ساهمت كوكب الشرق أم كلثوم في إنقاذ آثار النوبة ومعبد فيلة من الغرق، وقت بناء السد العالي، بل قامت في الغناء في المعابد الأثرية التي يضمها الوطن العربي، حيث شدت بالأطلال في مسرح معبد بعلبك في لبنان المكرس لعبادة الآلة باخوس لخدمة المجهود الحربي بعد نكسة 1967م.
موضوعات مقترحة
بدوره يقول المؤرخ الأثري فرنسيس أمين لـ"بوابة الأهرام"، إنه وقت بناء السد العالي قادت مصر حملة لإنقاذ معابد النوبة، ومنها معبد فيلة، وهى الحملة التي تبنتها اليونسكو، وقامت كوكب الشرق أم كلثوم بتنظيم حفلة تبرع فى حفل غنائي أحييته فى ستينيات القرن الماضى.
أم كلثوم أمام الأهرامات وأبو الهول
وقد التقط مصور الأهرام ومصور حرب أكتوبر أنطوان ألبير صورًا مدهشة لأم كلثوم، وهى بالقرب من الأهرامات وأبو الهول، وأطلقت مصر نداءً للعالم في مارس 1960م؛ للمساهمة في إنقاذ آثار النوبة من الغرق، واستجابت منظمة اليونسكو للنداء.
وتبنت حملة شاركت فيها 51 دولة لإنقاذ معبدى أبو سمبل الكبير والصغير بتكلفة 36 مليون دولار دفعت مصر منها 12 مليونًا، وتحملت المنظمة والدول المشاركة باقي المبلغ، وتم الانتهاء من نقل معبد أبو سمبل في 22 سبتمبر عام 1968م بعد تقطيع المعبد إلى كتل حجرية كبيرة وتفكيكها وإعادة تركيبها في موقع جديد منسوبه أعلى من مستوى النهر، وتعتبر هذه العملية واحدة من أعظم الأعمال في الهندسة الأثرية عبر التاريخ.
أم كلثوم أمام الأهرامات وأبو الهول
وأوضح فرنسيس أمين، أن ثروت عكاشة هو الذي عرض علي عبد الناصر فكره الدعوة إلى إنقاذ آثار النوبة، وسبق تقديم الفكرة قيام سفيري أمريكا وإنجلترا بمقابلة ثروت عكاشة وطلبوا منه شراء بعض معابد النوبة ونقلها لبلادهم، وجاء رده عليهم أنه يقبل مساعداتهم في الإنقاذ ولا يقبل بيع تراث مصر، ومن هنا برزت فكرة إنقاذ آثار النوبة.
وقد شدت كوكب الشرق بأغنيات "الأطلال وهذه ليلتى"، حيث قامت وزارة الثقافة بتنظيم حفلات لها، فيما صورتها البارعة أمام الأهرامات التي مازالت تلقى شيوعًا كبيرًا.
ويوضح فرنسيس أمين أن المصريين جميعًا تبرعوا لإنقاذ المعابد ومنها معبد فيلة، مضيفا أن معبد فيلة زاره الأدباء والشعراء فى العصور الحديثة، وكان يمثل للمصرين القدماء قداسة، فهو مجموعة معابد كرست لعبادة الآلهة إيزيس، مُضيفاً أن في كل القرون اكتسبت فيلة مكانة خاصة في العبادات لدرجة أن حشدا من أتباع تلك العبادة كانوا يجتمعون لإحياء قصة موت وبعث إيزيس وقصتها الشهيرة، كما أن المصريين القدماء كانوا يعتقدون أن جزيرة فيلة ينبع منها النيل، وهو معبد زاره الكثير من الأدباء وذكره الشعراء أمثال أمير الشعراء أحمد شوقي وقد بدأت عملية إنقاذ فيلة عام 1972م، حيث تم وضع المعبد فى جزيرة جزيرة إجيليكا التي تبعد بمسافة خمسمائة متر من موقع جزيرة فيلة نقلت إليها المعابد المختلفة من جزيرة فيلة الغارقة وذلك بحيث تماثل جزيرة فيلة.
أم كلثوم أمام الأهرامات وأبو الهول
الجدير بالذكر أنه فى ٢٧ يناير من عام ١٩٢٥م، استقرت أم كلثوم فى القاهرة، وعلى صوتها العذب تم افتتاح الإذاعة المصرية، ولولا أم كلثوم لما ظل للموسيقى العربية طابعها الخاص، فقد نقلت الأغنية العربية من جو التواشيح للقصيدة، وقد استمرت تخدم وطنها، وفى نكسة ١٩٦٧م، جعلت كل حفلاتها لخدمة مصر والمجهود الحربي، وظلت حتى آخر حياتها الصوت الذي يجمع الأمة العربية من المحيط للخليج، ورحلت عن عالمنا في مثل هذا اليوم 3 فبراير من عام 1975م.
أم كلثوم أمام الأهرامات وأبو الهول
أم كلثوم أمام الأهرامات وأبو الهول
أم كلثوم أمام الأهرامات وأبو الهول