أكد الدكتور أسامة الجندي، وكيل وزارة الأوقاف لشئون المساجد، أن شهر شعبان من الأشهر المباركة التي ينبغي للمسلمين أن يستفيدوا منها في العبادة والقيام بالأعمال الصالحة، موضحا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكثر من الصيام في شهر شعبان، وهو ما جاء في حديث سيدنا أسامة بن زيد، عندما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب كثرة صيامه في هذا الشهر، فأجابه: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان".
موضوعات مقترحة
وأكد الدكتور أسامة الجندي، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأحد، أن هذا الحديث يحمل في طياته حكمة عظيمة، حيث أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن الناس عادة ما يغفلون عن شهر شعبان بسبب انشغالهم بشهر رجب وشهر رمضان، وهو ما يجعل العبادة فيه تميزًا خاصًا لدى الله سبحانه وتعالى.
وأضاف: "العبادة في وقت الغفلة تجعل العبد متفردًا عند الله، لأنها تعكس إخلاصه وتواضعه في عبادة الله، بعيدًا عن الرياء"، مشيرا إلى أن العرب في الجاهلية كانوا يعظمون الأشهر الحرم، وكان شهر شعبان يقع بين شهرين عظيمين هما رجب ورمضان، مما جعل الكثيرين يغفلون عن استغلاله، لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يركز على أهمية العبادة في هذا الشهر، حيث أن الصيام فيه يشبه التهيئة النفسية والروحية لاستقبال رمضان، ويعزز من استعداد المسلم لهذا الشهر المبارك.
وأشار أيضًا إلى أن شهر شعبان له فضائل خاصة تتعلق برفع الأعمال إلى الله، موضحًا: "شهر شعبان هو الشهر الذي ترفع فيه الأعمال إلى الله، لذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرص على أن يكون عمله في هذا الشهر على أفضل حال، ويحب أن يُرفع عمله وهو صائم، لأن الصيام يعين المسلم على الإخلاص ويجعله أقرب إلى الله".
وأوضح أن رفع الأعمال لا يقتصر على شهر شعبان فقط، بل هناك رفع يومي للأعمال بعد صلاتي الفجر والعصر، ورفع أسبوعي يومي الاثنين والخميس، لكن رفع الأعمال السنوي في شهر شعبان يحمل خصوصية تميز هذا الشهر، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يفضل أن يُرفع عمله وهو في حالة صيام، مما يضاعف من أجره ويزيد من تقربه إلى الله.