لم تكن أم كلثوم مجرد سيدة الغناء العربي، بل كانت أيضا أيقونة في عالم الأناقة، صنعت لنفسها أسلوبا فريدا لا يزال يلهم حتى اليوم، من أزيائها الراقية التي اختارت تفاصيلها بعناية، إلى تسريحة شعرها الثابتة ومجوهراتها الفاخرة، كانت "الست" تعرف كيف تترك بصمة في كل إطلالة، ليس فقط بصوتها، بل بمظهرها الذي يعكس فخامة ورقيّا لا مثيل له.
موضوعات مقترحة
أم كلثوم
تصميم الأزياء: أسلوب كلاسيكي بلمسات شرقية
اعتمدت أم كلثوم على مصممة الأزياء الأرمنية المصرية مدام فاسو، التي صممت لها أزياء حفلاتها لمدة 15 عاما. لم تكن تستوحي أزيائها من الموضة العالمية، بل صنعت طريقتها الخاصة، حيث كانت تفضل الفساتين الفاخرة المصنوعة من أقمشة غنية مثل المخمل، الشيفون، والحرير، وغالبا ما اختارت ألوانا داكنة وأنيقة مثل الأسود، الأخضر الداكن، والنبيتي، والتي تعكس حضورها الطاغي على المسرح.
تميزت فساتينها بأكمام طويلة، وبتطريزات فخمة مرصعة بالأحجار اللامعة، حيث أضافت هذه اللمسات إحساسا بالرقي، دون أن تفقد بساطتها التي جعلتها قريبة من الناس. لم تكن إطلالاتها مجرد استعراض للأزياء، بل كانت مدروسة لتعكس هيبتها وتتماشى مع شخصيتها القوية.
أم كلثوم
التسريحة.. توقيع ثابت في كل إطلالة
على مدار مسيرتها الفنية، التزمت أم كلثوم بتسريحة شعرها المرفوع، التي أصبحت واحدة من أبرز العلامات المميزة لها. كانت تعتمد على مصفف الشعر اللبناني نعيم عبود، الذي كان يحرص على إبراز ملامحها بأسلوب كلاسيكي ثابت، مع إضافة لمسات ناعمة تجعل التسريحة تبدو طبيعية ومتجددة رغم ثباتها.
أم كلثوم
المجوهرات.. فخامة تضاهي الصوت
لم تكن أم كلثوم تبالغ في ارتداء المجوهرات، لكنها اختارت قطعا تبرز فخامتها دون تكلف. كانت تفضل الأقراط الطويلة المرصعة بالألماس، والسلاسل الفاخرة المصنوعة من اللؤلؤ، والتي أصبحت من مكونات إطلالتها الأساسية على المسرح. كانت تعرف كيف توازن بين بساطة التصميم وفخامة التفاصيل، مما جعل مجوهراتها جزءا لا يتجزأ من أناقتها الراقية.
أم كلثوم
الأحذية والحقائب: الأناقة في كل تفصيلة
رغم أن الجمهور لم يكن يراها بالكامل على المسرح، إلا أن أم كلثوم لم تهمل اختيار أحذيتها وحقائبها. كانت تعتمد على الأحذية ذات الكعب المتوسط والمريح، حيث كانت تقضي ساعات طويلة واقفة على المسرح، لذا فضلت الكعب العريض، أما الحقائب فكانت متوسطة الحجم، وتصمم غالبا من خامات فاخرة لتتماشى مع أزيائها المطرزة.
أم كلثوم
فرغم مرور خمسين عاما على رحيلها، لا تزال أم كلثوم رمزا للأناقة المحتشمة والرقي الذي لا يرتبط بزمن. صنعت موضتها الخاصة ولم تحاول مجاراة أحد، بل فرضت أسلوبها على الجميع. كانت تدرك أن الفنان الحقيقي ليس فقط صوته، بل حضوره، وإطلالته، وكل تفصيلة تعكس شخصيته. لهذا، لم تكن أم كلثوم مجرد صوت خالد، بل كانت أيقونة متكاملة للذوق الرفيع والأناقة الراقية.