في كتاب «أسامة عفيفي ناقدًا»، تمنيت الإحاطة بكل ما كتبه أسامة من دراسات في النقد الثقافي، والنقد التشكيلي، والنقد الأدبي، والبورتريهات التي تكتفي أحيانًا بذكر موقف محدد لمثقف أو فنان، حكي لي عن كتابات ولم أتوصل إليها، هنا يجد القارئ ملامح من المنجز النقدي لأسامة عفيفي، وانحيازه إلى منهج جمالي في قراءة الوقائع.. بهذه الكلمات سطر الكاتب والروائي سعد القرش كتابه الجديد «أسامة عفيفي ناقدًا» الذي صدر مؤخرًا عن سلسلة «كتابات نقدية» بالهيئة العامة لقصور الثقافة، والذي يشارك به ضمن إصدارات معرض الكتاب في نسخته الـ 56 .
موضوعات مقترحة
عُرف أسامة عفيفي (1954ـ 2017م)، كصحفي ثقافي له جهد بارز في الصحافة الثقافية، كان ناقدًا وحكاءً، وشاعرًا، وضم الكتاب بين دفتيه الإرث الثقافي الذي تركه أسامة عفيفي، والكتاب في مجمله يعكس متانة الصداقة التي جمعت بين الكاتب والروائي سعد القرش بصديقه الراحل؛ حيث اعتنى بنشر آثار عفيفي في لمسة وفاء لمسيرته الأدبية والثقافية.
يقول الكاتب سعد القرش في مستهل حديثه عن الإرث الثقافي لصديقه الراحل «قراءة بعض من الأوراق الشخصية لأسامة وضعتني أمام جانب من ضعف شخصي أخفاه بالإفراط في إيثار أصدقائه، وخوض معارك ثقافية بشرف، وناله منها ومنهم ما ناله، من دون ادعاء بطولة أو إبداء امتنان، وكان يتفادى الإشارة، وإذا بادر أحدهم وذكّر أسامة بفضل ودعم في البدايات، تجاهل ذلك الفضل، وقال: «هذا حقك، وعلى من يتصدى للعمل العام أن يتمتع بالنزاهة، وألا يحتكم إلى هواه».
وعن رؤية الكاتب الراحل للفن والفنان، يكتب القرش: «رؤية أسامة عفيفي للفن أنه اقتراح آخر للعالم، بصيرة الفنان تلهمه صوغ عالم بديل، فيعيد تركيب علاقات الأشياء، في عمل فني يرى فيه ما لا يراه الآخرون. وينطلق الفنان من مفهوم التجاوز، فكل عمل فني أصيل مشروع للإضافة، اقتراح جديد يسهم به الفنان في مسار الفن.ولا أدرى أين تناثرت الفصول الأربعون لمشروع كتاب (أربعون اقتراحا للفن)».
يكمل الكاتب والروائي سعد القرش حديثه حول الغاية من ذلك الكتاب، فيقول: في كتاب «أسامة عفيفي ناقدًا»، تمنيت الإحاطة بكل ما كتبه أسامة من دراسات في النقد الثقافي، والنقد التشكيلي، والنقد الأدبي، والبورتريهات التي تكتفي أحيانا بذكر موقف محدد لمثقف أو فنان، حكي لي عن كتابات ولم أتوصل إليها، هنا يجد القارئ ملامح من المنجز النقدي لأسامة عفيفي، وانحيازه إلى منهج جمالي في قراءة الوقائع.
يختم الكتب سعد القرش مقدمته لكتاب «أسامة عفيفي ناقدا» قائلاً:«إن هذا الكتاب يفتح نافذة للترحّم على خسارة عقل جميل، لكن أسامة ترك ذكريات يحملها أصدقاء وتلامذة. تفانت الكاتبة شذى يحيى والفنانة سماء يحيى في فرز أوراقه، وتصنيف مكتبته، وتوزعت إهداءات المكتبة بين نقابة الصحفيين في القاهرة، ومكتبة الإسكندرية، وقصر الثقافة في الجيزة، أما الدكتورة نادية النشار فحرصت على نشر كتاب «ليلة سرقة الفرعون»، عام 2020. تجربة تحمل اسميهما، وفي المقدمة كتبت اعترافا جميلا، تدربت في مؤسسات كبرى كالأهرام وأخبار اليوم، ولكن كفة أسامة عفيفي «هي الأرجح... يحسب له أنه علمني في عام واحد ما لم أكن لأتعلمه في عشرة»، لعل هذا الكتاب يضيء جوانب من حياتنا الثقافية والأدبية، وأظنه سيظل مفتوحًا على إضافات، منشورة ومخطوطة، قد يعثر عليها أصدقاء أسامة عفيفي، لهؤلاء الأصدقاء حق، بل واجب الصداقة، تفويض بإضافة أي مادة يعثرون عليها، وإعادة طبع الكتاب.
كتاب أسامة عفيفي ناقدا للكاتب سعد القرش
الكاتب سعد القرش