Close ad

"الناتو" و"بريكس" يبرزان كفاعلين رئيسيين في تشكيل العلاقات الدولية

4-2-2025 | 16:53
 الناتو  و بريكس  يبرزان كفاعلين رئيسيين في تشكيل العلاقات الدولية الناتو
أ ش أ

أكدت صحيفة "بيناكل جازيت" التركية، أن حلف شمال الأطلسي "الناتو" ومجموعة "بريكس" يبرزان كفاعلين رئيسيين يؤثران على التوازن الدولي في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية المتسارعة ، كما أنهما قادران على إعادة تشكيل العلاقات الدولية من خلال تحالفاتهما واستراتيجاتهما المتبادلة في ظل التطورات العسكرية والاقتصادية والجيوسياسة الاخيرة وخاصة الحرب في أوكرانيا، وتوسع عضوية الناتو، والتوسع الأخير لمجموعة "بريكس ، بالاضافة الى موجة الرسوم الجمركية التي تفرضها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

موضوعات مقترحة

وأضافت الصحيفة - في تقرير لها نشرته اليوم الثلاثاء، مبرزة أوجه المقارنة بين التكتلين - أن حلف الناتو يلعب دورًا محوريًا في السياق الحالي من خلال التوسع الأخير الذي شهد انضمام فنلندا والسويد، مما يعزز من قوة الحلف في شمال أوروبا، بالإضافة إلى ذلك، يؤكد دعم الناتو لأوكرانيا ضد روسيا التزامه بمبدأ الدفاع الجماعي الذي يشكل أحد ركائزه الأساسية.. حيث تجاوزت ميزانيات الدفاع لدول الحلف تريليون دولار، مع زيادة التركيز على الابتكار العسكري والتكنولوجيا لتعزيز قدراته الدفاعية.

أما مجموعة "بريكس" فقد شهدت تطورًا ملحوظًا من خلال التوسع الأخير في عام 2024، حيث انضمت إليها مصر، إثيوبيا، إيران، والإمارات العربية المتحدة، مما عزز من نفوذها الاقتصادي والجيوسياسي على المستوى العالمي، وتسعى المجموعة إلى تحقيق استقلال اقتصادي أكبر من خلال تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي وتعزيز استخدام العملات المحلية في التجارة البينية بين أعضائها، كما يلعب بنك التنمية الجديد دورًا مهمًا كبديل للمؤسسات المالية التقليدية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.

وعند مقارنة "الناتو" و"بريكس"، نجد أن الناتو يتمتع ببنية دفاعية قوية تتيح له القدرة على تعبئة ما يصل إلى 500,000 جندي بسرعة، مما يعكس مستوى التنسيق العسكري العالي بين أعضائه في المقابل، في حين تفتقر "بريكس" إلى هيكل عسكري موحد رغم وجود قوى عظمى مثل روسيا والصين ضمن أعضائها، بحسب تقرير الصحيفة، التي تصدرها منصة "إفريم اغاجى" التركية للدراسات والتحليلات.

ومن الناحية الاقتصادية، يضم الناتو دول مجموعة السبع، ويمثل حوالي 43% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي، بينما تمثل "بريكس" حوالي 46% من الناتج العالمي بعد التوسع الأخير، مما يعكس قوتها الاقتصادية المتزايدة، وعلى الصعيد الديموغرافي، يبلغ عدد سكان دول الناتو حوالي 952 مليون نسمة، مقارنةً بأكثر من 3.3 مليار نسمة لدول "بريكس"، مما يمنح الأخيرة ميزة ديموغرافية كبيرة تعزز من إمكانياتها الاقتصادية.

وتشير الاتجاهات العالمية الناشئة إلى تصاعد التعددية القطبية وتراجع الهيمنة الغربية التقليدية، مع التركيز المتزايد على أمن الطاقة في أعقاب أزمة الطاقة العالمية، كما يبرز التنافس الأكبر حاليا في مجالات التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي كعامل حاسم في تحديد ميزان القوى العالمي في المستقبل.

وتواجه كل من الناتو و"بريكس" تحديات وفرصًا مختلفة، ويتمثل أحد التحديات الرئيسية التي يواجهها الناتو في الحفاظ على القيم الديمقراطية واستقلالية وسائل الإعلام في بعض دول الاتحاد الأوروبي، أما "بريكس"، فهي بحاجة إلى تنسيق استراتيجي أكثر فاعلية بين أعضائها الذين يتميزون بتنوع سياسي واقتصادي كبير.

وأوصى التقرير ،في الختام، بضرورة تعزيز التعاون بين الناتو والاتحاد الأوروبي لمواجهة التحديات الديمقراطية وضمان استقرار النظام الدولي، كما يجب تشجيع الشراكات الاقتصادية بين دول "بريكس" والنظم العالمية القائمة لتعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي.

وأبرز التقرير أهمية فهم الديناميكيات المتغيرة في العلاقات الدولية، والذى يعد أمرًا حيويًا لضمان تحقيق التوازن بين الاستعداد العسكري للناتو والصعود الاقتصادي لمجموعة "بريكس"، ويؤكد التقرير أن التداخل بين الأمن العسكري والاستقرار الاقتصادي سيكون العامل الحاسم في تشكيل مستقبل العلاقات الدولية في السنوات القادمة.

 

كلمات البحث
اقرأ أيضًا: