رأت صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية أن الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على كندا والمكسيك والصين ستضر باقتصاد الولايات المتحدة وقوتها الدبلوماسية.
موضوعات مقترحة
وذكرت الصحيفة - في مقال افتتاحي - أن ترامب بدأ أولى خطوات ما يهدد بأن تصبح حربا تجارية مدمرة، إذ ستؤدي الرسوم الجمركية التي فرضها على المكسيك وكندا والصين إلى صدمة فورية للاقتصاد في أمريكا الشمالية والعالم.
وقالت الصحيفة إن هذه الحرب التجارية "العبثية" تعرض للخطر عقودا من التقدم نحو التكامل الاقتصادي الذي عزز الرخاء الأمريكي والعالمي، مشيرة إلى أن هذه التدابير غير مبررة تماما تجاريا؛ وتستخدم كأداة قسرية لتعزيز الأجندة السياسية المحلية لترامب وانتزاع تنازلات من جيران أمريكا قد تكون خارج نطاق قدرتهم على تقديمها.. كما أن الولايات المتحدة ستكون واحدة من الضحايا الرئيسيين في الضرر الناجم عن هذا الأمر.
وبحسب الصحيفة، روّج ترامب لتفسيرات وهمية مختلفة وراء فرضه للرسوم الجمركية، إذ يقول إنها ستعيد القاعدة الصناعية الأمريكية، وتحل محل ضريبة الدخل وتسدد الديون الأمريكية.
وقالت الفاينانشيال تايمز إن الدافع الظاهري وراء فرض التعريفات الجمركية هذا الأسبوع هو في الواقع الحد من "التهديد الرئيسي المتمثل في المهاجرين غير الشرعيين والمخدرات القاتلة" بما في ذلك الفنتانيل .. صحيح أن تهديد ترامب بالعقوبات كان قد دفع بالفعل كندا والمكسيك إلى اتخاذ خطوات لتعزيز حدودهما، ولكن هذه الخطوات كانت لتستمر بلا شك لو اختار الرئيس الأمريكي وقف تحركه".
وأشارت الصحيفة إلى أن الذريعة القانونية لتحرك ترامب مشكوك فيها، فقد استخدم قانون الصلاحيات الاقتصادية الطارئة الدولية، وهي سلطة تنفيذية تمكنه من الاستجابة للتهديدات الاقتصادية أو الأمنية غير العادية.. ومع ذلك لم يستخدم هذا القانون من قبل لفرض التعريفات الجمركية، ويتعين على المحاكم والكونجرس أن يمنعا هذه التعريفات.
ورأت الصحيفة أنه إذا لم يتم اتخاذ إجراءات لمنع التعريفات، فسوف يكون الضرر شديدا، وستغذي التعريفات الجمركية التي يفرضها ترامب وحدها التضخم الأمريكي المرتفع بسرعة كما ستحد من النمو.
وأوضحت الصحيفة أن الضرر في القوة الدبلوماسية الأمريكية ليس أقل عمقا .. فمنذ ثمانينات القرن العشرين، وضعت كل من كندا والمكسيك عقودا من التشكك جانبا من أجل القيام برهان استراتيجي على التجارة الحرة مع الولايات المتحدة، والذي بلغ ذروته في اتفاقية نافتا في عام 1994.. وكانت الفوائد الاقتصادية، وخاصة لكندا، وفيرة.
وأضافت أن كلا من كندا والمكسيك أرغمت في الواقع ترامب في ولايته الأولى على إعادة التفاوض على هذه الصفقة ، والآن، بعد أن تجاهل الرئيس حتى الاتفاق المنقح، فإن هذا يرسل رسالة مفادها أن كلمة الولايات المتحدة لا يمكن الوثوق بها.
وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن حرب ترامب التجارية تهدد بأن تصبح كارثية، ولكن الفوضى لن تنتهي عند هذا الحد.