يحتفل اليوم الأربعاء الموافق 5 فبراير الجاري، كريستيانو رونالدو، قائد النصر السعودي، بعيد ميلاده الـ40، بعد سلسلة من النجاحات الطويلة التي دونها في تاريخ الساحرة المستديرة
موضوعات مقترحة
"العمر مجرد رقم".. الجملة الأدق لوصف الحالة الفنية والبدنية التي يتمتع بها رونالدو، فهو لا يزال يحقق الأرقام التاريخية، ويسجل الأهداف باستمرار، رغم تقدمه في السن.
فقد جرت العادة في أغلب الحالات، أن يتراجع المستوى البدني والفني للاعبين عند بلوغ سن الـ30، ويبدأ بعدها العد التنازلي لكتابة كلمة النهاية، إلا أن رونالدو كان استثنائيا، وتفوق على الجميع منذ دخول حقبة الثلاثينيات، التي شهدت العديد من اللحظات التي لا تنسى.
توهج استثنائي
رغم المستويات المذهلة التي كان يقدمها "الدون"، إلا أن هناك بعض الجماهير التي كانت تصفه باللاعب "المنتهي"، بسبب التحول إلى مهاجم صندوق، والابتعاد عن مركزه الأصلي كجناح الأيسر.
جاء ذلك، مع بداية دخول حقبة الثلاثينيات، تزامنا مع تراجع معدل المراوغات المعروف عنه، لتبدأ بعض الجماهير في انتقاده بشدة، ولكن هداف ريال مدريد التاريخي، كان رده قاسيا على الجميع، بتسجيل أهداف لا حصر لها، ليتحول إلى ماكينة تهديفية.
وكان من المفترض أن يتراجع مخزون رونالدو الفني والبدني، نظرا لتقدمه في العمر، إلا أنه لم يستسلم، بل أثبت براعته وقوة شخصيته، مسجلا 460 هدفا بعد بلوغ الـ30، وهو أقل مما سجله قبل هذا العمر بـ3 أهداف فقط.
وبهذا المعدل المذهل الذي اختتم به "الدون" حقبة الثلاثينيات، تفوق على عدد أهداف بعض الأساطير خلال مسيراتهم بأكملها، أمثال الإنجليزي واين روني، والبرازيلي رونالدو نازاريو، والهولندي رود فان نستلروي، والفرنسي تيري هنري، والإسباني راؤول جونزاليس، وغيرهم من نجوم اللعبة.
وعلى المستوى الجماعي، نجح في تحقيق العديد من الألقاب المحلية والقارية، بمساهمات تهديفية لا تتوقف، ليبرهن على عقليته التي لا مثيل لها.
وقبل أقل من 48 ساعة من إتمام عامه الـ40، فقد خطف الأنظار في فوز النصر على الوصل الإماراتي، بنتيجة (4-0) في دوري النخبة الآسيوي، بتسجيل ثنائية، من ضمنها ارتقاء خيالي، أثار به دهشة العالم
تألق رونالدو المذهل في حقبة الثلاثينيات، فتح لنا الباب للحديث عن إمكانية الاستمرار على هذه الوتيرة من عدمها، بالنظر للتحديات العديدة التي تنتظره بعد بلوغ الـ40.
الهدف رقم 1000
التحدي الأول الذي ينتظر رونالدو بعد بلوغ الـ40، هو الوصول للهدف رقم 1000، وهو أمر ليس بالصعب، بالنظر لمعدلاته التهديفية الخارقة.
ويمتلك رونالدو 23 هدفا في 25 مباراة خاضها هذا الموسم مع النصر بمختلف المسابقات، حيث يتصدر ترتيب هدافي دوري روشن (15)، بالإضافة للتربع على عرش مجموعة غرب آسيا، بتسجيل 6 أهداف، بالتساوي مع سالم الدوسري، قائد الهلال.
وبثنائية الوصل، رفع رونالدو رصيده إلى 923 هدفا خلال مسيرته بشكل عام، ليتبقى له 77 هدفا، للوصول إلى الحلم المنتظر.
الاستمرار أو الرحيل
لم يحسم النجم البرتغالي موقفه حتى الآن من تجديد عقده مع النصر، رغم التقارير التي أكدت توصل اللاعب لاتفاق من أجل الاستمرار.
رونالدو الذي دخل الفترة الحرة في يناير الماضي، اشترط على الإدارة، ضرورة التعاقد مع عدة صفقات قوية في كافة المراكز من أجل تحقيق النجاح بالفترة المقبلة.
وحال عدم توافر الأدوات التي يرغب فيها "الدون"، فإنه قد يخوض تحديا جديدا في نهاية مسيرته، من أجل تحقيق أحلامه التهديفية والمشاركة مع منتخب البرتغال، بصورة جيدة.
التتويج مع النصر
يتطلع رونالدو، لتحقيق لقب واحد على الأقل خلال الموسم الحالي مع النصر، بعد فشله الواضح في التتويج بأي بطولة محلية أو قارية منذ مجيئه في يناير 2023.
وحصد "صاروخ ماديرا" لقب البطولة العربية فقط، وواصل الإخفاق محليا، وودع دوري أبطال آسيا بالنسخة الماضية من الدور ربع النهائي ضد العين الإماراتي.
وبالتالي، فإن رونالدو يحلم بعد دخوله نادي الأربعين، بتحقيق البطولة الآسيوية أو الدوري السعودي مع النصر، على أقل تقدير.
دوري الأمم
يحلم رونالدو بقيادة منتخب البرتغال، للتتويج بدوري الأمم الأوروبية للمرة الثانية، بعدما سبق وأن قاد "برازيل أوروبا" لحصد نسخة 2019.
كذلك، سيكون التتويج بهذه البطولة، بمثابة إنجاز شخصي جديد له في مسيرته الدولية، حيث سيصبح اللقب الثالث، بعد حصد يورو 2016، ونسخة 2019 من دوري الأمم.
وتأهلت البرتغال للدور ربع النهائي في مواجهة الدنمارك، يوم 20 مارس ، حيث من المقرر أن يتواجد "الدون" رفقة بلاده.
كأس العالم 2026
يعتبر التتويج بكأس العالم 2026، هو الحلم الأهم في مسيرة رونالدو، بعد الإخفاق في 5 نسخ سابقة، بداية من 2006 وصولا إلى 2022.
رونالدو كان يدرس الاعتزال بعد وداع ربع نهائي النسخة الأخيرة في قطر 2022، إلا أنه فاجأ الجميع بالاستمرار مع منتخب بلاده، وسعيه للتتويج بالنسخة المقبلة.
وسيكون المونديال المقبل، بمثابة الفرصة الأخيرة للدون من أجل التتويج، من أجل معادلة الكفة مع غريمه التقليدي الأرجنتيني ليونيل ميسي في رفع الكأس خلال النسخة الماضية.