سفراء ومثقفون ومفكرون يُناقشون الكتاب.. «في قلب اللحظة» يدق جرس إنذار

5-2-2025 | 22:16
سفراء ومثقفون ومفكرون يُناقشون الكتاب ;في قلب اللحظة; يدق جرس إنذارد.محمد فايز فرحات- عمرو خفاجي- د.مصطفى الفقي- جمال الكشكي
حسناء الجريسى
الأهرام العربي نقلاً عن

جمال الكشكي: تتحدث فصول الكتاب عن الخريطة العربية وكيف تتشكل في النظام الدولي الجديد

موضوعات مقترحة

الكتاب تناول تصادم الخرائط الثلاث.. وهي مشاريع إستراتيجية معقدة تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة

اللحظة الراهنة قد تكون بدأت في عام 2003 بالغزو الأمريكي للعراق أو في عام 1945 أو 1948 بتكوين النظام العالمي الجديد

د. مصطفي الفقي: توقيت صدور الكتاب مثالي وهو مكتوب بلغة راقية برغم تناوله للصراعات في العالم

د. محمد فايز فرحات: تمكّن الكاتب من توظيف المفردات السياسية في الكتابة بطريقة سلسة مما جعل عنوان الكتاب مثيرًا

عمرو خفاجي: الكتاب قدم تحليلات ودراسات عميقة للأحداث مع رؤية استشرافية لمستقبل المنطقة

أسامة سرايا: لا تخشوا على مصر.. إنها قوية والولايات المتحدة وإسرائيل أو أي قوة لا تستطيع تنفيذ مثل هذه المخططات

شهدت قاعة «فكر وإبداع»، بمعرض القاهرة الدولى للكتاب، في دورته السادسة والخمسين، الأسبوع الماضى، مناقشة كتاب «في قلب اللحظة.. حدود ملتهبة ونظام عالمى جديد» للكاتب الصحفي جمال الكشكى، رئيس تحرير «الأهرام العربى»، بمشاركة كل من المفكر السياسى الدكتور مصطفي الفقى، والكاتب والمحلل السياسى الدكتور محمد فايز فرحات، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، وقد أدار الندوة وشارك فيها الإعلامى والكاتب الصحفي عمرو خفاجى.

حضر الندوة عدد من السفراء والإعلاميين والمثقفين، ومنهم عبد الله بن ناصر الرحبي، السفير العمانى في القاهرة والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، ومحمد بن يوسف، السفير التونسي لدى مصر ومندوبها في جامعة الدول العربية، وأمجد العضايلة، سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى مصر ومندوبها في جامعة الدول العربية، إضافة إلى عدد من نواب البرلمان، ومنهم أسامة شرشر، وضياء الدين داود، وأحمد الشرقاوى، ومحمد زكى، وعدد كبير من الزملاء في مؤسسة الأهرام ومنهم رئيس تحرير الأهرام الأسبق أسامة سرايا.

في مستهل اللقاء، أشاد الأستاذ عمرو خفاجى، بشجاعة الكاتب جمال الكشكى، في تناول قضايا الساعة وتصديه لما يحدث في العالم في اللحظة الراهنة، وقال: "تطرق الكاتب إلى جميع الأحداث الملتهبة في المنطقة، من أحداث غزة إلى ما يحدث في مصروالسودان، وما يجرى في أكثر مناطق العالم سخونة، ما يرسم خرائط جديدة وحدودا جديدة".

وأضاف، أن الكاتب تناول الماضى بشكل سردي، مفاجئًا الجمهور بالحديث عن "هنرى كيسنجر"، كما ألقى الضوء على الموقف المصري والضغوط التى يتعرض لها الإقليم، موضحا أن الكشكى قدم تحليلات ودراسات عميقة للأحداث، مع رؤية استشرافية لمستقبل المنطقة العربية.

كما أشاد خفاجى، بحرص الكاتب على التنوع في الكتابة؛ حيث مزج بين السياسة والأدب، مستخدمًا أشعار العديد من الشعراء، مثل محمود درويش، وشعراء آخرين وأعرب عن سعادته بالكتاب الذى أهداه الكشكى له، قائلا إنه يعد بمثابة" جرس إنذار"، للمجتمعات العربية، فالكتاب، كما أنه يتناول الأزمة الفلسطينية وما يجرى في الإقليم.

اختتم خفاجى حديثه قائلا: إن الكتاب ينتمى إلى الكتابات السياسية المهمة.

من جهته، عبّر المفكر الدكتور مصطفى الفقي، عن سعادته بظهور أول مؤلفات الكاتب جمال الكشكى «في قلب اللحظة»،  في معرض القاهرة الدولى للكتاب، في دورته السادسة والخمسين، مشيرًا إلى الصداقة العميقة التى تجمع بينه، وبين الكاتب جمال الكشكى.

وأوضح أن الكتاب تناول قضايا الإقليم الحية والصراعات المستمرة فيه، مؤكدًا أن توقيته كان مثاليًا؛ حيث تناول وجهات النظر الأمريكية، مشيرًا إلى تصريحات الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب التى تكشف خطاب الكراهية.

وأضاف أن مصر مستهدفة لدورها المحورى في الإقليم؛ حيث عرض المؤلف التحولات السياسية المختلفة في كتابه، متبنيًا رؤية استشرافية لما يحدث في العالم العربى، مؤكدا أننا نعيش في لحظة شديدة الصعوبة في تاريخ المنطقة، وأن المنطقة معرضة إلى اتفاقية "سايكس بيكو جديدة"، تنشئ المزيد من الحدود، بسبب الأطماع والمخططات التى تهدد أمن المنطقة، بما في ذلك ممارسات إسرائيل الإرهابية.

وقال الفقى:"نعيش في عالم هادئ ظاهره دبلوماسى، لكن جوهره يحمل مشاعر خبيثة"، وهذا بالتحديد ما يتناوله كتاب جمال الكشكى، مشيرًا إلى أن التكنولوجيا كان لها دور في تعقيد هذه الصراعات، وأن مصر دائمًا ما تكون في صلب صناعة القرار.

وقال الفقى: إن مصر مستهدفة على مر التاريخ نظرا لدورها المهم، وموقعها الجغرافي وتاريخها السياسى، لذلك فهى تعد الجائزة الكبرى وصانعة القرار في المنطقة، ومن يرد إسقاط العرب فعليه أن يسقط مصر أولا، ونحن نعلم أن الغرب يضمر للشرق قدرا كبيرا من الكراهية التى ظهرت واضحة في التصريحات الأخيرة للرئيس الأمريكى ترامب، حين نادى بتهجير أهل غزة إلى مصر والأردن.

أما الكاتب الصحفي، والمحلل السياسى، الدكتور محمد فايز فرحات، رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، فقد وصف كتاب "في قلب اللحظة" بأنه غنى بالنقاط المهمة التى تهم العالم العربى، موضحًا أن الكتاب طرح فكرة "الإقليمية الجديدة".

وقال إن الكتاب تناول مؤشرات مهمة لما يحدث في الشرق الأوسط ودول الجوار، مثل الانفتاح الذى حدث مع تركيا في الفترة الأخيرة، وكذلك ما حدث في إيران، موضحا أن الكتاب يعكس أسلوبًا صحفيًا مميزًا؛ حيث تمكّن الكاتب من توظيف المفردات السياسية والعربية في الكتابة بطريقة سلسة، مما جعل العنوان" في قلب اللحظة" مثيرًا ولافتًا للانتباه.

وأشار فرحات، إلى أن الكتاب يربط الأحداث التاريخية بحاضر المنطقة؛ حيث تطرق إلى مراحل الصراع مثل الحرب الباردة، والحرب العالمية الثانية، كما تناول الصراع العربى-  الإسرائيلى وما يحدث في غزة، وركز على التحولات الإستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط.

وأوضح أن الكتاب يسلط الضوء على الصراع القائم في النظام العالمى، مشيرًا إلى أن أقاليم العالم تتجه نحو العلاقات الاستثمارية، وأن العلاقات الإقليمية أصبحت أكثر أهمية من العلاقات الدولية، كما تعرض بالتحليل للصراع بين الولايات المتحدة وروسيا.

وقال إن الكتاب يطرح أسئلة مهمة حول المستقبل، مثل: هل نحن في المرحلة الحالية في نظام الدولة؟ وهل ستكون هناك مواجهة عسكرية، أم أن هناك احتمالات أخرى؟

وأضاف أن تجربة الصين، والنظام الثقافي الصينى، تفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة، معتبراً أن ذلك يفتح آفاقًا جديدة في فهم الصراعات الدولية، وأن الكتاب يدق جرس إنذار للمجتمعات، والباحثين العرب، ويتناول كل الملفات التى تحدث حولنا في الإقليم في سياقها وحجمها.

وأكد أننا يجب أن ننتبه إلى التغيرات التى تحدث في قمة النظام الدولى، لأنها ستؤثر على العالم كله، وفي مقدمته مصر، مشيرا إلى أهمية التوقيت الذى صدر فيه الكتاب، الذى يكمن في أننا كنا نحتاج إلى رؤية تحولات المنطقة، والنظام الدولى من وجهة نظر وطنية، وهو ما وفره الكشكى في كتابه.

وقال فرحات، إن الكشكى عاد إلى التاريخ، لكن ليس لتأصيله، ففكرة التاريخ حاضرة منذ بداية الصراع في الحربين العالميتين الأولى والثانية،  وهى مراحل ثرية جدا وضرورية  لفهم ما يحدث في العالم الآن.

ولفت الانتباه إلى أن بعض تحولات المنطقة، يسير في طريق عكسى لأن مؤشرات التحول والانفتاح الحالية، قد لا تتوافق مع مصالح الكتلة العربية، وأن ما حدث في سوريا وغزة، يشير إلى أن الشرق الأوسط يتعرض إلى أحداث تضعه بعيدا عن طريق "الإقليمية الجديدة"، خصوصا حجم الاستثمارات البينية القليلة، ما يشير إلى أن التحول لا يزال بعيدا.

وأوضح فرحات أن الكشكى، يرى أن السيناريوهات العالمية الحالية ستحسم بالقوة العسكرية، خصوصا أن هناك نظريات تنحاز بالفعل إلى ذلك، لكنه أشار إلى اعتبارات أخرى، قد تنفي ذلك منها أن طبيعة القوة الصاعدة المتمثلة في الصين تختلف عن القوى الصاعدة في المراحل الماضية، لأن الثقافة الصينية تستبعد الحروب، ما قد يفتح الباب لحلول أخرى، مثل أن تقدم الولايات المتحدة على احتواء الصين، فينتهى الأمر بالتوافق أو يحدث توازن للقوى، فيما يتعلق بالتحالفات العسكرية.

أشاد فرحات بعناوين الكتاب، التى دمج فيها الكشكى المصطلحات السياسية بمفردات من علوم أخرى متنوعة، ما جعلها فريدة في توصيل المعنى مثل "أنين الخرطوم"، و"حروق من الدرجة الثالثة"، و"الأكسجين السياسى"، وأوضح أن الكتاب تناول احتمالات الحرب العالمية الثالثة، من منطلق أنه لا بد من تجنبها، لأنها ستمثل سيناريو كارثيا نظرا لتطور الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية الحديثة.  

من جانبه، توجه الكاتب جمال الكشكى، بالشكر للسفراء والمفكرين والمثقفين والإعلاميين الحاضرين في الندوة، وقال: إن اللحظة الراهنة قد تكون بدأت في عام 2003 بالغزو الأمريكى للعراق، أو في عام 1945 أو 1948، بتكوين النظام العالمى الجديد، وأن تلك اللحظة ليست ابنة الحرب الإسرائيلية على غزة فقط، فالخلاصة أن الأحداث أسرع من قدرة التاريخ على توثيقها.

وأضاف أن الكتاب طرح سؤالًا مهمًا: ما شكل الإقليم في المرحلة المقبلة؟ مشيرا إلى أن الجروح التى خلفتها الحروب قد تكون غائرة، ولفت النظر إلى أن اللحظة الراهنة تحمل عنوان "تصادم الخرائط" ، الصفوية  والتوراتية والعثمانية، وارتباك الخرائط العالمية هذا، سيفضى إلى نظام عالمى بتوقيت الحدث، مؤكدا أن الخريطة التى يجب أن نفرضها هى الخريطة العربية، القائمة على الوحدة الاقتصادية، والتشارك الحقيقى والتطابق السياسى، ونحن قادرون على ذلك، لأنه ليست لدينا رفاهية اختيار مصير آخر، فلن ينجو أحد منفردا، أمام التحديات الحاضرة.

وأكد الكشكى، أن الكتاب يركز على القضية الفلسطينية باعتبارها المفتاح الحقيقى لاستقرار العالم، مشيرًا إلى الدور المصرى في معالجة القضية الفلسطينية، موضحا أنه لا يميل للعودة إلى الماضى، بل يركز على المستقبل؛ حيث تتحدث فصول الكتاب عن الخريطة العربية، وكيف تتشكل في النظام الدولى الجديد.

ولفت النظر إلى أن القضية الفلسطينية تظل موضوعًا محوريًا في الكتاب، وهو ما يعكس الدور المصري الشريف في القضية، مشيرًا إلى أن مصر كانت دائمًا في مقدمة الدول التى تدعم القضية الفلسطينية.

وعبر الكاتب الصحفي الكبير أسامة سرايا - رئيس تحرير الأهرام الأسبق - عن سعادته بالكاتب والكتاب قائلا: أنا سعيد بنجاح الزميل جمال الكشكى، أحد أبناء "الأهرام العربي"، التى أسسها، وأعتبره آخر العنقود الذى تسلم قيادة "الأهرام العربى"، ثم أضاف ردا على التخوفات التي أثارها بعض الحضور حول الكتاب من تصريحات ترامب عن تهجير سكان غزة إلى مصر والأردن قائلا: لا تخشوا على مصر، إنها قوية والولايات المتحدة وإسرائيل أو أى قوة لا تستطيع تنفيذ مثل هذه المخططات.

في الختام، وجه السفير العمانى بالقاهرة، عبد الله الرحبى، تحية تقدير واحترام للحضور الكريم، معبرًا عن سعادته بتوقيع كتاب"في قلب اللحظة" ، للكاتب جمال الكشكى، الذى اعتبره إضافة قيّمة للمشهد الفكرى والثقافى.

وقال: كانت المداخلات التى استمعت إليها اليوم، غنية بالرؤى والتحليلات الدقيقة؛ حيث أظهرت وعيًا عميقًا بالتحديات التى تواجه أمتنا في هذا الوقت الحرج، مشيرا إلى أن الكتاب تناول تصادم الخرائط الثلاث، وهى مشاريع إستراتيجية معقدة تهدف إلى إعادة تشكيل المنطقة، وهو ما يتطلب وعيًا مضاعفًا لمجابهة هذه التحديات بحذر وحكمة.

كما شدد على أهمية فهم فكرة" الديانة الإبراهيمية"، وما تحمله من أبعاد ثقافية ودينية وسياسية، مؤكدًا على ضرورة تعزيز وحدة الصف العربى في مواجهة هذه التحديات.


د.مصطفى الفقي


د. محمد فايز فرحات


عمرو خفاجى


أسامة سرايا


جانب من الحضور


السفير العماني عبدالله الرحبي


السفير التونسي محمد بن يوسف


السفير الأردني أمجد العضايلة


غلاف الكتاب


جانب من الحضور


جانب من الحضور

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة