيط؛ ولكنه كاشف؛ كل طرف يجيد القيام بمهمة؛ لا يجيدها الآخر؛ هنا تتكامل العلاقة ونسبة نجاحها تكون كبيرة.

ولو نظرنا للعلاقة بمنظور مختلف؛ حيث يسوق البعض لفكرة التقارب بين طرفي الزواج؛ ولكن من زاوية التشابه؛ فنسمع كلمة نحن متشابهان؛ الحقيقة أن هذا التشابه من شأنه أن يقتل العلاقة بين الطرفين بشكل تام.

حيث تأتي لحظة يكتشف الاثنان أنهما نسخة متكررة؛ في بعض الأوقات يشعر الإنسان برغبة في التجديد؛ أحيانًا تكون مفيدة؛ مثل أن يذهب لمكان لم يره من قبل؛ أو أنه يخطو خطوة لم يفعلها سابقًا؛ من باب التغيير ليس إلا.

التشابه يجعل العلاقات باردة؛ بعكس التكامل؛ حين ترى في شريك حياتك ما لا تراه في نفسك؛ تشعر بالسرور؛ أن هناك من يستطيع فعل ما لم تقدر على فعله؛ وهكذا تدور الأيام تفعل بنا ما تقدر عليه؛ ونحاول أن نؤثر فيها قدر استطاعتنا؛ لنترك أثرًا طيبًا.

بعد فترة من التعايش تجد المتشابهين تكسو حياتهم الرتابة؛ ثم الملل؛ ثم يتسلل إليهم مرض العصر"الخرس الزوجي" وقد تجد زوجين يمر عليهما يوم واثنان، ويمكن أكثر دون  حديث فيه كلمة واحدة بينهم!

حتى الأصدقاء غير المتشابهين تجد علاقتهم أكثر نجاحًا؛ بل تجدها متجددة على الدوام؛ لأن كلًا منهم له ميزة يفتقدها الآخر؛ تستطيع التأكيد على نجاح العلاقة بقدر التكامل من عدمه.

مثال آخر؛ الفرق الرياضية الكروية الناجحة؛ تجد اللاعبين في مراكز مختلفة "11 لاعبًا" كل لا عب متميز في مركزه في الملعب؛ ماذا يحدث لو الـ 11 لاعبًا يجيدون اللعب في نفس المركز؟ سؤال إجابته تبرز أهمية التكامل.

إذا أردت أن تكون علاقتك ناجحة؛ ابحث عن من يكملك؛ عما تفتقده فتجده فتشعر بالسرور والامتنان، أما ما يشبهك فهو معك متحقق فيك وفي صفاتك؛ فلا جديد.

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: