وهبت عمرها وصحتها وموهبتها وجهدها للطرب الأصيل، لتصبح أيقونةً للموسيقى الشرقية، كان يحبها الأشخاص من جميع أنحاء العالم، عرفت في زمنٍ كان من الصعب أن تتميز النساء على الرجال في مجال الغناء والموسيقى، استطاعت أن تصبح كوكب الشرق، ويظل فنها مستمرًا حتى هذه اللحظة، وسيظل حيًا ما دامت الموسيقى والفن باقيين، هي كوكب الشرق أم كلثوم ويحل اليوم ذكرى وفاتها الـ 50.
موضوعات مقترحة
من هي أم كلثوم؟
فاطمة إبراهيم السيد البلتاجي، ابنة الشيخ المؤذن إبراهيم السيد، وكنيتها أم كلثوم، وُلدت في طماي الزهايرة، مركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، في 31 ديسمبر 1898، أو رسميًا حسب السجلات المدنية في 4 مايو 1908.
وُلدت فاطمة لأسرة متواضعة في ريف مصر، وكان والدها الشيخ إبراهيم إمامًا ومؤذنًا لمسجد في القرية، كما كان يعمل منشدًا في حفلات القرية والقرى المجاورة أما والدتها، فاطمة المليجي، فكانت ربة منزل وكان لها أخت متزوجة تُدعى رقية، وأخ يُدعى خالد، وهو أكبر منها.
تلقت فاطمة تعليمها في كُتّاب القرية، ورغم ضيق الحال، حرص والداها على عدم إظهار هذا الضيق والفقر إلا بالهمسات بعد صلاة الفجر، حين يكون الطفلان نائمين في ذلك الوقت، لم تكن فاطمة الصغيرة تعرف كيف تساعد والدها سوى بالدعاء له.
كيف أصبحت «أم كلثوم» أسطورة لا تموت؟
أكد الناقد الفني طارق الشناوي في تصريحات خاصة لـ"بوابة الأهرام"، أن أم كلثوم شخصية استثنائية، ورغم وقاتها منذ أكثر من 50 عامًا، إلا أن حتى هذه اللحظة يجدد الجمهور استماع أغانيها، ولهذا فهي شخصية عابرة للزمن.
وأضاف الشناوي، أن أم كلثوم كانت تختار الشعر التي تغنيه بكل عناية، وكانت تجدد الملحنين حيث بدأت مشوارها مع الشيخ أبو العلا محمد ثم رياض السوباطي ثم بليغ حمدي وفي آخر أغنيها محمد عبد الوهاب وسيد مكاوي، فهي كانت تؤمن بضرورة التجديد.
وواصل الشناوي، وأطلق عليها لقب كوكب الشرق بسبب هذه الرواية، وهي أن هناك مجله اسمها كوكب الشرق قامت بتقديم استفتاء بين (منيرة المهدية وملك وأم كلثوم) وفازت بهذا الاستفتاء، ورواية أخرى تؤكد أن كوكب الشرق ذهبت إلى الغناء في فلسطين قبل الاحتلال الاسرائيلي داخل ملهى اسمه كوكب الشرق فمن هنا أطلق عليها هذا الاسم، وأنا أميل إلى الرواية الأولى.
وأكدت الناقدة الموسيقية د. ياسمين فراج أستاذ النقد الموسيقي بأكاديمية الفنون، أن أم كلثوم مسيرة فنية كبيرة جدًا تقترب من 60 عام، وهذه الفترة جعلتها تقدم موسيقى غنائية مختلفة، وصوتها كان شاهد على تحولات سياسية كبيرة جدًا في التاريخ الحديث، حيث أنها كانت تتسم بالمرونة و شاركت في التمثيل والتلحين أيضًا بجوار الغناء.
وأضافت دعاء، أن صوت أم كلثوم جمع دول الشرق الأوسط وتطرب الأغنيها، ولهذا سميت بكوب الشرق والمقصود بالشرق هو الإدنى أو الأوسط، مشيرة أن أم كلثوم تمثل فترات زمنيه كانت فيها الثقافة المصرية هي الرائدة، وما جعل أغنيها تتصدر المشهد حتي هذه اللحظة هو شكل من أشكال الحنين للماضي، حيث كانت أم كلثوم وعبد الوهاب هما قطبين لتشكيل الحركة الغنائية في الشرق الأوسط.
وتابعت دعاء، أن أم كلثوم كانت تحترم صورتها أمام جمهورها سواء كان من المظهر أو قله الظهور الإعلامي حتى لا تقع في أي أخطاء، فهي كانت موهبه حقيقية وفازة.
واختتمت دعاء، بأن أم كلثوم أصبحت أيقونة فنيه في فترات مهمة في تاريخ مصر، ففي كل فترة زمنيه يظهر أيقونة جديدة.