كل المصريين خلف الرئيس

6-2-2025 | 12:26
مجلة الأهرام الرياضى نقلاً عن

"ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني ظلم لا يمكن أن نشارك فيه".. كلمات تاريخية صادقة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسي فى المؤتمر الصحفي للرئيس الكيني خلال زيارته لمصر.. معبرًا عن الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية.. ورفضه التام لأي محاولات لإجبار الشعب الفلسطيني على التهجير من أرضه ومدى المسئولية التي كانت ولا تزال يعتبرها الشعب المصري وقيادته السياسية من الثوابت التاريخية.. التي لا يمكن الحياد عنها لسبب من الأسباب.. وأيضًا في الدفاع عن الأمن القومي المصري وعدم المساس به والتمسك بكل شبر من تراب هذا الوطن.. الذي اختلطت حباته بدماء الآلاف من الشهداء من أبناء مصر المخلصين دفاعًا عن الأرض على مدار آلاف السنين.

تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب عن محاولات تهجير الفلسطينيين إلى مصر جاءت بمثابة دعوة واختبار حقيقي للشعب المصري.. للتعبير مدى ارتباطه والتفافة حول القيادة السياسية وتمسكه بالثوابت التي لم تتغير في يوم من الأيام مهما تكن الضغوط أو التحديات.. وانعكس ذلك من خلال الآلاف من المصريين الذين توافدوا على معبر رفح البري في مسيرات تضم جميع أطياف المجتمع المصري تعبيرًا عن الرفض الشعبي لكل المحاولات.. التي تستهدف الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني وجذوره الممتدة لآلاف السنين على تلك الأرض.. التي تحاول إسرائيل وترامب اقتلاعه منها بالقوة عن طريق التهجير إلى الأردن ومصر.

لا يعرف غرباء كثيرون طبيعة المصريين وجوهرهم.. وكيف يواجهون أي ضغوط وتهديد خارجي بالالتفاف حول قيادتهم دفاعًا عن بلدهم وحياتهم وكبريائهم.. ومن المؤكد أن الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب لا يعرف ذلك ولم يستشر أحدًا ممن يعرفون المصريين قبل أن يتخيّل أنه يستطيع إجبارهم على قبول طلبه بتفريغ غزة من أهلها وأصحابها ونقلهم إلى مصر والأردن..

وحين وقف الرئيس عبدالفتاح السيسي وقال (لا) أمام العالم كله.. وأنه لن يقبل تهجير أهل غزة وإجبارهم على ترك أرضهم وبيوتهم.. وكان الرئيس وقتها ولا يزال يتحدث كرئيس لمصر، ويمثل كل المصريين الذين لا يخضعون لأي تهديد أيًا كان صاحبه، وأبدًا لا يستسلمون دفاعًا عن بلدهم.. وكان المشهد أمام بوابات رفح على الحدود المصرية أمام غزة يعني كل ذلك.. يعنى وقوف المصريين خلف رئيسهم حبًا واحترامًا واقتناعًا.. يعني أن هناك أوقاتًا لا مكان فيها أو مجال لاختلاف آراء ومواقف ووجهات نظر.. وأن الكل أصبح واحدًا يدافع عن مصر، وأيضًا عن حق أهل غزة فى التمسك بأرضهم وبيوتهم وحياتهم.

المؤامرة على غزة بدأت منذ أربعة عشر شهرًا، وكشف عنها الرئيس عبدالفتاح السيسي في البدايات محذرًا من تداعيات الموقف الإسرائيلى.. الذي تعمّد منذ السابع من أكتوبر 2023 إحداث تخريب ودمار شامل للبنية التحتية والقضاء على جميع سبل الحياة في غزة.. بهدف خلق واقع يحول دون إمكانية عودة أهل غزة إلى أرضهم مرة أخرى، وإجبارهم على التهجير القسري ضمن ما خططت له إسرائيل برعاية أمريكية.. بدأت مع ولاية الرئيس السابق لأمريكا بايدن واستمرت مع الرئيس الحالي ترامب.. الذي أعاد للأذهان مرة أخرى وعد بلفور الذي منح ما لا يملك لمن لا يستحق.

كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي التي تناولتها باهتمام بالغ صحف ومواقع ووكالات الأنباء حول العالم عن رفض مصر سيناريو التهجير للشعب الفلسطينى جاءت بمثابة رسالة استفاقة للعالم عما يحدث فى غزة من قهر وظلم وتهجير قسرى لشعب عانى منذ أكثر من سبعين عامًا ويلات الحروب والقتل والتدمير المستمر والإبادة الجماعية للكبار والشيوخ والأطفال وحصار لم يحدث في تاريخ البشرية لشعب من شعوب الأرض.

كلمات البحث
الأكثر قراءة