Close ad

لوموند: عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة يمثل تخليا إسرائيليا عن عملياتها الرئيسية في الحرب

30-1-2025 | 11:46
لوموند عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة يمثل تخليا إسرائيليا عن عملياتها الرئيسية في الحربعودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة
أ ش أ

تخلت الدولة العبرية عن إحدى عملياتها الرئيسية فى الحرب المستمرة منذ 15 شهرا ضد حركة حماس وذلك بفتح شمال غزة أمام عودة الفلسطينيين يوم الإثنين 27 يناير، بموجب شروط اتفاق وقف إطلاق النار المبرم بين إسرائيل وحماس .

موضوعات مقترحة

وذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية فى مقال لها اليوم الخميس عن عودة الفلسطينيين إلى شمال غزة أن الجيش الإسرائيلى كان قد فرض إخلاء هذه المنطقة، الأكثر اكتظاظا بالسكان في المنطقة، والتي يبلغ عدد سكانها 1.3 مليون نسمة، في بداية الحرب التي بدأت يوم 7 أكتوبر ... وقد فرت الغالبية العظمى من السكان إلى الجنوب، للتجمع في ما يسمى بالمنطقة الإنسانية، لمدة خمسة عشر شهرا . 

وأضافت أنه يبدو أن الجزء الشمالي من الجيب ، الذي أفرغ جزئيا من سكانه ودمرته الضربات الإسرائيلية إلى حد كبير ، ظل كذلك لفترة طويلة، حتى أنه تحول إلى مساحة جديدة للمنشآت العسكرية أو، وفقا لخطط مجموعات معينة من المستوطنين "مستوطنات يهودية" ..

وحسب مكتب الشئون الإنسانية التابع للأمم المتحدة ـ المسؤول عن تنسيق الشؤون الإنسانية ـ فإنه فى غضون 48 ساعة عاد مايقرب من 376 ألف شخص إلى شمال غزة من خلال عبور ممر نتساريم، وهي منطقة محظورة أقامها الجيش الإسرائيلي. لتقطيع الجيب إلى نصفين .

وترى مايراف زونسزين، المحللة في المجموعة ، مجموعة الأزمات الدولية، وهي مؤسسة بحثية معنية بإسرائيل وفلسطين: "إن إخلاء هذا الجزء من الجيب كان أول عمل حقيقي يقوم به الجيش الإسرائيلي في هذه الحرب. والآن بعد أن عاد الفلسطينيون واستقرت الهدنة، تغيرت الديناميكية، مع وجود دعم قوي [في إسرائيل] لعودة الرهائن، خاصة وأن أحدا لم يعد يصدق وعود "النصر الكامل" [على حماس] بقيادة بنيامين نتنياهو . وسيكون من الأكثر تعقيدا بالنسبة لإسرائيل استئناف القتال. »

وفي استطلاع للرأي نشرته صحيفة "إسرائيل اليوم" في 24 يناير، أيد أكثر من 77% من المشاركين تنفيذ الاتفاق بالكامل. ويتذكر الإسرائيليون صور رهائنهم المحررين أكثر من صور مقاتلي حماس الذين كانوا يستعرضون أنفسهم في القطاع. ورغم تصريح وزير الأمن القومي السابق، اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، بأن عودة الفلسطينيين هذه هي "استسلام كامل"، فإن الحركة الإسلامية الفلسطينية قد تراجعت إلى حد كبير.

واستطردت "لوموند" قائلة إنه إذا كان الشعب الإسرائيلى قد سئم من أطول حرب فى تاريخ الدولة العبرية ، فإن كسينيا سفيتلوفا النائبة السابقة فى الكنيست والزميلة فى مركز الابحاث الأمريكى "اتلانتيك كاونسل" تبدو حذرة عندما تقول : "هناك إرهاق حقيقي في الجيش الإسرائيلي. يبدأ الجنود العائدون إلى ديارهم حياتهم من جديد. يبدو أن استئناف الحرب بمستوى عالٍ من الشدة أمر مستحيل. ولكن هذا لا يعني أن إسرائيل سوف تمض قدما في الصفقة، أو تنتقل إلى المرحلة الثانية".

ومن المقرر أن تبدأ المرحلة الثانية من الاتفاق ـ التى تنص على تبادل جديد بين الرهائن الاسرائيليين والسجناء الفلسطينيين واستمرار انسحاب القوات الإسرائيلية من غزة ـ فى السادس من مارس عقب جولة من المفاوضات تبدأ فى الرابع من فبراير .. وفي ذلك اليوم، سيستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو؛ وبذلك سيكون أول زعيم أجنبي يستقبله الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض منذ توليه منصبه.

ومن جانبه ، اصر بنيامين نتانياهو على الطابع "المؤقت" لوقف إطلاق النار وأكد :"إذا استئنفنا القتال ، فسيكون ذلك بأساليب جديدة وبقوة أكبر". ولايزال رئيس الوزراء الإسرائيلى يخضع لتهديدات شركائه من اليمين المتطرف فى الائتلاف .. فقد غادر بالفعل إيتمار بن غفير الإئتلاف واشترط لعودته استئناف القتال فى بداية المرحلة الثانية من الاتفاق .. فيما حذر بتسليل سموريتش وزير المالية الحالى ووجه آخر لليمين المتطرف من إنه إذا لم يستأنف القتال فإنه لن يغادر الحكومة بل سيفككها مؤكدا أنه لايمزح.

ورأت "لوموند" أن الحرب في غزة قد تستمر بشكل آخر. ويستطيع الجيش الإسرائيلي حاليا المناورة كما يحلو له في القطاع دون الحاجة إلى ضمان احتلال دائم ومكلف له. ويمكن أن ينتقل الصراع إلى مناطق أخرى أيضا ... ويشتد الخناق على الضفة الغربية، حيث يزيد الجيش الإسرائيلي من عملياته في عدة مدن ويجوب المنطقة عبر العديد من نقاط التفتيش.

واختتمت الصحيفة الفرنسية مقالها بالقول إنه إذا قرر بنيامين نتنياهو مواصلة الهدنة، فسوف يكون بوسعه الاعتماد على دعم الشركاء خارج ائتلافه، مثل حزب الوسط بزعامة يائير لابيد. وبعيدا عن شمال غزة، لا يزال لدى رئيس الوزراء أدوات تفاوض أخرى: الانسحاب من ممر فيلادلفيا، على الحدود مع مصر، المخطط له أيضا في المرحلة الأولى، أو شروط إعادة إعمار غزة مشيرة إلى أن بنيامين نتنياهو يتنقل بين الحرب والسلام، ويحاول أن يظل سيد اللعبة .

كلمات البحث
اقرأ أيضًا:
الأكثر قراءة