امتلكت سيدة الغناء العربى أم كلثوم قصصا عديدة مع كبار القادة والساسة فى مصر والوطن العربي، والحق أن شهرة أم كلثوم قد جابت الشرق بأسره منذ ثلاثينيات القرن العشرين، ومنذ ذلك الوقت بدأت فى نسج شبكة علاقاتها الممتدة مع هؤلاء الزعماء.
موضوعات مقترحة
فى مصر الملكية، وقبل قيام ثورة 1952م، صدح صوت أم كلثوم فى القصور الملكية منذ عصر الملك أحمد فؤاد الأول(1917-1936م)، والذى كان عاشقا لصوت الآنسة أم كلثوم.
فى عام 1932م، كانت أم كلثوم فى تلك الفترة قد انتهت من تسجيل أحدث أغانيها "أفديه إن حفظ الهوى أو ضيعا .. ملك الفؤاد فما عسى أن أصنعا"، تلك القصيدة التى تعد واحدة من عيون الشعر العربي، حيث نظمها الشاعر الأيوبي كمال الدين بن النبيه(ت619هـ)، ولحنها الشيخ أبو العلا محمد، أستاذ أم كلثوم وصاحب الأيادى البيضاء عليها.
لقد صدحت أجهزة الجرامافون بالتحفة الكلثومية الجديدة، وبلغت مسامع الملك الذى أصر على أن يحضر الحفلة التى ستقيمها أم كلثوم فى دار الأوبرا.
وحين علمت أم كلثوم بحضور الملك، بدأت تراجع قصيدتها التى لم تخل أبياتها من كلمة "الفؤاد" أى "القلب"، وتوقفت عند أحد أبيات القصيدة، وهو:
هل في فؤادك رحمة لمُتيمٍ .. ضمت جوانحهُ فؤادا موجعا
فكيف "يتوجع الملك" الذي كان حاضرًا بين الصفوف، وأمام هذا المأزق الذى قد يجرح مشاعر الذات الملكية، اتصلت أم كلثوم بشاعر الشباب أحمد رامي، وطلبت منه تبديل كلمة "موجعا" بما لايخل بنظم الأبيات، فبدلها بكلمة "مولعا"،والولع فى اللغة تدل على شدة الحب.
وقد جرى الملك فاروق على خطى أبيه فى حضور حفلات الست، وأشهر تلك الحفلات، كانت فى شهر أغسطس من عام 1944، وعلى مسرح النادي الأهلى، تفضل الملك فاروق بمنح نيشان الكمال لأم كلثوم، حيث كانت تغني أغنية (يا ليلة العيد آنستينا)، وبعد صعودها على المسرح فوجئت بالملك يدخل الحفل، فغنت الأغنية بفرحة عارمة ابتهاجاً بقدوم الملك والعيد معا، حتى أنها أضافت للأغنية هذا المقطع "يعيش فاروق ونحييله ليالى العيد"؛ مما جعل الملك فاروق ينعم عليها بنيشان الكمال الذى لا يمنح إلا لأميرات العائلة المالكة، وحصلت أم كلثوم و قتها على لقب "صاحبة العصمة".