Close ad
2-2-2025 | 18:53

ستبقى مصر بشعبها وجيشها العظيم عصية على المؤامرات والمخططات التي تحاك بليل للنيل من هذا البلد.. فقد كان صوت الشعب المصري الذي توافد بالآلاف على معبر رفح يوم الجمعة الماضي ساطعًا مدويًا إلى كل العالم حاملًا رسالة رفض واستهجان ضد دعاة التهجير للشعب الفلسطيني وتصفية قضيته في مشهد وطني يجمع في مكوناته كل عناصر القوة الوطنية والانتماء والحب لهذا الوطن العظيم واصطفافًا مبهرًا خلف قيادته السياسية في الدفاع عن أرض مصر، ورفض كل المخططات التي يتم الترويج لها عبر مشروع جديد يراد للمنطقة، التي تعاني ويلات الحروب والصراعات منذ عقود؛ بفعل الاحتلال الإسرائيلي الذي تحركه عصابات صهيونية متطرفة، حالمة بوطن مزعوم يقوم على مزيد من احتلال الأرض العربية، وتهجير الشعب الفلسطيني، وتدعمه إدارة أمريكية جديدة أكثر تطرفًا، وتحمل أجندة جديدة تخدم بالأساس أهداف إسرائيل وأطماعها.

لم تكن دعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير أهل غزة إلى مصر والأردن مفاجئة لمن يعرف شخصية الرئيس الأمريكي، الذي عرف عنه حبه الدائم لإثارة الجدل، وتفجير القضايا التي تجعل منه محور اهتمام العالم ووسائل الإعلام؛ فهو دائم البحث عن الخطوط الحمراء كي يخترقها!!

ولذلك فإن دعوته لتهجير أهل غزة لمصرمحاولة يائسة بائسة لإرضاء اللوبي اليهودي، وفرصة لتصدره وسائل الإعلام رغم أنه يعلم أن مصر لن تقبل تحت أي ظرف من الظروف تهجير الفلسطينيين إلى أرضها، بل ولن تقبل تهجيرهم لأي مكان آخر في العالم، وقد تلقى الرد واضحًا وحاسمًا من مصر قيادة وشعبًا بعد دقائق من تصريحاته.

المؤكد أن الأيام والأسابيع المقبلة ستكون صعبة؛ حيث تبدأ خلال هذا الأسبوع مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس، ولا شك أن هذه المفاوضات ستكون معقدة وشاقة؛ نظرًا لأنها تتناول قضايا محورية، وفي مقدمتها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، ومستقبل حكم القطاع، وهو ما يجعل الأوضاع في المنطقة أمام سيناريوهات عدة، أسوأها استئناف إسرائيل للحرب مرة أخرى، وهو ما يريده اليمين المتطرف بقيادة بنيامين نتنياهو، الذي يجد في الحرب طريقًا لتصفية القضية، واستكمال مخطط الإبادة والتهجير للشعب الفلسطيني، لكن ربما يكون للضغط الأمريكي دور في الوصول إلى وقف دائم للحرب، ولو بمزايا إضافية وعطايا لإسرائيل، التي بدأت بشائرها في منحها المزيد من الأسلحة الفتاكة التي كانت أوقفتها إدارة بايدن.

ولا شك مشهد الاصطفاف الوطني الذي تعيشه مصر، هو الدرع الواقية للأمن القومي المصري في مواجهة أي تداعيات متوقعة أو ترتيبات إقليمية، بدت مؤشراتها تتضح أو سيناريوهات تحاك للمنطقة، فالحقيقة المؤكدة أن مصر كانت -ولا زالت وستظل- هي الهدف والمستهدف ومحاولات إضعافها لم يعد هدفًا خافيًا ليس لإسرائيل فحسب، بل لقوى إقليمية أخرى، وبالتالي فإن حالة الوعي الجمعي التي تسود في مصر، وتجلت في أبهى صورها أمام معبر رفح، تؤكد حيوية هذا الشعب وقوته وقدرته على مواجهة التحديات وإفساد أي مخططات أو تداعيات تمس الأمن القومي المصري، بل إن هذا الاصطفاف الوطني المصري هو في تقديري -خير سند وداعم- للقضية الفلسطينية خلال هذه المرحلة الحرجة التي تعد الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية، فقد شاء القدر أن تكون مصر هي اللاعب الرئيسي في المفاوضات والضامن لتنفيذ ما يتم التوصل إليه من توافقات بالتعاون مع الشقيقة قطر.

ولعل حالة الإجماع الشعبي المصري الرافض للتهجير، والداعم للقضية الفلسطينية كان لها وقعها المزلزل على الكيان الصهيوني المحتل الذي سخر إعلامه خلال الأيام الماضية للنيل من مصر؛ لدرجة وصلت إلى حد التهديد المباشر لمصر وقيادتها، وهو ما يؤكد إرهاب هذا الكيان، وسعيه إلى إفساد كل محاولات تحقيق الاستقرار في المنطقة، لكن هيهات أن ينجح، وستبقى مصر بدورها وثقلها الإقليمي والدولي صاحبة القول الفصل في هذه المنطقة، وسيبقى أمنها القومي وأرضها وحدودها خط أحمر.

حفظ الله مصر وجيشها العظيم

[email protected]

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة