Close ad

وللمرأة أقوال أخرى

2-2-2025 | 00:14

من بين القضايا المهمة والملحة التي تواجهنا ونحن نطل بحذر على العام الجديد، نجد أن صورة المرأة وأحوالها وأدوارها وحضورها وفاعليتها في العمل العام تحتاج لدعم عاجل، صحيح أن التمكين أصبح واقعًا فاعلًا على قائمة الأولويات القومية، وأن المرأة المصرية حققت الكثير خلال سنوات العصر الذهبي الذي بدأ بإعلان فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي ٢٠١٧ عامًا للمرأة، ومعه رصد دعمًا ودفعًا رئاسيًا غير مسبوق، وتمكنت المرأة من مساحات كانت سابقًا حكرًا على الرجال فقط، وفتح لها أبواب الممكن على مصراعيها، وقد أثبتت في كل مرة أنها قادرة على تحقيق نفسها وحلمها، بل وأحلام الآخرين، إلا أن الأميال الأخيرة شهدت ظواهر لابد من مراجعتها حتى لا يتراجع مؤشر التمكين إلى الخلف.

عشنا بالفعل العصر الذهبي للمرأة، وعليه بنيت الآمال وارتفعت مؤشرات الأحلام والطموحات، وأطلت الأفكار المبشرة والتي تعد بالكثير، وبدا أنه لا مستحيل أمام المرأة، بل -وللمرة الأولى- ظهر وكأن كل شيء متاحًا إذا ما توافرت لها القدرة والقوة والفرصة، وبزغت أسماء لسيدات في مواقع مؤثرة ومهمة وكان لهن تأثير واسع وشهد نجاحهن ترحيبًا واسعًا من القاعدة الأكبر من الناس، سواء في الحكومة أو البرلمان أو العمل العام والمواقع القيادية، بل وظهرت أسماء لسيدات أصبحن قدوة ملهمة عبر قصة تحدٍ تخاطب خيال أجيال المستقبل من الشباب والشابات، وهو جيل لا يتأثر كثيرًا بالكلمات الرنانة وإنما تجذبه قصص النجاح الحقيقى الذى لا يحتاج إلى تجميل أو تلميع، فالصدق أقرب طريق إلى عقله، وقد وصلته رسالة التمكين للمرأة بشكل واعد وواثق ومتحضر وإيجابي، خاصة عندما تزامن ذلك مع دعم الشباب في خط متصاعد موازٍ.


سوسن مراد عز العرب رئيس تحرير مجلة البيت ومجلة نصف الدنيا

تلك الخطوات الكبيرة لم تتم «بالساهل»، بل استدعت الكثير من الشجاعة والجرأة والعمل والإصرار، فقد حقق تمكين المرأة فوزًا وانتصارًا مجتمعيًا إستراتيجيًا، وهو فوز غالٍ لا يجب تراجعه أو تناقصه أو كبح جماحه، بل لابد من دفعه نحو المزيد من الاستقرار والاستمرار، خاصة أن المرأة هي العماد الرئيسي لنسيج المجتمع المصري، ولابد أن يظهر ذلك في نسبة حضورها وفرصها للتحقق في كل مجال.

ما تحقق بمصر في مجال تمكين المرأة خلال السنوات الماضية هو مصدر للفخر والاعتزاز بكل معنى الكلمة، وهو أمر جلل وليس هيّنًا، ولابد ستقابله موجات من المقاومة، وهو ما يبدو بالفعل في تردد الهمسات مؤخرًا بأن نسبة وأعداد الشخصيات المؤثرة في تناقص، وأن الفرص أصبحت أكثر شُحًا عما سبق، بل وأن تيار المعارضين لتمكين المرأة تزايدت قوته ووتيرته وقد نجحوا في كسب بعض الجولات ضدها، حتى تأثرت وأصابها بعض الإحباط، وإلا لماذا يخرج علينا يوميًا سيل من الانتقادات تبدو فكاهية تتحدث عن تحول في حال المرأة، وأنها لم تعد راغبة في أن تكون مستقلة قوية، ولا تريد الكفاح ولا خوض المعارك، بل أصبحت ترغب في المزيد من الدلع والراحة والتدليل ورجل «يستتها» ويحقق طلباتها؟ ذلك قد يستهوي البعض بلا شك، وقد يمر الأمر دون أن يستدعي التوقف، لكن كثافة تلك المقولات والمناقشات والمناوشات التي يتبناها تيار يرى في تمكين المرأة شرًا مستطيرًا خاصة على منصات التواصل الاجتماعي ويريد استعادة أمجاد «سي السيد» أصبح لافتًا، وهدفه ألا تعيش المرأة عصرًا ذهبيًا، وأن تكتفي بدخول قفص ذهبي!

لا لن تعود العجلة إلى الخلف، فالعصر الذهبي للتمكين يجب أن يستمر، ولكن لابد من المصارحة والمواجهة، ونأمل أن تكون ٢٠٢٥ عام استعادة الزخم نحو تمكين أقوى وأكبر للمرأة في مواقع ومجالات العلم والاقتصاد والإعلام والإدارة والقيادة والحوكمة والسياسة، وقد تكون انتخابات المجالس النيابية القادمة الفرصة الأكبر، ومؤشرًا مبشرًا من خلال نسبة تمثيل المرأة التي لطالما قالت كلمتها بالعمل والعطاء والتفاني لتصل لهدفها عن استحقاق، والأكيد «ماحدش بياكلها بالساهل»، فالصمود هو سر الوصول، والقادم أفضل.

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
معًا.. لكل الدنيا

لم تتملكنى كل تلك المشاعر دفعة واحدة من قبل حماس، تساؤل، رهبة، توجس، سعادة، حنين، امتنان، وانطلاق.. كلها تكاد تتوازى وتناطح بعضها بعضاً، كيف لا وأنا أخطو بخطوات هادئة نحو مساحة استثنائية

الأكثر قراءة